نستقبل سنة إدارية جديدة وفي الفؤاد وجع وأمنيات ..وجع على أهالينا في غزة الحبيبة ، وأمنيات لهم ولنا بالنصر القريب .. دعوات عالمية بالجملة نادت بعدم الاحتفال وقبول المعايدات في رأس السنة الميلادية ، وأصوات المسيحيين ارتفعت في الدول العربية وغير العربية ترفض استقبال عام جديد وأبناء جلدتنا في غزة يستشهدون ويرملون ويهجرون ويجوعون ..ويقصفون بآلة حرب صهيونية ماكان لها كل هذه الترسانة الحربية لولا الدعم والخيانات .. عام جديد لن تشتعل فيه أضواء استقبال لحظاته الأولى وتوديع دقائقه الأخيرة التي تجر معها مآسي كتبت حروفها بدماء أبرياء أتقياء آمنوا أن الأرض أرضهم والسماء سماؤهم وبينها زيتونهم وزعترهم وآمالهم وأحلامهم التي لن تتلاشى بين الركام والأنقاض ورائحة البارود والدماء الزكية الطاهرة النقية .. ثلاثون ألف شهيد ثلثهم أطفال رضعوا من ثدي المقاومة لن يستقبلوا العام الجديد على أرضنا هذه ..أرض الظلم والظلمات ، القهر والخيانات ، يستقبلون عامهم الجديد بين يدي الرحمان ويتظلمون له من حاكم وولي عهد وأمير وسلطان خائن تطهر البارحة بالنبيذ وصلى فجر اليوم في محراب يفوح خمرة عتَّقها الذل والهوان . ثلاثون ألفا تسري في عروقهم معاني الشهادة السامية علمونا منذ فجر السابع من أكتوبر أن المقاومة المكلّلة بالعزة والكرامة وحدها السلاح الحقيقي في وجه الصهاينة ومشروعهم الوجودي في أرض فلسطين الحبيبة، غزة القريبة في الزمان والمكان إلى كل القلوب المسلمة العربية .. تستبسلون دفاعا عن أرض الأنبياء ومسرى الرسول الكريم ..عن فلسطين جرحنا الدامي وقلبنا الذي ينبض أملا في "غزة" تدوس اليوم قناعا عربيا زائفا سقط مع أرواح طاهرة زكية لحكام عرب أطاعوا "رومهم " وباعوا "روحهم" .. أبناء الحبيبة غزة ، تقهرون اليوم جيشا مجهزا بالعدة والعتاد، بالدعم والخيانة ، وتناشدون ما تبقى من نخوة عربية علها تستفيق مع فجر هذا العام الجديد ..أصدقكم القول حين أقول أبناء جلدتكم مقيدون مكبلون ..غارقون في وحل الخيانة ..والذل استوطن في قلوبهم والتطبيع بات شرفا لا فجورا .. شوهوا تاريخنا بحاضرهم المخزي ، ودفنوا عروبتنا من دون جنازة ورفات ..لا تبالوا بهم " واضربوا بكل قواكم ..خوضوا حروبكم واتركونا أننا الهاربون من عروبتنا التي كتبوها ف " نحن معهم موتى لا يملكون ضريحا " . أقول ما قال الشاعر " قد صغرنا أمامكم ألف قرن ، وكبرتم خلال شهر قرونا " ، فلا تلومونا ونحن نحتفل بسنة جديدة ، فقط نطلب منكم أن تحررونا من عقدة خوف غرسوها فينا ولاتنا وأولو أمرنا ، سلاطيننا وفجارنا الذين باعوكم وباعونا.. خذلوكم السافلون الأسفلون ، ووعدكم العالي الأعلى قائلا " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " وأنتم المؤمنون الصادقون ، فكل عام وانتم منتصرون .. راشد شعور