اهتزت المنطقة العربية الإسلامية في اليومين الأخيرين على وقع اتفاقية " التطبيع " بين الإمارات العربية والكيان الصهيوني الغاشم على حساب القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة هي الأصعب في تاريخها منذ نكبة عام 1948 بسبب مخطط الكيان الصهيوني بضم أجزاء من الضفة ، في وقت انغمست فيه كل الدول المناصرة للقضية الفلسطينية في مشاكلها الداخلية التي عمقها فيروس كوفيد. ولئن غاب الموقف الرسمي التونسي من اتفاقية العار هذه مقابل إدانة الإتحاد العام التونسي للشغل بشدة لما وصفه ب"القرار المخزي" في حين دعت هيئته الإدارية الحكومة التونسية إلى " التنديد بهذه الخيانة" ، فإن موقفنا مع كوفيد 19 بات واضحا : التطبيع مع جائحة كورونا.. تطبيعنا مع «كوفيد» رغم خطورته لم يعد خافيا ، فالحكومة التونسية رأت ما رأته بعض الدول وليس كلها، في فتح الحدود والتعايش مع هذه الجائحة التي عادت بقوة لتحصد الأرواح شرقا وغربا في عالم بات يتنفس رائحة الموت صباحا مساء ويوم الأحد. فتح الحدود كان بهدف استقبال السياح لإنعاش خزينة الدولة واقتصادها الذي يمر في «زمن الكورونا» هذه بمرحلة صعبة للغاية باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي، ولئن غابت الإحصائيات والأرقام عن عدد السياح الوافدين علينا في هذه الفترة منذ فتح المعابر والمطارات والحدود، فإن أصحاب النزل ووكالات أسفار يتحدثون عن عشرات الآلاف لا غير.. ومع الحديث عن قلة السياح وندرتهم، ارتفع الحديث عن كثرة عدد الإصابات بفيروس كورونا، لا بسبب السياح فقط، بل بسبب أهالينا المقيمين خارج حدود الوطن والذين وبعد فترة من الحجر والغلق فضلوا وطنهم، فأصابوا أبناءه بالعدوى .. ومن الحب والعدوى ما قتل.. مداخيل السياحة الهزيلة لا يمكنها ان تعوض روحا بشرية واحدة بريئة كانت آمنة مطمئنة فجاءها الوباء مسرعا لينسف ما تحقق على أرض الميدان من تقدم على حساب كوفيد 19.. مداخيل السياحة الغائبة في كل العالم تقريبا لا يمكنها وان تعوض خسائر الدولة في هذه الفترة لإجراء الفحوصات والتحاليل وغيرها من الإجراءات حماية للأرواح وتوقيا من مزيد انتشار رقعة الوباء التي ضربت عديد المناطق من البلاد. تعاملنا مع الجائحة بدا مضطربا وغير مستقر ولم يراع خصوصية البلاد وعاداتها وتقاليدها وأفراحها ومسراتها وتنقلات التونسي في فترة الصيف التي عدنا فيها إلى المهرجانات، وبات الحديث عن عودة بعض الأنشطة الرياضية التي كان بالإمكان تأجيلها ما دمنا قد نجحنا في سنة دراسية وجامعية أسعدت الشباب والعائلات.. تطبيعنا مع الكوفيد، لا يختلف في خطورته مع التطبيع مع الكيان الصهيوني، فالخطر واحد .. علل وأجسام فتاكة وفيروسات تنهش الوطن والمنطقة العربية الاسلامية. راشد شعور