يحظى مشروع الممر القاري التونسي الليبي في اتجاه دول افريقيا جنوب الصحراء بأولوية وطنية وله بعد استراتيجي حيث ستكون نقطة انطلاقه المنطقة الحرة للأنشطة التجارية واللوجستية ببن قردان ومعبر رأس جدير "بوابة افريقيا" وأكبر معبر بري في القارة وسيربط تونس وليبيا ب 6 من الدول الإفريقية غير الساحلية كالنيجر والتشاد ومالي وبوركينافاسو وإفريقيا الوسطى. جرى التأكيد على ذلك في إطار محادثة تمت بين وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب حرم قزاح والأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الافريقية "زليكاف"، "وامكيلي ميني" والوفد المرافق له لدى استقباله له بمقر الوزارة. ووقع بالمناسبة عرض فيلم ترويجي لمشروع المنطقة الحرة والتي ستكون مكسبا لتونس ولكل القارة الافريقية حيث سيساعد الممر القاري على ربط هذه المنطقة الحرة ببقية المناطق في الدول المعنية بما يكرس مبدأ التكامل والاستفادة للجميع. في هذا الصدد، أفادت كلثوم بن رجب بأن تونس قد أحدثت منذ مارس 2023 لجنة وطنية لمتابعة المفاوضات وتنفيذ مقتضيات اتفاقية الزليكاف وذلك من أجل تنسيق وتوحيد الجهود الوطنية بين مختلف الهياكل الإدارية ذات العلاقة وممثلي القطاع الخاص، من جهة وتجسيم رغبة تونس في التسريع في تحقيق اندماجها في العمق الافريقي، من جهة أخرى. وقدمت الوزيرة لمحة حول مدى تنفيذ اتفاقية الزليكاف من قبل البلاد التونسية وخصوصا فيما يتعلق بتنفيذ مبادرة التجارة الموجهة مبينة، في هذا الصدد، ان تونس من أوائل البلدان الإفريقية التي استفادت من المزايا التفاضلية التي تتيحها المنطقة القارية حيث قامت مصالح الديوانة وغرف التجارة باعتماد شهادة المنشأ "زليكاف" وتجاوزت 93 عملية تصديرية، في هذا الإطار. وأشارت الوزيرة إلى أهم المبادرات التي تقدمت بها تونس لتعزيز الاندماج القاري على غرار إحداث المركز الإفريقي للتجارة الرقمية والذي تصر سلط الاشراف على أن يكون مقره بتونس مثلما أكدته القمة الافريقية المنعقدة في 2016 ووقع التذكير بها في القمة المنعقدة في 2022، كما ذكرت أن تونس تصر على أن يكون مقر المركز الإفريقي لحماية حقوق الملكية الفكرية في البلاد التونسية. وعلى صعيد آخر، جرى التأكيد على الدور الهام الذي تلعبه تونس في تطوير سلاسل القيمة الإقليمية لقطاع صناعة السيارات ومكوناتها باعتبارها رائدة في هذا المجال. من جهة أخرى، تم استعراض جملة من المشاريع التي تتطلب دعما ماليا وفنيا من الأمانة العامة للزليكاف وبقية المانحين الافريقيين ومنها خاصة الممر التجاري البري الإفريقي التونسي الليبي في اتجاه دول الساحل الافريقي غير المطلة على البحر. من جانبه، أشاد "وامكيلي ميني" بدور تونس الريادي في التسريع بالاندماج الافريقي لخلق سوق افريقية موحدة في أقرب الآجال كما نوّه بانضمام تونس لمبادرة التجارة الموجهة والتي تم إطلاقها في إطار تجسيد اتفاقية منطقة "زليكاف" مثمّنا الخطوات والجهود التي تقوم بها تونس لتعزيز تواجدها التجاري بمختلف الدول الإفريقية ودعم المنطقة بصفة عامة. وأشار الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الافريقية إلى أن الأمانة العامة تدعم كافة المشاريع والمبادرات التي تقدمت بها وزيرة التجارة وتنمية الصادرات نظرا لأهميتها في تنفيذ هذه الاتفاقية والتي ستوفر الرفاه لكل الشعوب الإفريقية. الأخبار