شاهدت برامج رضوان الهذلي الموجّهة للكبار والصغار اكثر من مرّة. وتتبعت خطواته في التلفزة منذ ان كان يقدّم بيشة وفرهود في قناة 21 والى حدود اول امس الاحد كنت اعتقد أن رضوان الهذلي او عمي رضوان كما احبه الصغار ناجح في برامجه للاطفال على عكس المنوعات القليلة التي قدّمها للكبار. لكن ما شاهدته اول امس الاحد في الكوليزي في منوعة عمي رضوان جعلني اتساءل عن العلاقة بين ما قدّمه وبين البرامج والمنوعات التي يفترض ان توجّه للاطفال باعتبارهم شريحة اجتماعية لها خصوصياتها النفسية وبالتالي لابد من مراعاة مجموعة من الشروط البيداغوجية وقواعد علم النفس في اي منتوج ثقافي يقدّم لهم. «عمّي رضوان» بدأ منوعته متأخرا بنصف ساعة كاملة ولم يكلّف نفسه عناء الاعتذار للاطفال الذين يحرص آباؤهم على تعليمهم مبدأ احترام الوقت والمواعيد وشخصيا وجدت نفسي محرجا امام الحاح ابنتي وأسئلتها عن سر تأخر عمّي رضوان في الظهور على الركح! وحين ظهر عمي رضوان قدّم للاطفال اغان عن الطبخ و»الطاجين» وشاهدت مع الاطفال معركة بين بهلوانين سلاحها تبادل الركلات على المؤخرة! ثم شاهدت ثلاث فتيات في مشاهد مختلفة يرقصن الشرقي والراب وشاهدت كليب نانسي عجرم «آه ونص» بكل ما فيه من توابل جنسية ومع ذلك طلب عمّي رضوان من الاطفال الغناء بطريقة «الكراوكي» على صوت نانسي عجرم وشاهدت بل استمعت الى حوار بين عمي رضوان ودمية اسمها «المزوّر» تحسّر فيه عمّي رضوان عن التلفزة التي اصبحت ثلاجة مليئة «بالياغورت» والاجبان ولم يسلم المنشطون من «عمّي رضوان» فهم يعدون المشاهدين بجوائز من اهداء «هذه المؤسسة» ثم يتركونهم في التسلل... شاهدت ايضا شابا يقلّد حركات و»لوك» مايكل جاكسون وآباء وأمهات يتسابقون على نفخ بالونات بالمؤخرة... هكذا! فهل هذا خطاب يوجّه للاطفال؟! وماذا يمكن ان يتعلّم الطفل من منوعة كهذه... وأين وزارة الثقافة والشباب والترفيه التي تخضع كل العروض الى تأشيرة من لجنة التوجيه المسرحي فهل شاهدت هذه المنوعة ومنحتها التأشيرة أم تجاهل عمي رضوان هذا الفصل القانوني وقدّم عرضه بعيدا عن انظار لجنة التوجيه المسرحي؟!