غير ملتفت إلى الوراء، يسير قيس سعيد إلى الأمام مراهنا على استكمال الإنتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 17 ديسمبر المقبل وسط مطالبات واسعة من بعض الأحزاب والجبهات والتكتلات بعدم الاعتراف لا بشرعيتها ولا بتنظيمها ولا بنتائجها . المقاطعة للانتخابات التشريعية وكما هو معلوم لم تثن قيس سعيد ، ولم تدفع به للقيام ببعض المراجعات والتعديلات بهدف حث الأحزاب الوطنية على المشاركة في هذه الاستحقاقات التي باتت مرمى كل معارضي الرئيس " المنقلب " حسب توصيفهم . ورغم احتدام الانتقادات للمرسوم الانتخابي، ولواضعه وللمسار برمته من المعارضين للرئيس قيس سعيد ، بلغ العدد الجملي للترشحات للإنتخابات التشريعية 1317 ملفا، 1124 منها للرجال و193 للنساء يتنافسون حسب الدوائر على 161 مقعدا تحت قبة البرلمان . وفي انتظار الطعون ، وفي انتظار ما سيفعله " الغربال " ببعض الأسماء وسقوط بعض المترشحين ربما لبعض الإخلالات أو النقائص ، يطرح هذا السؤال بإلحاح شديد : هل سينجح هذا الإستحقاق الإنتخابي في إخراج البلاد من وضعها السياسي والإجتماعي والمالي المتأزم ؟. الواقع والأحداث والمؤشرات ، تقول لا ، باعتبار أن من شكك في المسار برمته يشكك في نتائجه ، مما يعني أن الوضع السياسي المتأزم لن يزداد إلا تأزما وسيجد المرشحون أنفسهم في مرمى نيران المعارضين للرئيس .. المرشحون في أغلبهم ، وباستثناء بعض الأحزاب التي أعلنت تبنيها لمسار ما بعد 25 جويلية بشكل مطلق أو بمسافة وتحفظات ، هم من المستقلين الذين جمعوا تزكياتهم من دوائرهم الإنتخابية ،هدفهم المعلن وغير المعلن خدمة جهاتهم من تحت قبة البرلمان . ومع هذا الصنف من المترشحين ، رشح حديث جديد عن " غواصات " ويعني أصحابها بهذا المصطلح بعض المترشحين عن بعض الأحزاب التي أعلنت رفضها للمسار لكنها قدمت بعض الوجوه ربما من الصف الثاني أو الثالث أو الرابع أو دعمت بعض الأسماء التي تشترك معها في نفس التوجهات .. محمد المسليني قال ان بعض هذه " الغواصات" تنتمي لحركة النهضة والحزب الدستوري الحر، مضيفا في تصريح تلفزي مثير أن حزبه يمتلك مثل هذه المعلومات التي تؤكد أن هذه الأحزاب تشارك في هذه الإستحقاق الإنتخابي ، واعدا بكشف أسماء فردا فردا كما قال ، وهو تقريبا ما أكده المنجي الرحوي مهددا بكشفهم والتشهير بهم .. وفي انتظار تأكيد هذا المعطى أو نفيه ، يدعو الواجب الوطني إلى كشف من أعلن مقاطعته لمسار 25 جويلية ورشح بعض الأسماء سرا ليضمن تمثيلته تحت القبة علنا، فمثل هذا " الموقف " المزدوج لن يخدم هذه الأحزاب بل سيعمل على أضعافها ، كما سيعمل على خلق حالة من الإرباك داخل المجلس المرتقب ، وسيزيد في تعميق الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد .. راشد شعور