بينت المذكرة الأخيرة حول التطورات الاقتصادية والنقدية الصادرة الاربعاء 8 نوفمبر 2023 عن البنك المركزي التونسي، انخفاض كمية الفسفاط المنتجة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023 بنسبة 15,8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة لتبلغ 2,3 مليون طن. ويظل هذا الإنتاج أقل بكثير من المستوى المسجل خلال الفترة ما قبل 2011 بسبب استمرار توقف إنتاج الفسفاط في الرديف. وأوضحت مذكرة البنك المركزي، في نفس السياق، تراجع إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 بنسبة -4.4 بالمائة و-9.5 بالمائة على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما انخفض إجمالي إنتاج الكهرباء بنسبة -2.9 بالمائة في نهاية أوت 2023. كما أبرزت معطيات مؤسسة الاصدار تحسن نشاط قطاع الصناعات التحويلية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وذلك باعتبار تطور مستوى نشاط الفروع المصدرة بشكل أساسي وهي الصناعات الميكانيكية والكهربائية والنسيج والملابس والجلود، تبعا لاستئناف حركة التجارة العالمية وتحسّن المعاملات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين لتونس في منطقة اليورو. يذكر ان البنك الدولي، كان قد توقع في تقرير المرصد الاقتصادي لتونس لخريف 2023 الذي أصدره بداية الأسبوع أن يصل نمو إجمالي الناتج المحلي لتونس لعام 2023، إلى حوالي 1.2 في المائة، وهو انتعاش متواضع وذلك بالمقارنة مع بلدان المنطقة، كما أنه يعتبر نصف معدل النمو في تونس خلال العام الماضي 2022، وذلك على الرغم من بعض التطورات المشجعة، بما في ذلك التحسينات في شروط التجارة وكذلك انتعاش السياحة. وقال التقرير إن تحقيق نسبة نمو تبلغ 3 بالمائة في عام 2024، أمر يخضع للتطورات الناجمة عن كل من تواصل الجفاف، وظروف التمويل، ووتيرة الإصلاحات. وقد تطوّرت إيرادات السياحة بنسبة 47 بالمائة حتى نهاية أوت 2023، حيث ساهمت إلى جانب خدمات النقل بنسبة 0.8 نقطة مئوية في نمو إجمالي الناتج المحلي، كما ساعدت في تخفيف عجز الحساب الجاري. ويعود اجمالا تباطؤ التعافي الاقتصادي، في النصف الأول من عام 2023، بشكل اساسي الى استمرار الجفاف، وتحديات التمويل الخارجي، وتواصل تراكم الديون المحلية لأهم المؤسسات العموميّة، والعقبات التشريعية. الأخبار