رئيس الجمهورية: الدّولة ستُواصل المُضيّ قُدما في سياستها الاجتماعية    أعوان شركة "سيريت" يحذرون من أزمة مالية وتقنية تهدد حقل عشرويت البحري    تعاون تونسي إيطالي في المجال الديواني    اليوم: إنطلاق بيع الأضاحي بالميزان.. #خبر_عاجل    وزير النقل يلتقي وفد شركة EMBRAER البرازيلية لبحث سبل التعاون في مجال الطيران المدني    16 شهيدا بينهم أطفال ونساء في قصف الاحتلال على قطاع غزة..#خبر_عاجل    ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدا..    الأهلي يتوج ببطولة مصر لكرة القدم للمرة الخامسة والاربعين في تاريخه    عاجل - مأساة جديدة: وفاة وإصابة 26 ''عاملة فلاحية'' في انقلاب شاحنة في الكاف    طقس اليوم: رياح قوية والحرارة تصل إلى 37 درجة    سيدي حسين: فتح بحث تحقيقي بعد العثور على جثة كهل مشنوق داخل منزل    جريمة مروعة: كهل ال60 عاما ينهي حياة زوجته طعنا بالسكين..!    عاجل/ إرتفاع عدد قتلى حادث شاحنة عاملات الفلاحة    4 دول أوروبية تدعو إلى قبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة    إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب    ياسين مامي: لا وجود لطرد جماعي منظم في قطاع السياحة والقانون الجديد لا يُطبق بأثر رجعي    الأهلي يتوج ببطولة مصر لكرة القدم للمرة الخامسة والاربعين في تاريخه    لطفي الرياحي... العطلة الصيفية "حلماً صعب المنال" بالنسبة للطبقة المتوسطة وحتى للفئات الميسورة نسبيًا.    ميزة منسية في هاتفك قد تنقذ حياتك في حالات الطوارئ    البنتاغون يبدأ تجهيز "الهدية القطرية" لترامب    بين صفعة هانوي واعتداء ميلانو.. أي الزعماء تحمل إهانته بصبر أكبر    "ابتعد أيها الخاسر".. قراءة شفاه تكشف ما دار بين ماكرون وزوجته بعد صفعه    وزير الفلاحة يعطي إشارة انطلاق موسم الحصاد من ولاية القيروان    ڨفصة: دعم شامل بالمعدات والأطباء في المؤسسات الصحية    قضية الشبان الموقوفين بقابس: أحكام تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر سجنا    عاجل/ بلاغ هام للجامعة التونسية لكرة القدم بخصوص هذه المباراة..    برمجة «ظالمة» للسيدات و«انحياز» مفضوح للرجال.. أنس جابر تفتح النار على منظمي «رولان غاروس»    ستتحصّل على 15 ألف تذكرة فحسب في «الفينال» جماهير الترجي في قمة الاستياء    اُلطَّاوُوسُ اُلْجَمِيلُ    على ما يرام    اُلْكَاتِبُ وَاُلْمُلْهِمَةُ    أولا وأخيرا...جمال مغشوش    تدعيم مستشفيات نابل بتجهيزات    60% من الجلطات في تونس سببها التدخين    صفاقس: حريق هائل بشركة تيفارت للأسمدة    عاجل/ انقطاع الماء عن هذه المناطق بالعاصمة    منظمة إرشاد المستهلك: ''عائلات تونسية ما صيفيش من 5 سنين بسبب غلاء الأسعار''    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 1 جوان 2025    الأدوية المهرّبة، الإفلاس، وغياب الرقابة: قطاع الصيدلة يدق ناقوس الخطر    انطلاق الدورة السادسة من مهرجان "سينما الجبل" بعين دراهم    المبادرة الوطنيّة التشاركيّة للوقاية من مخاطر المخدّرات تنظم فعاليّات توعويّة خلال عدد من التظاهرات الرياضيّة الوطنيّة    يوم مفتوح للكشف البصري لسائقي سيارات الأجرة والنقل الجماعي بتونس العاصمة    بشرى سارة/ بعد 5 سنوات جفاف: نسبة امتلاء السدود التونسية تتجاوز 41 بالمائة..وهذه التفاصيل بالأرقام..    حجز كميات هامّة من البضائع المهرّبة بقيمة 8,7 مليون دينار..#خبر_عاجل    الدروة الخامسة من نهائيات برنامج حاضنة المشاريع غدا الخميس بالمرسى    التونسية اللبنانية نادين نسيب نجيم تواجه فضيحة تحرش وتلوح بالقضاء    عيد الاضحى يوم السبت 7 جوان في هذه الدول    بعد ذبح الأضحية... ما الذي يُستحب للمُضحّي فعله؟    نعيم السليتي يمدد عقده مع نادي الشمال القطري    هل أن ''الكرموس'' يخفض الكوليسترول الضار؟ إليك الإجابة العلمية والفوائد الصحية الكاملة    السفارة الأمريكية بتونس تحتفي بذكرى ميلاد ابن خلدون    دعاء أول أيام ذي الحجة...أيام مباركة وفرصة للتقرب من الله    نعيم السليتي يمدد عقده مع نادي الشمال القطري الى غاية 2027    طقس اليوم: رياح قوية نسبيا بهذه المناطق والبحر مضطرب    عاجل/ تصل الى 3000 دينار: نقابة الفلاحين تكشف أسعار الأضاحي المتداولة حاليا في السوق..    مسرحية "وراك" لأوس إبراهيم… لعبة الوجود بين الوهم والحقيقة    وزير التجهيز يتفقد أشغال تقوية الطريق السيارة A1 ويعلن قرارات جديدة لتحسين انسيابية المرور    توزر - مدنين: نجاح عمليتي قسطرة قلب عبر منصة نجدة الرقمية    









طوفان الأقصى طوفان أقدار...
نشر في الشروق يوم 02 - 11 - 2024

يجب أن نكون قادرين على تصور ذلك حتى نكون قادرين على مواجهة ذلك وتحقيق انتصار أكبر مما نحققه الآن وقادرين على تأمين مسافة الاقتدار أو مسافة النصر الكفيلة بفعل وإنجاز وتحقيق أهدافنا وتحمل الكلفة أكبر من قدرتنا الحالية. وذلك من طبيعة هذه الحرب التي لن تنتهي إلا بمقدار ما تقترب أكثر ما يمكن من أهدافها النهائية بالنسبة إلينا وليس بالنسبة إلى العدو.
صحيح ان تفكيك هذا العدو واخلاء فلسطين المحتلة كليا من هذا الاحتلال ليس هدفا معلنا من أي طرف من تشكيلات محور المقاومة في هذه المواجهة (مع ان الكل يؤمن بذلك). وصحيح أن لا أحد يطرح فيما يسمى تفاوضا ترتيبات إخراج هذا العدو من أراضينا الفلسطينية والعربية المحتلة وتحت النار، ولكن أحشاء طوفان الأقصى تحمل للمرة الأولى في تاريخ الصراع هذه النشأة الكامنة لعالم جديد من دون نظام صهيوني معولم.
علينا أن نتصور ذلك ونستعد على هذا الأساس لأن ذلك قد يحدث في أي وقت في سياق تحريري متسارع ومتصاعد لا يدري أحد متى تكون فيه نقطة العودة (مع ان بداية طوفان الأقصى-الثورة الكبرى نصف نقطة اللاعودة إذا جاز التعبير بهذا الشكل. واستشهاد سادة شهداء أقدار الأمة حتى لا نقول الإنسانية أكبر دليل على النصف الثاني، وهو نصف ما بعد اللاعودة).
نعتقد أنه من الممكن جدا أن تتصاعد المواجهة أكثر وأكثر وتصبح أعنف وأعنف بعد الحرب الداخلية الأمريكية التي تأخذ شكل انتخابات وهذا هو الأرجح في ظننا. وليس ذلك لأنها انتخابات ونتيجة انتخابات، بل ان ذلك من طبيعة هذه الحرب التي تصبح كلما مر الوقت صهيو-تلمودية كما في متخيل مملكة صهيون الإرهابية الكبرى ويكون فيها المدعو نتنياهو ملك ملوك الإرهاب المعولم الذي لم تر له الإنسانية مثيلا وتصبح الحرب أكثر أمريكية وأكثر ناتوية أطلسية ويكون مجلس إدارة هذه الحرب الجماعية القيامية الوجودية أكثر ظهورا بوجهه الحقيقي.
ومن الممكن في أي وقت طرد السفيرة الأمريكية من بيروت وطرد الأمريكان مما يسمى تفاوضا ومطالبة العالم إما بسحب الاعتراف الدولي بهذا العدو وشطبه من لائحة الكيانات التي يحق التعامل معها ويحق لها الوجود وإما الاكتفاء بالفرجة وإما الانخراط في هذه الحرب التحريرية الشاملة التي تأخذ من عمر الإنسانية بضع سنوات ولن تكون بعدها إلا الآخرة كما يقال، بمعنى ستعيش الإنسانية من دون صهيونية ولن يكون من الممكن أبدا أن يأتي من هو أقوى وأكثر عزما وأكبر تصميما وأرقى وحدوية من وحدة الساحات الدائرة والتي سوف تتوسع، ويكون قادرا فعلا على دفع الكلفة كاملة وخوض الحرب كاملة وتحقيق النصر كاملا. والدليل الأكبر أيضا قدرة الفلسطينيين وخاصة في غزة ثم اللبنانيين على كل هذا التحمل الذي يؤشر على بشر آخر في عالم آخر جديد.
علينا أن نتصور ذلك حتى لا يحدث ذلك إذا كنا لا نراه وعلينا أن نتصور ذلك حتى يحدث ذلك إذا كنا نراه، وعلى حد السواء. وهنا كل القدرة وكل القرار وكل التضحية وكل الرجاء وكل المقاومة وكل الانتصار وكل التاريخ وكل المستقبل وكل الأقدار: صناعة الأقدار التي بأيدينا والتسليم بالأقدار التي لا يعلمها إلا الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.