في منتدى التكنولوجيا من أجل العدالة الاقتصادية: منصّة إلكترونية في مجال عدالة الشغل    ألعاب التضامن الاسلامي: مروى البراهمي تتوج بذهبية رمي الصولجان    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة ال15 ذهابا    سوسة: إيداع طفل الإصلاحية بعد إعتدائه بالعنف على رجل مسن    هجوم إسرائيلي على السعودية: تحاول ابتزازنا مثل المصريين    إضراب وطني في المدارس الابتدائية يوم 26 جانفي 2026    وفد من رواد الأعمال من الهند في زيارة استكشافية لفرص الإستثمار في تونس    الديوان الوطني للصناعات التقليدية يشارك في الدورة الأولى لصالون الصناعات التقليدية والسياحة التونسي الايفواري من 05 إلى 08 فيفري بأبيدجان    انطلاق الدورة العاشرة ل" أيام المطالعة بالارياف " لتعزيز ثقافة القراءة والكتاب لدى الاطفال في المدارس الابتدائية بالمناطق الريفية    عاجل:أنشيلوتي يُصرّح: ''مباراة تونس كانت الأصعب على البرازيل''..هاو علاش!    اتحاد الفلاحة: سعر الكاكاوية لا يجب ان يقلّ عن 6 دينارات    والي تونس يؤكد على حسن الاستعداد لموسم الحج    ترامب يهدد بضربات عسكرية على المكسيك لمكافحة "المخدرات".. وشينباوم تستبعد    شنيا يصير لبدنك إذا مضغت القرنفل كل يوم؟ برشا أسرار    فرصة باش تشري دقلة نور ''بأسوام مرفقة'' بالعاصمة...شوفوا التفاصيل    عاجل: رجّة أرضية في الجزائر    تقييم لاعبي المنتخب الوطني في مواجهة نظيره البرازيلي    احذر : رسالة وحدة من رقم غريب تنجم تسرقلك حسابك على الواتساب !    المشتري: العملاق اللي حمى كواكبنا من الخطر...باحثون يكشفون حقائق مدهشة    عاجل/ منخفضات جوّية مصحوبة بأمطار خلال الأيام المقبلة بهذه المناطق..    عاجل/عثر عليها جثة هامدة في منزلها: تفاصيل ومعطيات جديدة بخصوص واقعة الوفاة المسترابة لمحامية..    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عنصرين في حزب الله..#خبر_عاجل    ميزانية 2026: زيادة بنسبة 8.75 بالمائة في ميزانية وزارة الصحة    عاجل: تامر حسني يفجر مفاجأة بخصوص حالته الصحية..شنيا الحكاية؟    مريض سكّري فاقد الوعي قدّامك: هاو كيفاش تنقذه    الكحل التونسي القديم يترشّح لليونسكو ويشدّ أنظار العالم!...شنوا الحكاية ؟    إسبانيا وبلجيكا تحسمان التأهل للمونديال واسكتلندا تعود بعد غياب طويل    دراسة: التونسي ما يعرفش يتصرّف إذا تعرّض لإشكاليات كيف يشري حاجة    شنيا حقيقة فيديو ''الحمار'' الي يدور في المدرسة؟    حرارة شتوية وطقس بارد اليوم وغدوة..وال''ويكاند'' شتوي بامتياز    طقس اليوم: أمطار غزيرة ورياح قوية بعدة جهات    أبهر التوانسة: من هو المعلّق عامر عبد الله؟    كل ما يلزمك تعرفوا على حفل جوائز كاف 2025 : وقتاش و شكون المترشحين ؟    عاجل: وزيرة المرأة أسماء الجابري تحسم الجدل و تردّ على مقترح تعدّد الزوجات    اختتام مهرجان تيميمون للفيلم القصير: الفيلم الجزائري "كولاتيرال" يتوج بجائزة القورارة الذهبية وتنويه خاص للفيلم التونسي "عالحافة" لسحر العشي    عاجل/ أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بأعضاء اللّجنة التي كلّفها بإيجاد حلول للوضع البيئي بقابس..    ترامب يصنّف السعودية حليفا رئيسيا من خارج 'الناتو'    وزير الشباب والرياضة: التزامنا ثابت بدعم أحمد الجوادي على غرار سائر الرياضيين ذوي المستوى العالي    الأطباء الشبان غاضبون ويحتجون أمام البرلمان    تأهل كوراساو وهايتي وبنما إلى كأس العالم    بالفيديو: هذا ما قاله المعلق الإماراتي على المنتخب بعد مباراة تونس والبرازيل    غمراسن : تواصل أشغال ترميم قصر بوغالي واستعدادات لتهيئة مدخل قصر الفرش    الأمن الروسي يرفع السرية عن عملاء للنازيين في الحرب الوطنية العظمى تعاونوا لاحقا مع CIA    وزير السياحة يؤدي زيارة عمل إلى ولاية القصرين يومي 17 و18 نوفمبر 2025    مواسم الريح للأمين السعيدي، رحلة فلسفية في أعماق الذات البشرية    التونسية آمنة قويدر تتوج بجائزة الانجاز مدى الحياة 2025 بالمدينة المنورة    المنستير: تسجيل معدّل تساقطات لا يتجاوز 9 بالمائة منذ غرة سبتمبر المنقضي (مندوبية الفلاحة)    قائم القروض البنكية المسلّمة للأشخاص الطبيعيين منذ بداية العام..#خبر_عاجل    تحويل جزئي لحركة المرور على مستوى الوصلة المؤدّية من الطريق الوطنيّة رقم 3 أ1 نحو سوسة والحمّامات بداية من الثلاثاء    تونس: أمطار هذا الشتاء ستتجاوز المعدلات العادية في الشمال    ميزانية النقل لسنة 2026: برمجة اقتناء طائرات وحافلات وعربات مترو ودعم الموارد البشرية    الثلاثاء: الحرارة في انخفاض وأمطار متفرقة بهذه المناطق    العلم اثبت قيمتها لكن يقع تجاهلها: «تعليم الأطفال وهم يلعبون» .. بيداغوجيا مهملة في مدارسنا    الكوتش وليد زليلة يكتب: ضغط المدرسة.. ضحاياه الاولياء كما التلاميذ    تونس تتسلّم 30 قطعة أثرية بعد ترميمها في روما    المعهد القومي العربي للفلك يعلن عن غرة جمادى الثانية    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق.. ال«كنام».. «الCNSS».. الصّيدليّة المركزيّة.. وأزمة الدواء
نشر في الشروق يوم 22 - 10 - 2021

معاناة كبيرة يواجهها الأيام عديد التونسيين نتيجة فقدان أدوية من الصيدليات الخاصة ومن صيدليات الضمان الاجتماعي والمستشفيات والمراكز العمومية للصحة، خصوصا أن جانبا منها ادوية خصوصية لعلاج الأمراض الخطيرة والمزمنة إضافة إلى الأدوية العادية. ويحصل كل ذلك رغم الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد واقتراب موسم الأمراض المرتبطة بفصل الشتاء والتي تتطلب احتياطيا مطمئنا من الأدوية..
صيحات فزع واستغاثة أطلقها منذ أشهر عديد المواطنين بعد أن عجزوا عن التزود بأدوية السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأدوية العادية. ورغم أن أزمة الدواء ليست جديدة وعانى منها التونسيون في السنوات الماضية إلا أن حدّتها ارتفعت في الفترة الأخيرة بشكل يدفع إلى الحيرة والاستغراب من عجز الهياكل المتدخلة عن الاهتداء إلى الحلول الضرورية رغم ما يتوفر لديها من إمكانيات بشرية ولوجيستية وميزانيات كبرى..
في دولة راهنت منذ الاستقلال وعلى امتداد السنوات الموالية على النهوض بالقطاع الصحي وعلى تعميم المستشفيات العمومية ودعم العلاج والدواء خاصة لفائدة الفئات الفقيرة، وعلى اعتبار الصّحة حقا دستوريا مضمونا في دستور 1959 ودستور 2014، يجد المواطن نفسه اليوم أمام خطر حقيقي يهدد صحته وحياته وهو فقدان الأمن الصحّي والدوائي الذي لا يقل خطورة عن فقدان الأمن الغذائي، وكلاهما من مقومات السيادة الوطنية..
وما زاد من حدة ازمة نقص الأدوية هو تشعب ملف الدواء بين أكثر من طرف. فالصيدلية المركزية التي تتولى في تونس شراء وتوريد وتوزيع الدواء بصفة حصرية تشتكي من أزمة مالية حادة منعتها من إبرام صفقات جديدة للتزود بالأدوية وذلك بسبب عدم استخلاص مستحقاتها من "الكنام". وهذا الأخير يشتكي بدوره من عدم حصوله من صندوقي الضمان الاجتماعي (CNSS وCNRPS) على مستحقاته من المبالغ المقتطعة من الأجراء بعنوان "التأمين على المرض".
ولا تتوقف أزمة تشعب ملف الدواء والعلاج عند هذا الحد، حيث يشتكي صندوقا الضمان الاجتماعي من ضعف وتذبذب المبالغ المقتطعة من الأجراء – خاصة في القطاع الخاص- وعدم قدرتها على تغطية النفقات، خصوصا أن المبالغ المقتطعة تتوزع بين جرايات التقاعد وصندوق "الكنام". وكل ذلك جعل أزمة الدواء في تونس "كالكرة"، تتقاذفها عدة أطراف دون أن يقدر أي منها على إيجاد الحلول اللازمة لهذا الملف الحساس والخطير.
وما يثير استياء وسخط المواطن هو أن هذه الهياكل العمومية الموكولة لها مهمة التدخل في ملف الصحة والعلاج والدواء سبق أن أثيرت حولها خلال السنوات الماضية شبهات فساد مالي وسوء حوكمة واتهامات بتحويل وجهة الأموال المقتطعة من الأجراء في القطاعين العام والخاص نحو مآرب أخرى، وهو ما أفقدها توازناتها المالية. فرغم أن هذه المبالغ هامة وكبيرة وكافية لتأمين العلاج والدواء بصفة قارة للمواطن، إلا أن العكس هو الذي يحصل على أرض الواقع..
اليوم، وأمام هذا الوضع الخطير الذي بات يهدد صحة وحياة المواطن، لا خيار أمام الدولة غير التدخل لحسم الأمر بشكل نهائي وذلك عبر عملية إصلاح جذري لمنظومات التقاعد والتأمين على المرض والدواء، وعبر معالجة جذرية للأزمة المالية "الغريبة" والدائمة التي تعاني منها الصناديق الاجتماعية و"الكنام" والصيدلية المركزية.. كما آن الأوان أيضا لمحاسبة كل من تورط سابقا في شبهات الفساد وسوء الحوكمة داخل هذه الهياكل ولوضع منظومة رقابية رقمية متطورة توقف نزيف التجاوزات وتحافظ على المال العام وتضمن حق التونسيين في الصحة والدواء..
فاضل الطياشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.