في الوقت الذي قللت طهران من حادثة التحرش بالبوارج الاميركية في الخليج فانها اكدت قدرتها على رد أي عدوان وذلك تعقيبا على تحذير البيت الابيض لطهران من ردة فعل قوية في المستقبل وقد قال البيت الابيض يوم الاثنين بأن تحرش ايران بسفن البحرية الامريكية عمل "استفزازي" وحذر طهران من القيام بمثل هذه الاعمال في المستقبل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو "نحن نحث الايرانيين على الامتناع عن القيام بمثل هذه الاعمال الاستفزازية التي قد تفضي الى حادث خطير في المستقبل." وفي طهران، علقت وزارة الخارجية الإيرانية على التقرير بقولها إن ما جرى بين زوارق الحرس الثوري الإيراني وسفن البحرية والأمريكية، كان "أمراً عادياً"، مشيرةً إلى أنه تم تسويته على الفور. ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن الحادث وقع نتيجة خطأ في تعريف سفن كلا الجانبين بالآخر، إلا أنه رفض التعليق على التقارير الأمريكية بشأن تصرفات استفزازية من جانب الزوارق الإيرانية. وقال حسيني، في تصريحات لوكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء: "هذا أمر طبيعي، يحدث بشكل مستمر بين كلا الجانبين، وإنها (أي المشكلة) تم تسويتها بمجرد تعريف كل جانب بنفسه للآخر." ولا توجد أية علاقات دبلوماسية بين الولاياتالمتحدة وإيران، حيث تقوم السفارة السويسرية برعاية المصالح الأمريكية في طهران، فيما تقوم السفارة الباكستانية برعاية مصالح الجمهورية الإسلامية في واشنطن. الا ان مسؤولا ايرانيا اكد ردا على تهديد البيت الابيض قدرة بلاده على التصدي لاي تهديد قد تقوم به الولاياتالمتحدة. قال مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاثنين ان زوارق ايرانية سريعة اقتربت من ثلاث سفن أمريكية في مضيق هرمز يوم السبت وأطلقت تهديدات عبر اللاسلكي. وأكد المسؤولون بذلك التقرير الذي أوردته شبكة (سي.ان.ان). وقالوا ان قبطانا لسفينة أمريكية كان بصدد اعطاء الاوامر باطلاق النار نتيجة للتهديدات. ولكن لم ينفذ الامر حيث ابتعدت الزوارق الايرانية عن السفن الامريكية. وقال المسؤول ان الحادثة كادت أن تؤدي إلى مواجهة بين الجانبين. وقالت المصادر الأمريكية إن نحو خمسة زوارق إيرانية اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأمريكية عند مضيق "هرمز"، صباح الأحد، ولكنها سارعت بالابتعاد بعدما صوبت السفن الأمريكية مدافعها نحوها. ونقلت الشبكة عن المصدر العسكري بأن الزوارق الإيرانية أقدمت على تحركات "استفزازية"، كما وجهت "تهديدات" إلى سفن البحرية الأمريكية، بعدما أن اقتربت على بعد نحو 200 ياردة فقط منها. وأضاف قوله إن أطقم السفن الأمريكية تلقت إشارة عبر أجهزة الراديو، من أحد الزوارق الإيرانية، جاء فيها: "إنني قادم إليكم، سوف يتم تفجيركم خلال دقيقتين." وفي رد فعل على ذلك "التهديد"، قامت السفن الأمريكية بتجهيز مدافعها وصوبها باتجاه الزوارق الإيرانية، التي التفتت مبتعدة، في نفس اللحظة التي كانت الأوامر بإطلاق النار عليها، على وشك الصدور. ونفى المسؤول العسكري حدوث أي إطلاق للنار بين الجانبين، إلا أنه أشار إلى أن أحد الزوارق الإيرانية قام بإلقاء عبوات بيضاء في المياه أمام خط سير السفن الأمريكية. وتسلم الحرس الثوري الإيراني، والذي تعتبره واشنطن "أكبر داعم للأنشطة الإرهابية في المنطقة"، قيادة العمليات البحرية الإيرانية في الخليج، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وتعني هذه الخطوة، وفقاً لقائد هيئة الأركان العسكرية الأمريكية، الأدميرال مايكل مولين، أنّ الخطوة "استراتيجية"، فضلاً عن كونها تعني أنّ قوات البحرية الأمريكية تعمل في نفس المياه التي تعمل فيها "المنظمة الإرهابية". وإثر ذلك، أصدر الأسطول الخامس الأمريكي من البحرين، بياناً مكتوباً، قال فيه: "استنادا إلى أنشطة تمّت ملاحظتها في الخليج العربي خلال عدّة شهور ماضية، يبدو أنّ البحرية الإيرانية نقلت مناطق مراقبتها إلى المنطقة بين مضيق هرمز وخليج عُمان، تاركة للبحرية التابعة لحرس الثورة الإيرانية مهمة الحضور في الخليج العربي." وتشكلت قوات الحرس الثوري الإيراني عام 1979 "لحماية الثورة"، وهو ما يتمّ تأوليه بصفة عامة على أنّ مهمته الأساسية تتمثّل في التأكّد من كون قوات الأمن الداخلي لن تهدد "الدولة الثيوقراطية"، وفقاً للمحلل في مجموعة تفكير تابعة للبحرية الأمريكية في الأسكندرية بفرجينيا، ويليام سامي. وتعتقد الولاياتالمتحدة أنّ حرس الثورة هو من يتكفل بنقل الأسلحة إلى المسلحين في العراق، وعدد من المناطق الأخرى، غير أنّها توقفت عن التصريح بذلك، قائلة إنّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة المركزية الإيرانية. وبفعل إجراءات جديدة تقررت بعد حادث احتجاز بحارة بريطانيين من قبل حرس الثورة، ومن ضمنها مراقبة الزوارق بطائرة مقاتلة وكذلك بسفينة حربية، فإنه من عادة قطع البحرية الأمريكية أن تكون على مقربة من البحرية الإيرانية.