بدأت الأسواق التقليدية للسياحة في البلاد في التعافي وهي بالأساس فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا حيث سجلت زيادة بنسبة 16 بالمائة، وذلك وسط نمو لافت لقطاع السياحة الصحراوية والواحية باعتبار الموارد الكبرى طبيعيا وبشريا التي يتمتع بها الجنوب لا سيما الجنوب الغربي في هذا الصدد. وتخطى عدد السياح الذين زاروا البلاد حاجز 8 ملايين زائر في الأشهر ال10 الأولى من العام الحالي، وارتفع عدد الوافدين بنحو 7.4 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات الديوان الوطني للسياحة. في هذا السياق، أكد وزير السياحة سفيان تقية، خلال زيارته إلى ولاية قبلي يوم أمس الأربعاء 4 ديسمبر 2024، أن الوزارة ستضبط خطة تهدف للترويج للسياحة الصحراوية وذلك بالتنسيق مع مختلف الوزرات ذات الصلة. وكان للوزير زيارة إلى عدد من المنشآت السياحية بمدينة دوز وساحة حنيش حيث تم الوقوف على آخر الاستعدادات للدورة 56 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز. وشدد الوزير على ضرورة العمل على توفير كل مقومات النجاح لهذه الدورة كما دعا إلى ضرورة العمل على حل الإشكاليات المتعلقة بالصعوبات التي تواجه مهني قطاع السياحي بالجهة مبينا أنه في إطار الخطة الترويجية للسياحة الصحراوية والواحية، تم، أول أمس الثلاثاء، تنظيم أول صالون دولي للسياحة الصحراوية والواحية بولاية توزر بحضور أكثر من 600 مشارك حيث شدد على أهمية هذا القطاع في ظل الحديث حاليا عن السياحة المسؤولة، التي تشهد انخراط الدولة والمستثمرين والسلط الجهوية والمحلية والمجتمع المدني لمزيد التعريف بها باستعمال التقنيات الحديثة. ومن ناحية أخرى، جرى التأكيد على اهمية الثورة التشريعية الجديدة التي تشهدها البلاد والتي ستساهم في تجاوز العديد من الإشكاليات التي تعترض القطاع، لافتا إلى قيمة التركيز على تحسين الخدمات المقدمة للحرفاء سواء من السياح الأجانب أو التونسيين في مجال السياحة الصحراوية. هذا وأعلنت وزارة السياحة مخططاً يهدف إلى تطوير السياحة الصحراوية والواحية يرتكز على الترويج للصحراء كوجهة سياحية منفردة والعمل على تسهيل بعث مشاريع سياحية مختلفة بالولايات الصحراوية تحترم خصوصياتها ثم تنشيط الحركة الجوية بمطارات الجهة وبمختلف المعابر الحدودية المعنية وتدعيم أسطول نقل سياحي ملائم. وتدعو الجامعة التونسية لوكالات الأسفار إلى دعم النقل الجوي في هذا الإطار بشكل خاص، إذ تحتاج الوجهات السياحية الصحراوية إلى تكثيف الرحلات الداخلية، وكذلك تنظيم رحلات منتظمة مباشرة مع الناقلات الجوية الدولية للمطارات الداخلية على غرار مطار توزر الذي يقتصر حالياً على رحلتين أسبوعيتين مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس.