شهد الشعب التونسي حاليا كبقية شعوب العالم الكثير من التغيرات والتعديلات على حياتهم اليومية وعاداتهم وسلوكياتهم في العمل والدراسة اثر فعاليات المونديال الجارية في جنوب افريقيا. وبدأ التونسيون الذين اختار العديد منهم الخروج في اجازة بهذه المناسبة يومهم منذ انطلاق الفعاليات بالذهاب منذ الصباح الباكر الى المقاهي والجلوس امام الشاشات الفضية لمتابعة المباريات وتشجيع منتخباتهم المفضلة. وتحول هذا المونديال في تونس الى "مونديال المقاهي" التي تشهد انتعاشة قصوى لاعمالها عبر المنافسة على استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين من عشاق كرة القدم واقتناء افضل الشاشات التلفزيونية واعداد الاماكن المريحة وتقديم افضل الخدمات لقضاء اطول وقت ممكن امام الشاشة. ولجأ اصحاب العديد من المقاهي الذين لم يتمكنوا من اقتناء بطاقات البث الحصري لمباريات المونديال على قنوات (الجزيرة) المفقودة في تونس التي يتم تسوقها في السوق السوداء الى فضائيات اجنبية مفتوحة خاصة الفرنسية والايطالية لتمكين زبائنهم من مشاهدة المونديال. وقابل هذه الانتعاشة الاقتصادية للمقاهي في هذا الحدث الكروي ارباك كبير لدى شريحة واسعة من الطلبة ومنهم طلبة الثانوية العامة التي تتزامن امتحاناتهم مع انطلاق فعاليات المونديال. واصبح معظم هؤلاء التلاميذ من عشاق كرة القدم في حيرة بين متابعة مباريات كاس العالم ونجومهم المفضلين من جهة والتركيز على المراجعة والنجاح في الامتحانات من جهة اخرى فيما يخشى الاباء من التاثير السلبي لهذا الحدث الكروي العالمي على قدرة ابنائهم على التركيز في الامتحانات. واصر بعض عشاق كرة القدم على محاولة التوفيق بين متابعة المونديال واجتياز امتحان (الباكالوريا) باستغلال اوقات الفراغ الفاصلة بين المباريات الثلاث التي تبث يوميا في منافسات الجولة الاولى للمراجعة. وادت حمى المونديال التي تجتاح الجمهور التونسي الى انتعاش كبير ايضا لتجارة بيع التجهيزات واللاقطات الهوائية والشاشات التلفزيونية الحديثة من نوع (بلازما) و(اتش دي) التي ارتفعت اسعارها بشكل ملحوظ نتيجة الاقبال الشديد عليها. وعلى الرغم من غياب المنتخب التونسي عن هذا الحدث العالمي فان الجمهور التونسي تابع بقوة في "مونديال المقاهي" لتشجيع منتخباته المفضلة وفي مقدمتها ممثل العرب الوحيد الجزائر والمنتخب الالماني لوجود اللاعب الالماني من اصل تونسي سامي خضيرة في صفوفه. ويشجع التونسيون في هذا المونديال المنتخبات الافريقية الاخرى المشاركة ومنها جنوب افريقيا وغانا والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج الى جانب المنتخبات العريقة كل حسب ميوله وفي مقدمتها البرازيل وايطاليا واسبانيا. 14 جوان 2010