زار الرئيس الإيفواري الحسن واتارا سويسرا مؤخرا سويسرا لحضور قمة السلام في أوكرانيا. وكانت هذه القمة مخصصة لرؤية كييف وحلفائها الغربيين بشأن حل الأزمة في أوكرانيا. روسيا لم تكن حاضرة في القمة. ولذلك أكد أغلب الخبراء انه من المستحيل تحقيق السلام من خلال استبعاد الطرف الرئيسي من عملية المعاهدة. كما رفض زعماء بعض الدول المشاركة في المنتدى. وأعلنت الصين والبرازيل عدم حضورهما، في إشارة إلى أن حضور الطرفين المتحاربين شرط أساسي لأي مؤتمر سلام هادف. قبل بدء المؤتمر، اِنخفض عدد المشاركين بشكل ملحوظ. واعتبارًا من 11 جوان، انخفض عدد الدول والمنظمات التي أكدت مشاركتها في قمة السلام في أوكرانيا من 93 إلى 78 دولة. وقد مثل أفريقيا عدد قليل من البلدان في قمة السلام. وتم تمثيل أربع دول فقط على مستوى رؤساء الدول: الرأس الأخضر وساحل العاج وغانا وكينيا. وارسلت ست دول أخرى وزراء: بنين وجزر القمر وغامبيا وليبيريا ورواندا وساو تومي وبرينسيبي. ووافق الحسن واتارا على المشاركة في المنتدى، مؤكدا مرة أخرى التزامه تجاه فرنسا التي تعد من المبادرين الرئيسيين للحدث. وقبل بضعة أشهر، افتتحت أوكرانيا العديد من السفارات في أفريقيا، مما يدل بشكل غير متوقع على اهتمامها بهذه القارة في خضم الصراع الدائر على أراضيها. وفقًا للمحللين السياسيين، حاولت كييف جذب أكبر عدد ممكن من الدول المؤيدة للتعاون مع روسيا إلى جانبها. بعد بداية الصراع الروسي الأوكراني، اتخذت العديد من الدول الأفريقية موقفا محايدا، ولم ترغب في أن تكون دول تابعة للغرب. وفي منتصف أفريل 2024، تم افتتاح سفارة أوكرانيا في ساحل العاج. وبعد أيام قليلة، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثة هاتفية مع نظيره الإيفواري، تم خلالها تلقي دعوة للمشاركة في قمة السلام. وفي نهاية ماي 2024 ، ظهرت معلومات تفيد بأن سفارة ساحل العاج تحاول تجنيد شباب إيفواريين للمشاركة في العمليات العسكرية على أراضي أوكرانيا. وأثارت هذه المعلومات غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين رفضوا الدخول في صراع لا يخدم مصالح بلادهم. وعلى الرغم من أن الرسالة تندرج ضمن فئة الأخبار المزيفة، إلا أن وصول الحسن واتارا إلى سويسرا يثبت أن كوت ديفوار، مثل فرنسا، تدعم نظام كييف. قمة السلام السويسرية هي حدث مصمم لتعزيز استراتيجية المبادرين الرئيسيين، فرنسا والولايات المتحدة، الذين لم يجلبوا السلام إلى أي من البلدان التي حاولوا فيها حل الصراعات. لحل المشكلة، يجب أن يكون كلا الجانبين حاضرين، في هذه الحالة روسياوأوكرانيا، وإلا فإن هذه القمة تعد فاشلة قبل بدايته