إلى غاية هذا التاريخ: ارتفاع قتلى الحوادث ب6,27 بالمائة..    الكرة الطائرة(الكاس الممتازة): النادي النسائي بقرطاج يتوج باللقب    انطلاق فعالبات الدورة التاسعة لمهرجان مسرح الطفل بحمام الانف    القرفة أوالكركم...أيهما أفضل لصحتك؟    تونس: وضعية السدود في خطر    الجزائريون والمغاربة والأتراك يتصدرون قرارات الترحيل من الاتحاد الأوروبي    محكمة ترفض طلب الحكومة الفرنسية حظر منصة 'SHEIN'    قد يكون أخطر ممّا تتوقّع...أضرار تجفيف الملابس داخل المنزل    المنتخب التونسي لرفع الأثقال يتحول إلى الدوحة للمشاركة في البطولة العربية وكأس قطر الدولية    الأرصاد تُحذّر: انخفاض حادّ في الحرارة وأمطار غزيرة على أجزاء من تونس    السواسي: يخرب جسد قريبه طعنا بسكين حتى الموت !    براكاج قاتل يودي بحياة سائق تاكسي بالقيروان    الجامعة الوطنية للبلديات تفتح باب الترشح لاختيار بلديتين للانتفاع بمرافقة للتكيف مع التغيرات المناخية    قابس/ آفاق واعدة لقطاع السياحة الاستشفائية بالحامة    ندوة علمية حول "علم الاسماء والكتابة التاريخية في بلاد المغرب" من 06 الى 08 ماي 2026 بالمعهد العالي للعلوم الاجتماعية والتربية بقفصة    اليوم: التوانسة يعيشوا الإنقلاب الشتوي    بلدية تونس تدخل عالم الرقمنة: منظومة GMAO باش تحافظ على العربات وتقلل الأعطاب    كاس امم افريقيا 2025 - مصر تبحث عن انطلاقة قوية امام زيمبابوي الاثنين    للتوقي من السلالة الجديدة ''k'': مختص في علم الفيروسات يدعو إلى التلقيح ضد النزلة الموسمية    فنزويلا تدين احتجاز ناقلة نفط جديدة وتعتبره "قرصنة دولية خطِرة"    عضو في بعثة المنتخب الجزائري يتسبّب في أزمة بفندق الإقامة بالمغرب    القيروان؛ مقتل سائق تاكسي فردي في "براكاج"    ثلاثة فائزين في المسابقة الشّعرية المغاربية لبيت الشّعر بالقيروان    عاجل/ "براكاج" ينهي حياة سائق "تاكسي"..    اليوم: أجواء تميل إلى البُرودة    بودربالة: مستقبل تونس يُرسم اليوم بأحرف من ذهب    تونس تخسر 5.2 مليار دينار سنويًا بسبب التهرب الضريبي!    مبابي يعادل رقم رونالدو القياسي في فوز ريال مدريد على إشبيلية    طقس اليوم: سحب أحيانا كثيفة وأمطار رعدية غزيرة    بطولة الجزائر - محمد علي بن حمودة يصنع فوز شباب بلوزداد على أولمبي أقبو    مقتل 10 وإصابة 10 بإطلاق نار في جنوب افريقيا    المغرب يقرر إعادة هيكلة منظومة تسويق وتصدير القنب الهندي القانوني    أمين محفوظ يعكس الهجوم على حبيب خضر: أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة    أمريكا: انقطاع الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل في سان فرانسيسكو    المنتخب المغربي يستهل مشواره في كأس إفريقيا بمواجهة جزر القمر    خبراء أمريكيون: ترامب يخفف الرقابة على الماريجوانا لاستمالة الشباب    اختتام الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية: الفيلم المصري "القِصص" يتوج بالتانيت الذهبي (الجائزة الكبرى)    مع الشروق : الزّيت ثروة وليست طريقة إثراء    بني خلاد...لمواجهة أزمة القوارص.. زراعة البطاطا خيار الفلاحين    غدا: تونس تستقبل شهر رجب    بعد انتشار سلالة جديدة من الانفلونزا: تحذير ودعوة إلى التلقيح ضد النزلة الموسمية..#خبر_عاجل    عاجل/ انتخاب رئيس جديد لمكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة..    الدكتور أحمد الأعطر: 30% من التونسيين يعانون من تآكل الغضروف    كأس أمم إفريقيا.. مواعيد مباريات العرب في الدور الأول    باجة: زيت زيتون "توكابر" يحصد الميدالية الذهبية الممتازة لأفضل زيت زيتون بيولوجي في العالم للمرة العاشرة على التوالي    وداعًا وليد العلايلي.. النجم اللبناني يغادرنا عن 65 سنة    الليلة هذه أطول ليلة في العام.. شنوّة الحكاية؟    تيك توك تعمل كيان أمريكي مستقل بمشاركة هذه الدولة العربية    اختتام عروض الدورة 11 من قسم أيام قرطاج السينمائية بالسجون    حجز 5.6 طن من الموز غير صالحة للاستهلاك بسوق الجملة بهذه الجهة..    وزير التجارة يتابع موسم جني الزيتون ومشاغل الفلاحين واصحاب المعاصر وتنفيذ اجراءات تخزين الزيت وترويجه    مركبة نفعية كهربائية بمدى 240 كلم وضمان طويل: DFSK EC75 يدخل السوق التونسية بقوة    عاجل : وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي    عاجل: الجزائريون والمغاربة يتصدران قرارات الترحيل من الاتحاد الأوروبي    عاجل/ يهم زيت الزيتون: وزير التجارة يعلن..    مهرجان القيروان للشّعر العربي: شعراء من تونس، الجزائر ،ليبيا وموريتانيا يحتفون بعشرية بيت الشّعر القيروانيّ    خطبة الجمعة ..طلب الرزق الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق .. الصاروخ اليمنيّ والمعادلة الإقليميّة الجديدة
نشر في الشروق يوم 16 - 09 - 2024

مرّة أخرى، فاجأت جماعة الحوثي اليمنية العالم وخاصة الكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين، أوّلا بقدراتها العسكرية المتنامية بسرعة، وثانيا بنجاعة هذه القدرات وجرأة أصحابها على تحدّي أسطورة الرّدع الصهيونية ومن ورائها الأمريكية والبريطانية وغيرهما.
ما شدّ الانتباه كثيرا في الصاروخ الحوثي الباليستي الذي ضرب تل أبيب، هو فشل كل منظومات الدفاع الجوي الصهيوني وقبلها الأمريكية المتمركزة في المنطقة من اكتشافه ومن ثمّة إسقاطه قبل وصوله إلى هدفه.
فهذا الصاروخ الباليستي "طوفان" ، نجح في الوصول إلى هدفه قاطعا مسافة تقدر ب2040 كلم في غضون 11.5 دقيقة، وهو ما يعني أنّه ذو خاصية متطوّرة جدّا جعل من الصعب على جميع الدفاعات الجوية الصهيونية اكتشافه.
بعيدا عن ظاهر الحدث، فإن باطنه يشي بالكثير من الأمور الإقليمية والدولية، وهي دلالة جديدة على أن التصعيد في المنطقة أصبح يقترب رويدا رويدا نحو الانفجار الكبير الذي سيغرق المنطقة في حرب شاملة.
وأوّل هذه الأمور هي القدرات العسكرية الهائلة التي أصبحت تمتلكها جماعة الحوثي، وهنا يدور حديث عن دور لدول أخرى غير ايران(روسيا) في دعم قدرات هذه الجماعة، والرسالة هنا واضحة جدا بالنسبة لروسيا وهي كالآتي: السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أوروبية بعيدة المدى داخل روسيا سيعني تزويد خصومكم في الشرق الأوسط بنفس الأمر.
الأمر الثاني هو حديث رئيس حكومة الاحتلال قبل أيام قليلة عن توسيع جبهة الحرب لتشمل جنوب لبنان، ووصل الحديث إلى حد الإعلان عن خطة لاحتلال مناطق في جنوب لبنان، وهنا الرسالة الثانية وهي أن فتح جبهة لبنان سيكلّف الكيان الصهيوني ثمنا باهظا.
أما الرسالة الثالثة التي تحمل توقيع جماعة الحوثي فهي داخلية وخارجية، فداخليا أصبحت جماعة الحوثي الحاكم بأمره في الشأن اليمني وبدعم شعبي هائل، أما خارجيا فهي لدول الجوار التي غرقت سابقا في حرب عبثية في اليمن ولن تفكّر بعد الآن في العودة مجددا إلى هناك.
أضف إلى ذلك أن جماعة الحوثي وثّقت بهذه العملية الجريئة ارتباطها بمحور المقاومة والمعادلات الإقليمية التي يريد رسمها، كما وثّقت أيضا دعمها للقضية الفلسطينية وللمقاومة التي تخوض حربا دامية دخلت شهرها الثاني عشر.
في المحصّلة، حرب الإبادة على غزّة خرجت تدريجيا من كونها صراع داخل الأراضي المحتلة ودخلت سريعا في مرحلة الحرب الإقليمية وربّما الدولية، إذا لم يتراجع نتنياهو مكرها أو يتمّ إكراهه على التراجع من شريكته في الإبادة الولايات المتّحدة الأمريكية.
ومفهوم وحدة الساحات الذي لطالما تحدّث عنه محور المقاومة، لم يعد مجرّد كلام أو خطب بل أصبح يشاهد على أرض الواقع، خاصة مع تصاعد الخطاب الصهيوني حول حرب على لبنان، وهو الأمر الذي سيكمل آخر حلقة من وحدة الساحات في غزة واليمن ولبنان والعراق وسوريا.
لكن في المقابل ،يبقى هذا المعطى مرتبطا بالأحداث في المنطقة وبمصالح ورغبة طهران في إعطائها الضوء الأخضر لحلفائها من أجل حرب شاملة، وهو أمر قد لا يحدث قريبا إلا بعد حسم الملف النووي لإيران الذي على ضوئه ستتحدّد كل الأمور.
بدرالدّين السّيّاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.