مع حلول شهر رمضان تنتعش حركة بيع وشراء لوازم البارابول اذ يعمد التونسي الى الفرار الى قنوات فضائية أخرى. لكن الحركة بدت هذا الشهر على غير ما كانت عليه وما توقعه التجار، تجار سوقالمنصف باي على الأقل. بدت ملامح بعض تجار سوق المنصف باي متقلبة ربما كان ذلك نتيجة تأثير الصيام وربما هو نتاج خلوّ السوق الا من بض المشترين ونتجة انخفاض نسبة الطلب مقارنة بما كانت عليه في فترات رمضانية سابقة يتحدث السيد فريد (بائع هوائيات) بانقباض في النفس وبحسرة غير خافية: «تقلصت نسبة إقبال المواطن على شراء لوازم البارابول مقارنة باشهر رمضانية سابقة فقد تعودنا على انتعاش الحركة هنا بالسوق في مثل هذا الشهر لكن للأسف شيء من هذا لم يحصل رغم ان أسعار الهوائيات انخفضت فاللاقط الهوائي أصبح ثمنه 130د بعد ان كان يبلغ 200 دينار. وبدا تأثير هذه الحالة من الكساد أشدّ وقعا على السيد عبد الملك فقد تحدث والأسف بدا على محياه «يا حسرة على المواسم الفارطة حيث كانت تنتعش الحركة بالسوق، اذ يقبل في مثل هذا الشهر (شهر رمضان) الكثير من المواطنين للتزود بلوازم البارابول التي تمكنهم من مشاهدة البرامج العربية التي توفرها الفضائيات، صدقني كل سنة تمر نندم عليها لاننا نعلم مسبقا ان ارباحنا ستقل في السنة التي تليها ورغم ذلك فقد أبدينا بعض من التفاؤل لكن الاقبال كان ضعيفا. وحتى وان قارناها بالأشهر التي سبقت رمضان والكلام للسيد محمد فانه لا اختلاف يذكر فحركة البيع والشراء تبدو متقاربة ومتشابهة رغم اننا كنا نأمل في انتعاشها في هذا الشهر الكريم. الأسباب مختلفة يختلف التجار في تفسير أسباب تراجع نسبة الطلب على أجهزة الاستقبال، محمد مثلا أرجعها لارتفاع أسعار مثل هذه الأجهزة: «لقد عمد المزودون الى الترفيع في الأسعار ونحن كتجار بدورنا رفعنا في الثمن وهو ما عاد بالضرر على المستهلك فالرقمي العادي (بدون بطاقة «707» مثلا) كنا نبيعه قبل ظهر رمضان ب130د الآن ارتفع سعره الى 180د و»الفياكسس» 2200 (viacces 2200) وهو جهاز استقبال خدماته اكثر تنوعا من الأول ارتفع ثمنه الى 360د بعد ان كان لا يتجاوز 280د». بخلاف ذلك حمّل التاجر عبد الملك مسؤولية تراجع الاقبال للمواطن يقول: «التونسي أصبح يفضل شراء ما يحتاجه من خضروات ومواد استهلاكية على شراء اللاقط وله الحق في ذلك فضروريات الحياة تبقى أهم من مشاهدة الفضائيات». ويبدو تفسير التاجر فريد لا يبعد عن مثل هذا التفسير فهو يقول: «المشكل يكمن في ان شهر رمضان هذه السنة أتى في فترة غير بعيدة عن انقضاء عطلة الصيف متزامنا في الآن نفسه مع خروج المواطن منهوك القوى جراء مصاريف العودة المدرسية، واذا ما أضفنا اليها مصاريف شهر رمضان فان الرغبة في شراء اللاقط ستموت عند التونسي لاصطدامها بمثل هذه العوائق المادية.