في ليلة 31 أوت 1997، كانت شوارع باريس شاهدة على واحدة من أكثر الحوادث المأساوية والغموض إثارة في تاريخ العائلة المالكة البريطانية، وهي وفاة الأميرة ديانا وحبيبها دودي الفايد في حادث سيارة مروّع في نفق ألما. مرور 27 عامًا على هذه الفاجعة لم يخفف من شدة التساؤلات والتكهنات التي لا تزال تحيط بالحادث، وعلاقته بعلاقة الحب المثيرة التي جمعت بين الأميرة ديانا، "أميرة القلوب"، ودودي الفايد، وريث الملياردير المصري محمد الفايد. عندما دخلت الأميرة ديانا في علاقة عاطفية مع دودي الفايد، تصدرت علاقتهما عناوين الصحف حول العالم. كانت الأميرة، التي تحررت من قيود زواجها المضطرب من الأمير تشارلز، تبحث عن السعادة والراحة في ظل ضغوط الحياة الملكية. وفي دودي الفايد، وجدت ديانا شريكًا يفهم عالم الشهرة والثروة، ويتقاسم معها الاهتمامات المشتركة، بعيدًا عن الأضواء الصارمة للبروتوكول الملكي. لكن هذه العلاقة لم تكن مجرد قصة حب عادية؛ فقد كانت موضوعًا للتكهنات والجدل، خاصة مع تزايد الاهتمام الإعلامي المكثف، الذي لاحق ديانا ودودي في كل تحركاتهما. الكثيرون رأوا في علاقتهما تحديًا للمعايير الملكية البريطانية، بل وتجاوزًا للحدود التقليدية، مما أثار القلق لدى بعض الدوائر في بريطانيا. ليلة الحادث المأساوي، كانت ديانا ودودي قد خرجا من فندق "ريتز" في باريس، محاولين الهروب من عدسات المصورين الذين كانوا يطاردونهما بلا هوادة. وبينما كانت السيارة مسرعة داخل نفق ألما، فقد السائق السيطرة، مما أدى إلى اصطدامها بجدار النفق. أسفر الحادث عن وفاة دودي الفايد على الفور، بينما نُقلت ديانا إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، حيث توفيت لاحقًا متأثرة بجراحها. تلت هذا الحادث المأساوي موجة من التكهنات والنظريات حول الأسباب الحقيقية وراء وفاتهما. البعض يعتقد أن الحادث لم يكن مجرد نتيجة للسرعة الزائدة، بل ربما كان هناك تدخل خارجي، حيث أشارت بعض النظريات إلى أن العلاقة بين ديانا ودودي لم تلقَ قبولًا لدى بعض الدوائر في المؤسسة الملكية البريطانية. هذه النظريات غذّت بفعل تصريحات محمد الفايد، والد دودي، الذي أصر مرارًا وتكرارًا على أن الحادث كان نتيجة "مؤامرة" لاغتيال ابنه والأميرة. ومع مرور السنوات، أُجريت العديد من التحقيقات، وتم فتح ملفات كثيرة، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة في أذهان الكثيرين. حتى بعد تحقيقات طويلة، لم يتمكن أي منها من إقناع الجميع بأن الحادث كان مجرد حادث سير عرضي، خاصة مع وجود العديد من التفاصيل الغامضة التي لم تجد تفسيرًا واضحًا. تظل وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد في تلك الليلة المشؤومة حدثًا مشحونًا بالتساؤلات والتكهنات. ومع حلول الذكرى السابعة والعشرين لوفاتهما، يبقى هذا الحادث علامة فارقة في التاريخ الحديث، رمزًا للحب الضائع، وللأسرار التي قد تبقى مدفونة للأبد. سيظل العالم يذكر ديانا ليس فقط كأميرة القلوب، ولكن أيضًا كضحية لقصة حبٍ حُفرت في الذاكرة الجماعية بكل ما حملته من رومانسية وألم وغموض. الأخبار