في رمضان تخفت الأغاني الوترية قليلا وينخفض إيقاعها و»تصفد» أغاني الكليبات الساخنة لتفسح المجال أمام الأغاني الصوفية والروحية والنورانية وغيرها. يعلو ذكر اللّه وأيضا حكايات الكرامات والاشادة ببعض الأولياء ومن بين الأشرطة التي راجت مستبقة رمضان بأيام قلائل شريط «زوار سيدي بلحسن» للشيخ المقرئ وصاحب «فرقة الصفاء» الشيخ عبد الجواد محيسن. الشريط الذي صدر منذ أيام عن شركة «فوني» يحتوي على 6 مقطوعات تعتمد في جمالها على صفاء صوت عبد الجواد وأيضا في التقنيات المستعملة رغم أنها اعتمدت فقط على البندير يقول عبد الجواد محيسن عن «زوار سيدي بلحسن»، لقد أردته هدية لسيدي بلحسن الذي أنا واحد من المنشدين في مقامه ويشاركني في هذا العمل كل من الأستاذ الهادي النعاس الذي قدّم ارتجالين وكذلك عثمان الهيشري الذي عمل مع سمير العقربي وله خبرة كبيرة في الإنشاد الصوفي. «زوار سيدي محرز» يعتمد نسبة 70 على ألحان عبد الجواد محيسن أما كلمات الأغاني فقد كتب هو نسبة كبيرة منها فيما اعتمد على بعض الأغاني التراثية وهذّب بعضها. عبد الجواد محيسن الذي سجل هذه الأغاني في استوديو لطفي بوشناق لم يبخس أيا كان حقه فقد اعترف بجهود الموزع محسن الماطري الذي ساعده في التهذيب وتقنيا. صفاء في «زوار سيدي بلحسن» يشدّك صفاء صوت عبد الجواد وأيضا تلك المسحة من التجديد والاجتهاد ولا غرابة فالرجل أمضى 30 سنة في رحاب الأجواء الصوفية منذ كان صبيا وهو صاحب مجموعة، وحاصل على بطاقة احتراف فنية منذ 16 سنة تشير الى كونه «شيخ سلامية» وهو وإن لم يحصل على الديبلوم فإن مستواه لا يقل عن مستوى حاملي ديبلوم الموسيقى بعدما تعلم في معهد عبد الكريم صحابو وجالس الطاهر غرسة في مجلسه قبل رحيله وشارك في العديد من المهرجانات داخل تونس وخارجها ويأمل أن يدخل في دورة الأسابيع الثقافية التونسية باعتبار ما يقدمه رغم طابعه الديني الاسلامي العام إلا أنه يعبق برائحة الخصوصية التونسية.