أكدت سارة البراهمي نجلة الشهيد محمد البراهمي في حوار مع "الشروق " أن الشعب اللبناني ملتفّ حول المقاومة. كما شددت سارة البراهمي التي تتابع دراساتها الجامعية في بيروت وتزور تونس هذه الأيام على أن الشعب اللبناني استوعب الدروس من مواجهات 2000 و 2006 وأصبح يدرك أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة المسلحة. وتابعت في هذا الصدد أنه يوجد في لبنان إجماع على أن إسرائيل كيان عدو وأنه لولا المقاومة المسلحة لقامت قواعد عسكرية صهيونية في جنوبلبنان. واستدركت في السياق ذاته لتقول هناك طبعا أطراف داخل لبنان مرتهنة لقوى استعمارية وجهات مانحة تشن حملة إعلامية ضد المقاومة. وقالت سارة البراهمي بخصوص أجواء الحرب في لبنان أنه رغم إقامتها في مدينة صيدا البعيدة نظريا عن رقعة المعارك فإن الصواريخ الإسرائيلية وصلت في مناسبتين كما يسمع الناس يوميا دوي الصواريخ التي تستهدف مناطق أخرى في لبنان . وأكدت في المقابل أن أثار العدوان الصهيوني واضحة في الجنوب حيث تم تقتيل أطفال ونساء وتهجير قرى برمتها. ولاحظت أن المجتمع اللبناني تركيبة معقدة لها خصوصيتها وبالتالي توجد داخل لبنان أطراف مناهضة لحزب اللّه بناء على منطلقات مذهبية أو أحكام مسبقة فرضها الإستعمار لكن المواطن اللبناني يدرك جيدا أنه لولا حزب اللّه لتمكنت إسرائيل من إبادة سكان قطاع غزة عن بكرة أبيهم. وخلصت إلى التأكيد على أن المقاومة اللبنانية تقف شوكة في حلق الكيان الصهيورني وتضطلع بدور فاعل في استنزاف ترسانته العسكرية في نطاق وحدة الساحات. وقالت في هذا الإطار إن أي بندقية في أي مكان توجه ضد الكيان الصهيوني لها تأثيرها في مجرى الصراع مع هذا الكيان. واعتبرت سارة البراهمي أن الانتصار حصل يوم 7 أكتوبر حيث أن كل ما حصل بعد طوفان الأقصى هو ردة فعل لحكومة فاشية جبانة تمعن في قتل النساء والأطفال واستهداف المستشفيات لإشباع غريزتها الدموية المتأصلة. وشددت في هذا الجانب على أن طوفان الأقصى أسقط سردية النظام الآمن والجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ملاحظة أنه رغم كل الجرائم التي ارتكبها فإن الكيان الصهيوني يلوح اليوم جيشا مهزوما. كما أكدت أنه بفضل صمود الشعب الفلسطيني واستبسال كل محاور المقاومة في نطاق وحدة الساحات تحققت انتصارات استراتيجية بالغة الأهمية في مقدمتها عودة الروح إلى الجسد العربي ببروز جيل جديد متحرر من قيود التسطيح والتهميش. وتابعت أن خروج طلبة الجامعة الأمريكية في القاهرة والاعتصام المفتوح أمام السفارة الإسرائيلية في عمان والمسيرات الحاشدة في المغرب هي مؤشرات تدلل على استعادة الوعي القومي العربي. كما لاحظت أن تداعيات طوفان الأقصى صنعت جيلا جديدا في الغرب قادر على التمييز بين الحق والباطل حيث أصبح يدرك أن الشعب الفلسطيني ضحية استعمار منذ عام 1948 بقدر ما اكتشف أن شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان الكونية التي طالما رفعتها حكوماته هي مجرد أوهام. وخلصت سارة البراهمي إلى التأكيد على أن سياق التحرر الذي انبثق عن طوفان الأقصى أصبح سياقا إنسانيا بمهد لقيام عالم جديد. كما أشارت إلى سقوط أسطورة التفوق الإعلامي الصهيوني مع بروز جيل جديد من المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي ساهم بشكل فاعل في فضح الطبيعة الدموية لهذا الكيان بقدر ما جعل شعوب العالم بأسره تعبد اكتشاف المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني تحت الإحتلال الصهيوني. ونبهت من جهة أخرى إلى أن سلاح مقاطعة المنتوجات الصهيونية المنبثق عن هذا الوعي العربي والعالمي الجديد تسبب في خسائر مالية فادحة لكبريات الشركات العالمية مشيدة بالدور الفاعل الذي اضطلع به شباب تونس في تفعيل سلاح المقاطعة. وخلصت سارة البراهمي إلى التأكيد على أن حرب التحرير الدائرة هي سياق كامل مترابط الحلقات سيؤدي حتما إلى استقلال فلسطين وقيام وحدة عربية حقيقية. وأكدت في المقابل أن أنظمة التطبيع العربية تعيش خارج التاريخ والجغرافيا وتسير نحو الإندثار متوقعة أن تؤدي تداعيات الانعتاق العربي والإنساني المتصاعد إلى انتفاضة الشعوب في دول التطبيع مهما بلغت درجة التسطيح والقمع. كما لاحظت أن الشعب اللبناني متمسك بثقافة الحياة رغم آثار الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة المتواصلة منذ عدة سنوات. الأخبار