ناهزت المبادلات التجارية مع دول القارة الافريقية 14.4 مليار دينار طيلة سنة 2023، وذلك حسب اخر الإحصائيات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء. وتوزعت هذه المبادلات بين صادرات نحو دول القارة بقيمة 6.5 مليار دينار وواردات الى تونس بما قدره 7.9 مليار دينار، علما ان المبادلات سجلت، حسب البيانات الاحصائية، تطورا السنة الفارطة مقارنة بسنة 2022 بقيمة 0.9 مليار دينار وبنسبة 7.3 بالمائة. في هذا الاطار، ودفعا للعلاقات التجارية مع دول القارة، حضرت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب القزاح بدعوة من حكومة جمهورية جنوب إفريقيا وفي اليوم الأخير من الاجتماع 13 لمجلس وزراء التجارة للدول الأعضاء في المنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر، احتفالية أشرف عليها رئيس جمهورية جنوب إفريقيا بحضور وزراء التجارة الأفارقة وممثلين عن القطاع الخاص، وتم تنظيمها بمناسبة أول عملية تصدير في إطار اتفاقية الزليكاف من جنوب إفريقيا في اتجاه غانا وكينيا انطلاقًا من ميناء دربن. وقد بيّن رئيس جنوب إفريقيا أهمية أن تكون إفريقيا فاعلة وليست تابعة وأن الاتفاقية ستكون المحرك الأساسي للفعل الإفريقي والاعتماد على الذات والتصنيع الحقيقي، وهي رؤيا تتوافق مع ما سبق أن أكد عليه رئيس الجمهورية قيس سعيد في روما في مداخلته في قمة ايطاليا- إفريقيا حيث دعا الى ضرورة الخروج من منطق اعتبار الدول الإفريقية عربات مجرورة واعتماد مقاربة تقوم على اعتبار القارة الإفريقية هي القاطرة وليست المجرورة. هذا وشدد المشاركون في الاحتفالية، وفقا لما ورد في بلاغ للوزارة أصدرته يوم أمس الجمعة الجمعة 3 فيفري 2024، على ضرورة استغلال هذا الإطار التفاضلي الإفريقي لتطوير سلاسل القيمة في القطاعات الأساسية على غرار صناعة السيارات ومكوناتها وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية والصناعات الغذائية مما سيمكن الدول الإفريقية من مجابهة التحديات الصحية وتحقيق الأمن الغذائي على مستوى القارة. وخلال لقاء جمع وزيرة التجارة وتنمية الصادرات بنظيرها الجنوب إفريقي تم التأكيد على أهمية مزيد دفع التعاون الثنائي بين البلدين في عديد المجالات. وتبرز المشاركة التونسية أن المقاربة الوطنية لتحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة والمتمثلة في تسهيل التجارة البينية للسلع والخدمات ذات المنشأ الافريقي، وتطوير النقل واللوجستيك وخاصة الممرات البرية وإتاحة الفرصة أمام كافة فئات المجتمع للاستفادة من هذه السوق الإفريقية الواعدة، تتقاطع مع أهداف الاتفاقية الافريقية القارية للتبادل الحر والأجندة 2063 للإتحاد الإفريقي، مما يجعل تونس فاعلا أساسيا للتسريع في وضعها حيز التنفيذ. يذكر أن تونس تعتبر رائدة إفريقيا في تفعيل اتفاقية الزليكاف، حيث قامت الشركات التونسية بأكثر من 47 عملية تصدير في إطار هذه الاتفاقية منذ شهر ماي 2023، والآفاق واعدة لتكثيف هذه العمليات والاستفادة من الامتيازات التي تتيحها الاتفاقية. الأخبار