كان من بين الذين وضعوا دستور الولاياتالمتحدةالأمريكية جنرالات الميليشيات المسلحة التي تأسست لحماية المستوطنات الأولى التي بناها المستعمرون الأوروبيون. ومن وقتها شاع السلاح وترسخت عقلية استخدام السلاح وتقونن حق الأفراد في امتلاك الأسلحة وانتشر الإرهاب المحلي حتى بلغ شكلا جديدا وصلتنا جرائمه أكثر من مرة في إطار ما يسمى الشركات الأمنية الخاصة وهي مجموعات قتل إجرامية مرتزقة منظمة وعابرة للحدود. وفيما يلي نبذة عن هذه الميليشيات المسلحة في الداخل الأميركي دون أن ندخل في بحث متشعب جدا عن حركة أفرادها في بعض دولنا وخاصة في سوريا وتحديدا في المناطق الكردية وتحت حماية الاحتلال الأميركي حسب دراسة أعدها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق على الفترة الزمنية الممتدة بين سنتي 1990 و2020 وصدرت في شهر أكتوبر الماضي. تعتبر الغالبية الساحقة من هذه الميليشيات مجموعات يمينية عنصرية متطرفة. وقد أحصت البي بي سي أبرز العمليات الإجرامية لهذه المجاميع ما بين 1991 و2019 وتراوح عدد ضحاياها في كل عملية بين 13 و68 قتيلا في كولومبيا من ولاية كولورادو سنة 1999 و58 في لاس فيغاس من ولاية نيفادا سنة 2017 و23 في كيلين من ولاية تكساس سنة 1991 و20 في أل باسو من ولاية تكساس أيضا سنة 2019 واورلاندو من ولاية فلوريدا سنة 2016. أما العملية الأطول فكانت حصار واكو لمدة 51 يوم سنة 1993 عندما قامت الحكومة الاتحادية في تكساس والقوات المسلحة الأمريكية ضد ميليشيا الطائفة الدينية "الفرع الداوودي" ومات العشرات من بينهم أطفال. فيما تبقى العملية الأضخم تفجير أوكلاهوما سنة 1995 ومقتل 68 وإصابة أكثر من 600. بلغ عدد الميليشيات المسلحة حسب تقرير لوزارة العدل الأمريكية صدر عام 1999 ما لا يقل عن 858 مجموعة. وتصاعدت المليشيات إبان الأزمة المالية العالمية لسنة 2007 واعتبار أوباما تهديدا ايديولوجيا. وبحسب أرقام مركز تحليل بيانات الأزمات الأمريكي تضاعف العدد ثلاث مرات بين سنتي 2009 و2010. ووصل العدد سنة 2018 أكثر من 612 مجموعة وقع اعتبار 181 منها ميليشيا إجرامية. وبعد حادثة قتل جورج فلويد في شهر ماي الفارط من سنة 2020 عاد نشاط ميليشيات أخرى كتحالف نفاك الأمريكي-الإفريقي مقابل الميليشيات المسلحة لليمين المتطرّف ومجموعات باتريوت. سجل فريق غاردين ما يقرب عن 600 ظهور لمليشيات صغيرة عالية التسليح من مؤيدي ترامب. وقدرت نيويورك تايمز في 11 سبتمبر 2020 عددهم ب 20.000 في حوالي 300 مجموعة من بينهم محاربون قدامى. ومن بينهم حسب التقديرات الأمنية الأمريكية ميليشيا قوة الدفاع المدني ومزرعة بندي/حق الشعب وحراس القسم وصلاة الوطني والقدم الخفيفة وميليشيا الطوارىء الأمريكية وبوغالو بوا والصبية الفخورون وميليشيا 3% ومتفرعاتها. وقعت 61 عملية إرهابية من جانفي إلى أوت 2020 حسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من بينها 7% محسوبة على متطرفين بدوافع أخرى ومتطرفين سلفيين. وبالإضافة إلى ذلك ثمة الميليشيا السوداء ومحاربو الحرية وجيش الرب وشعبة اوتوموافين والشعوب الآرية وسي أس بو وكوكلوكس كلان وحركة انتيفا وغيرها. بحيث يجد الأمريكان أنفسهم أمام حالات استيطانية متواصلة لا حالات مواطنة جامعة حتى ليلة سقوط ترامب مع أربعة قتلى وأمام كيان يخوض الحروب والانقلابات دون توقف لا دولة طبيعية تحارب نادرا وتسالم غالبا ودون أن نعود لمرحلة تشكلها أصلا. تعالت يوم أمس الخميس 07 جانفي 2021 تحذيرات صهيونية من سيناريو الكونغرس الأمريكي الذي قد يتكرر وبشكل أسوأ داخل كيان الاحتلال الصهيوني في حال هُزم نتنياهو في انتخابات الكنيست المرتقبة في الثالث والعشرين من شهر مارس المقبل، حيث قال المحلل العسكري في موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني رون بن يشاي ان "الهجوم العنيف والعفوي لحشد مُحرض على الكونغرس الأميركي كان نتيجة لترابط مباشر وقابل للاشتعال بين رئيس شعبوي يعاني من مشاكل شخصية شديدة وبين عشرات آلاف الأشخاص الغاضبين ويشعرون ويؤمنون مثله بأن الدولة سُرقت الدولة منهم". وأضاف: "ما جعل هذا الرابط قابلا للاشتعال هي شبكات التواصل الاجتماعي التي نشرت التحريض والأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة الوهمية بسرعة الضوء تقريبا (...) وإرسالهم في توقيت مثالي ومشحون وجاهز إلى الكابيتول". وأردف: "لقد تمرد المسخ الرقمي الذي لا يميز بين الحقيقة والكذب وبين الطيب والشرير على خالقه". وختم بن يشاي بأنه "ليس فقط على المؤسسة السياسية والسلطوية الأمريكية أن تستخلص وتستوعب العِبر. فالزعماء الشعبويون والحشود المتعصبة التي تشعر أنها مظلومة ومنصتة لتغريدات ومقاطع الفيديو التي ينشرونها على شبكات التواصل ليست موجودة في الولاياتالمتحدة فقط (...) ويجدر في" إسرائيل" أيضا أن ينتبهوا إلى المخاطر الكامنة في المنحدر اللزق الأملس". من جهته رأى المحلل القانوني في موقع واللا نيوز الإلكتروني باروخ كْرا انه "باستثناء مواجهة أزمة كورونا، فإن إدارتي ترامب ونتنياهو تصرفتا خلال الولاية الأخيرة كأنهما توأمان". ويظهر ذلك في معاداة سلطة القانون وكراهية الدولة العميقة و"التحريض الأرعن ضد كل من ليس في معسكريهما وضد الصحافة الحرة ونشر نظريات مؤامرة حقيرة في شبكات التواصل وتحطيم كامل لقيمة الحقيقة". وأشار إلى عشية قرار المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت الذي وجه لائحة اتهام ضد نتنياهو وكيف وجه رئيس الائتلاف في حينه الوزير دافيد أمساليم تهديدا علنيا إلى مندلبليت بأنه إذا حاكم نتنياهو سيخرج الناس إلى الشوارع ولن يتقبل الملايين ذلك". وقال ان "أمساليم هو نفسه الذي يعمل كمنفذ لأوامر نتنياهو بالتحريض والذي يهاجم من على منصة الكنيست المدعي العام". وأشار إلى تهديد رئيس الائتلاف الحالي عضو الكنيست ميكي زوهار لمندلبليت خلال مقابلة إذاعية وتحريضه على النيابة العامة والشرطة بعد دعوته إلى التحقيق". وتساءل كرا: "هل تعتقدون حقا أنها قصة أميركية لا يمكن أن تحدث هنا؟ ماذا عن وزيرة المواصلات ميري ريغيف التي تسعى إلى كسب التأييد بين مجموعات عنيفة وتلتقط صورا مع أعضاء تنظيم عنيف تجول أعضاؤه في الشوارع حاملين العصي من أجل ضرب متظاهرين ضد السلطة؟ وماذا بالنسبة لوزير أمن نتنياهو امير أوحانا الذي بعث برسالة تهنئة علنية عبر الفيديو إلى شخص يدعو خلال مظاهرة (نجل نتنياهو) يائير نتنياهو إلى الاعتداء جنسيا على القاصرات؟ وتابع ان مشهد الولاياتالمتحدة "كاد يحصل عندما حاول يائير نتنياهو والصحافي يعقوب بردوغو النشر أن لجنة الانتخابات المركزية سرقت الانتخابات. وفوق كل ذلك، أين تعتقدون أنكم تعيشون، في جزيرة سلام جميلة مثلا؟ لقد سجلت هذه الدولة لنفسها فصولا فاخرة من العنف الداخلي الشديد. وفي هذه الدولة اغتالوا رئيس حكومة في ظل أجواء تحريض مارسها رئيس الحكومة الحالي؛ في هذه الدولة عمل تنظيم سري سعى إلى تفجير المسجد الأقصى ولكنه تمكن فقط من تنفيذ عمليات عنيفة أخرى من بينها محاولة اغتيال رئيس بلدية فلسطيني أدت إلى قطع ساقه (رئيس بلدية نابلس الأسبق بسام الشكعة) وإلى فقدان خبير متفجرات لبصره. وفي هذه الدولة قُتل متظاهر بإلقاء قنبلة (على مظاهرة لحركة "السلام الآن"). وفي هذه الدولة وفي هذه الأيام يهاجم متظاهرون في الشوارع بعنف جسدي ولفظي (...) وفي هذه الدولة يفعل رئيس حكومة كل ما بوسعه من أجل إضعاف أجهزة الحكم والقانونن فيما يرفض منذ أكثر من سنة تعيين مدع عام، وبعد أنن أجل لسنتين تعيين مفتش عام للشرطة وكل هذا بسبب ملفاته (الجنائية) الشخصية. وفي هذه الدولة، تستبيح الحكومة قيمها فقط من أجل الشؤون الشخصية لشخص واحد". وانتهى إلى القول: "إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ فصول العنف والحاضر العنيف الحاصل أمام أنظارنا، هل تتساءلون حقا إذا كان ما حصل في الكونغرس يمكن أن يحصل عندنا! سيحصل ما هو أسوأ بكثير". هذا دون أن نتحدث عن مجموعات إجرامية أخرى متنوعة تنشط في تجارة المخدرات والأسلحة والأعضاء البشرية. ودون أن نتحدث عن العصابات الاجرامية الإرهابية المتعددة التي تعيش على سفك الدماء ولا تعتقد إلا في سفك الدماء مثل جماعات الحريديم وجماعات الهيكل والمستعربين وقطعان المستوطنين وفتيان التلال... الخ. ودون أن نتحدث عن الإرهاب الشامل والكلي لكيان العدو بأكلمه ككيان إرهاب وبؤرة إرهاب عالمي وجريمة وهروب من الجريمة يجتمع فيها حسب التقارير والدراسات عتاة الإجرام والتطرف في العالم. ودون أن نتحدث عن كيان الاحتلال بتمامه طبيعة وماهية ووجودا وجوهرا وشكلا ودورا. وحتى ظهور أحزاب جديدة في الأسابيع والأيام الأخيرة منها من يسمى نفسه حزب اقتصاد أو حزبا اقتصاديا ومنها انشقاق جدعون ساعر عن الليكود وتكوين حزب ما يسمى الأمل الجديد ومنها أحزاب الجنرالات والحاخامات ومنها حزب الصهيونية الجديدة...الخ.
