لا يزال الأولياء الصالحون الى اليوم في بلادنا يستقطبون العديد من الزوار إما بسبب الاعتقاد في بركاتهم وبالتالي التقرّب منهم بالهدايا والذبائح او بسبب التعوّد على زيارتهم ولكل جهة من جهات البلاد وليّ صالح على الأقل أو أولياء مرتبطون بتلك المنطقة او الجهة. ولم تشذ مدينة قلعة الأندلس عن القاعدة اذ يتوسط هذه المدينة مقام الولي الصالح «سيدي مبارك بوسكة الغربي» الذي أتى سنة 1817م الى مدينة قلعة الأندلس من بلاد الشام في العهد الاول للبايات وتوفي سنة 1859م وقد دفن في المدينة تحت شجرة ومن ثمة فقد بنى له السيد احمد العيساوي مقاما (زاوية). وزائر مقام هذا الولي الصالح يلاحظ وجود زاوية ثانية وهي «لسيدي عبد السلام الاحمر» وفي هذه الزاوية تقام الحضرة السلامية كل ليلة جمعة وتنظم فيه «الزردة» أما في زاوية سيدي مبارك بوسكة فتقام الحضرة كل يوم جمعة وبعد عصر ذلك اليوم تنصب حضرة النساء تبركا بهذا الولي الصالح. ويستقطب «سيدي مبارك بوسكة» العديد من الزوّار الذين يأتون من أغلب جهات الجمهورية تبركا فتقام «الزرد» كامل اليوم والاحتفالات ومن عادات أهالي مدينة قلعة الأندلس ان العروس تضع الحنة ثم تؤدي زيارة الى الولي الصالح للتبرك وكذلك الاطفال الذين سيقع ختانهم لابد ان يحملهم آباءهم الى مقام الولي الصالح قبل ختانه فكل المناسبات السعيدة تمر من «سيدي مبارك بوسكة».