قضاء عكا من اقضية الجليل العربي الصامد الذي تحدى الظلم، وقاوم الفناء الذي سلّطه عليه الاعداء، وقد اظهر اهله مع اهل قضاء الناصرة صمودا عنيدا، ولكنهم استسلموا للهزيمة امام جموع اليهود، وبقي بعض اهل الجليل صامدين، سلاحهم حب الارض. من أقدم النصوص التاريخية التي ورد فيها اسم عكا «نصوص اللعنات» التي ترجع الى القرن التاسع عشر قبل الميلاد. وهي نصوص مصرية قديمة منقوشة على جرار فخارية تذكر اسماء البلاد والحكّام من أعداء الفراعنة. وكانت هذه الجرار تحطم في طقس سحري خاص اذ كانوا يعتقدون ان ذلك يلحق الاذى بصاحب الاسم المذكور عليها. وجاء في هذه النصوص: «توري آمو، حاكم عكا وجميع بطانته». واذا كان اسم مملكة عكا مخيفا للفراعنة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، فإن ذلك يعني ان مملكة عكا كانت ذات شأن عظيم قبل هذا التاريخ بزمن طويل. تل العمارنة! وجود هذا الاسم العربي الكنعاني في هذا التاريخ، يدل على ان عكا كانت موجودة باسمها قبل ان يُخلق بنو اسرائىل وقبل التاريخ الذي اختلقوه لأنفسهم. ووجد اسم عكا فيما بعد في نصوص «تل العمارنة» التي تمثل حقبة القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهو تاريخ سابق ايضا لوجود موسى عليه السلام وقومه، مما يدل على انه لا علاقة بين اسماء المدن والقرى الفلسطينية من جهة، وبني اسرائىل من جهة أخرى، سرقها اليهود وادعوها لأنفسهم وأدخلوها فيما يسمى «اللغة العبرية». بلاد قديمة فمدينة عكا من اقدم مدن العالم، اقامها العرب الكنعانيون «الفينيقيون» الذين عمروا بلاد الشام من اول وجود البشرية على ظهر الارض. لم يهاجروا الى فلسطين من مكان آخر من بلاد العرب، وانما نشأوا على هذه الارض، ولا يعرف التاريخ لهم سابقا.