أكد وزير الشؤون الدينية، ابراهيم الشائبي، أهمية الزيارة السنوية لمعبد الغريبة بجزيرة جربة، كمحفل ديني وسياحي وثقافي كبير، يلتقي خلاله زوار من تونس ومن خارجها وكذلك ضيوف، من يهود ومسيحيين ومسلمين، قائلا "هذه الزيارة تؤكد عاما بعد عام، دورها في ترسيخ السلام الروحي وحفظ السكينة في نفوس الأفراد وانعكاسها على المجتمعات وعلى بلادنا كرمز للأوطان الآمنة التي تتسامح فيها الأديان وتتلاقح فيها الحضارات". وأشار الوزير بمناسبة مواكبته مساء الإثنين، إلى جانب مفتي الجمهورية وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية وشخصيات أخرى، فعاليات هذه الزيارة السنوية التي انطلقت رسميا اليوم، إلى أن مساجد جربة، بمعمارها المالكي والاباضي، المحاذية إلى الكنيسة المسيحية والمعبد اليهودي، "دليل آخر على أنها أرض وفية لميزتها التاريخية في الانفتاح والتعدد والثراء الحضاري، دون إغفال ما يستدعيه هذا التنوع من مقاربات اخلاقية وقيمية حاضنة للسلم المجتمعي داعمة لافاقه وضامنة لاستمراره وحريصة على ديمومته". واعتبر أن هذا اللقاء هو "عرض لنموذج فريد لبلد نجح في تكريس مفهوم التعايش وتوفّق في استيعاب المشتركات الدينية والانسانية وأسس لرؤية أرحب لظواهر الاجتماع الإنساني وأبرز تنوع وتكامل الأدوار التي يضطلع بها التونسيون، مهما اختلفت معتقداتهم"، مضيفا أن تونس أرض جامع الزيتونة، المعتزة بهويتها وتجذر شعبها في قيمه الإسلامية، عقيدة وفكرا وفقها واجتهادا وتجديدا، إلا أنها لا تغفل المدرسة المقاصدية التي أهلتها عبر التاريخ لغرس مبادئ التسامح والتعايش ونشر معالم الاعتدال والوسطية". من جانبه قال رئيس هيئة تنظيم زيارة الغريبة، بيريز الطرابلسي، إن هذه الزيارة مناسبة ليؤكد اليهود "تعلقهم المتين بتونس والامتنان لها، حتى تبقى على الدوام، أرض التسامح والسلام وتعايش كل الأديان والأجناس، دون تمييز أو كراهية، في كنف الاحترام والتقدير"، مثمنا "المناخ الطيب الذي ميّز هذه الزيارة. أما كبير أحبار تونس، حاييم بيتان، فقد شدّد بالمناسبة على أن هذه الزيارة تمثل رمزا للتعايش والتسامح والتآخي في تونس، متوجها بالشكر إلى كل السلط الوطنية والجهوية والأمنية، على تأمين هذه الزيارة وتوفير أفضل الظروف لضيوف تونس ودعا كل التونسيين اليهود، إلى "زيارة بلادهم والاستثمار بها". الأخبار