* شخصيات العهد الصنهاجي عددهم لا يحصى، ولا يعدّ ولا يستقصى. وقد برز الكثير منهم في مختلف المجالات، بما قاموا به من أعمال مشرّفة وتركوه من تراث قيّم يحقّ لنا الافتخار به، ويجب علينا نفض الغبار عنه للاستفادة منه. كما يحق لنا: أن نفتخر بهم، وننوه بشأنهم بوصفهم أمجاد لنا، وأن نتّخذهم مصدرا آخر للاعتزاز بماضينا المجيد مرددين قول الشاعر: أولئك آبائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع فقيه وعالم ومن بين هؤلاء العلماء الأجلاء سيدي عبد الحميد بن محمد الصائغ، المولود بالقيروان حيث نشأ وتلقى مختلف العلوم حتى صار عالما نبيلا، واصوليا محققا وفقيها جيدا. تقلد خطة الافتاء بالمهدية الى أن استقلت سوسة، فوقع القاء القبض عليه مع جمع منها وعوقب بالضرب، وبغرامة قدرها خمسمائة دينار دفعها من ثمن بيع كتبه. ومن أجل ذلك كره الافتاء وتقاعس عن القيام بأعبائها، وما أن بلغ الخبر الى تميم حتى أحضره واعتذر اليه فلم يتأثر بذلك ولزمه الانقباض ولزم داره، ولم يفت في شيء الى أن ارتحل الى سوسة حيث قضى ستة أعوام. واثر احتلال سوسة من طرف النرمان رجع الى المهدية حيث اشتغل بالافتاء والتدريس الى أن توفي سنة 486 ه 1093 م ودفن بمكان جنوبي سوسة. عبد الحميد الصائغ يا ساكن الخلوية تداوي المريّض يبرا ويروّح لا سوّ لا سوية ندخل وسط القبّة فيها يزهى بالي شيخي بالنسبة شريف وقدرو عالي ما أحلى هاك السّطحة ما اصاب فيها شطحه بنادر وعوامرية. أصبحت زاويته مجمعا للخلان يؤمها ثلّة من اخوان الوفاء يقيمون فيها الصلوات ويتلون ما تيسّر من كلام الله ويترنّمون بالمدائح والأذكار. أما زاويته فهي تعدّ قبلة للزّوار يفدون عليها للتبرك والزيارة خاصة في فصل الصيف. الزوار ومريدو الولي يقيمون الولائم ثم يختنون أبناءهم يذبحون الديكة والخرفان ويطعمون كل من حضر. قال العلي القدير: {ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (سورة يونس عليه السلام 62). * يونس بن يوسف