المغرب يستخدم ''الدرون'' لمنع ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى    معرض الاغذية الدولي لافريقيا من 9 الى 11 جويلية المقبل بقصر المعارض بالكرم    ماهر الكنزاري يوضح حقيقة المناوشة مع رئيس الملعب التونسي    عاجل : فتح باب الترشّح لرئاسة وعضوية الهيئة المديرة للنادي الإفريقي...تفاصيل    عاجل -هذه مواعيد مواجهات الترجي في مونديال الأندية 2025    موجة حرّ مرتقبة في تونس خلال عطلة عيد الأضحى...التفاصيل    عاجل: توجه مفاجئ – تلميذ من كل ثلاثة يختار شعبة الاقتصاد في بكالوريا 2025!    المؤرخ عبد الجليل التميمي يفوز بجائزة العويس للدراسات الإنسانية المستقبلية    عيد الاضحى 2025: هذا ما يجب فعله بعد ''ذبح'' الأضحية    متى تبدأ عطلة عيد الأضحى 2025 في الدول العربية؟ إليكم التفاصيل حسب كل دولة    أدعية مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة لحفظ الأبناء ...تعرف عليها    الفراولة سلاح طبيعي ضد هذه الأمراض: دراسة حديثة تكشف الفوائد    تعزيز مستشفى جندوبة وطبرقة بجهازي "سكانير"    إنتقالات: نادي برشلونة يستبعد التعاقد النهائي مع نجم المنتخب الإنقليزي    رقم صادم.. "الأونروا" تكشف عدد الضحايا من الأطفال في غزة    مشجع وحيد يرحب بلاعبي إنتر ميلانو .. رغم انهيار الفريق في نهائي الأبطال    قضية فساد مالي: القضاء يحدّد موعد محاكمة توفيق المكشر ومسؤول سابق بالبنك المركزي    شقيقة الضحية التونسي في فرنسا "شقيقي قتل خلال مكالمتي معه بالهاتف عبر الكام"    صفاقس: 12 ألف و238 تلميذا وتلميذة يشرعون في إجتياز امتحان "الباكالوريا" في ظروف طيبة    القيروان: انطلاق اختبارات الباكالوريا في ظروف عادية    عاجل/ 30 سنة سجنا و300 الف دينار خطية لمروج مخدرات بالملاهي الليلية..وهذه التفاصيل..    خزندار: إيقاف موظف محكوم ب20 سنة سجناً وصادر في شأنه 28 منشور تفتيش    نابل: أعوان وإطارات الصحة بمستشفى قرمبالية يرفعون الشارة الحمراء( صور)    تخفيض توقعات النمو العالمي في ظل تزايد الرياح المعاكسة    عاجل/ بداية من الغد: انطلاق بيع لحم "العلوش" الروماني..وهذه الأسعار ونقاط البيع..    بطولة رولان غاروس: تأهل سابالينكا وشفيونتيك الى ربع النهائي    بقيادة معين الشعباني: نهضة بركان يتأهل إلى ربع نهائي كأس المغرب    "لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك".. جملة خلال اجتماع الشرع وأمير الكويت تثير تفاعلا    تنبيه/ اضطراب وانقطاع مياه الشرب اليوم بهذه المناطق..    تحذير :'' التيك توك'' يروج لمعلومات مضللة حول الصحة النفسية ويشكل خطرًا    حرائق غير مسبوقة تلتهم غابات كندا وتجبر الآلاف على النزوح    إحباط عملية تهريب خطيرة لزواحف سامة في مطار مومباي    زلزال بقوة 6,3 درجات يضرب هذه السواحل..#خبر_عاجل    الحجاج يتوافدون إلى مكة وسط تدابير مشددة ودرجات حرارة مرتفعة    عاجل/ مقتل تونسي على يد جاره الفرنسي..وهذه التفاصيل..    بولندا: فوز القومي كارول نافروتسكي بالانتخابات الرئاسية    البكالوريا: 88 تلميذا من قرى 'اس او اس' يجتازون اختبارات الدورة الرئيسية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    نابل: غرق شاب في قربص والعثور على كهل مشنوقًا في بئر بورقبة    رجة أرضية قبالة سواحل هرقلة    دعوة الى حظر منتجات التبغ المنكهة    المنستير: يوم إعلامي تحسيسي بجمال حول مخاطر نبتة الشويكة الصفراء الغازية وطرق التوقّي منها ومكافحتها    وزارة الصحة تقدّم نصائح للوقاية من التسمّمات الغذائية في فصل الصيف..    نابل: تضرر مساحات من الطماطم بسبب انتشار الفطريات وتقديرات بتراجع الصابة بنسبة تناهز 40 بالمائة    عروس برازيلية تثير الجدل بعد وصولها لحفل زفافها بسيارة جنازة.. والسبب أغرب من الخيال!    قفصة تكرّم "شيخ الأدباء "عبد العزيز فاخت    يوم 30 جوان آخر أجل للمشاركة في جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية    قابس: انطلاق فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية    إطلاق المرحلة التجريبية لتطبيق رقمي جديد لمراقبة وتركيز السخانات الشمسية في تونس    اليوم الأحد: دخول مجاني للمتاحف والمواقع الاثرية والمعالم التاريخية    كأس العالم للأندية – لوس أنجلوس الأمريكي يُكمل عقد مجموعة الترجي الرياضي    أولا وأخيرا .. الضربة الساكتة    ''السوشيال ميديا خطيرة''...نوال غشام تحذّر من انهيار الذوق الفني!    مُنتشرة بين الشباب: الصحة العالمية تدعو الحكومات الى حظر هذه المنتجات.. #خبر_عاجل    الموافقة على لقاح جديد ضد "كورونا" يستهدف هذه الفئات.. #خبر_عاجل    صادم/ معدّل التدخين المبكّر في تونس يبلغ 7 سنوات!!    السوشيال ميديا والحياة الحقيقية: كيف تفرّق بينهما؟    منبر الجمعة ..لبيك اللهم لبيك (3) خلاصة أعمال الحج والعمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : غلاء الأسعار يُساوي ركود الاستهلاك وتباطؤ النمو
نشر في الشروق يوم 29 - 05 - 2025

رغم أن عوامل النمو الاقتصادي عديدة ومتنوعة، إلا أن الاستهلاك يظل أحد أبرز مقوّماته باعتبار ان الحركية الاستهلاكية قاطرة تجرّ وراءها كل عجلات الدورة الاقتصادية. فالاستهلاك يخلق الطلب على السلع والخدمات ويُحرك بالتالي عجلة الإنتاج وينعش الوضع المالي للمؤسسات ويخلق مواطن شغل إضافية.. كما أنه ينشط قطاع الصناعة الموجهة للاستهلاك المحلي وأيضا قطاع الخدمات كالنقل والسياحة والترفيه وكذلك قطاع التجارة. وأثبتت التجربة في عديد الدول ان انتعاش الاستهلاك يؤدي إلى ارتفاع نسق النمو الاقتصادي وتطوير الناتج المحلي الإجمالي وإلى إرساء الاستقرار الاجتماعي.
في تونس، بدأت تبرز في الأشهر الأخيرة بوادر انكماش استهلاكي لعدة أسباب، وهو ما أصبح يلقي بظلاله على نسبة النمو الاقتصادي وعلى الوضع الاجتماعي. فإحجام المواطنين عن شراء السلع يعني ركود نشاط الإنتاج الصناعي والفلاحي وتراجع أرباح المنتجين، ويعني أيضا ركود قطاع الخدمات وتراجع مداخيله فضلا عن ركود النشاط التجاري. وكل ذلك سيؤدي الى نتائج أخرى سلبية في مقدمتها تقلص مواطن الشغل بما ان المؤسسة التي تعاني من ركود استهلاك منتجاتها تصبح غير قادرة على توسعة نشاطها وعلى مزيد الاستثمار والانتداب وهو ما تكون له انعكاسات اجتماعية خطيرة.
تتعدد أسباب تراجع الاستهلاك في تونس وفي مقدمتها غلاء الأسعار. فأسعار مختلف السلع والمنتجات الفلاحية والصناعية والخدمات أصبحت تشهد اليوم ارتفاعا غير مسبوق وخروجا عن سيطرة الرقابة. وتبعا لذلك أصبح كثيرون "يُضحّون" بعدم شراء عديد المنتجات حتى وإن كانت أساسية في القفة الاستهلاكية اليومية على غرار اللحوم الحمراء والأسماك والغلال وبعض أصناف الخضر. وطالت "التضحية" أيضا بعض المنتجات الصناعية الغذائية وغير الغذائية والمنتجات الخدماتية على غرار الترفيه والسياحة والصحة وغيرها، ومن الطبيعي ان تكون لذلك تداعيات اجتماعية وصحية خطيرة.
ومن العوامل الأخرى التي ساهمت بنسب متفاوتة في تراجع الاستهلاك القانون الجديد للشيكات الذي أجبر كثيرين على إلغاء بعض المشتريات بعد أن وقع التخلي عن آلية الدفع بالتقسيط بواسطة الشيكات. فقد كان "شيك الضمان" (رغم أنه ممنوع منذ القانون السابق) يمثل متنفسا للمستهلك عند اقتناء بعض حاجياته مع تأجيل الدفع الى حين توفر السيولة لديه، وكان ذلك يساعد على تنشيط الحركية الاستهلاكية في البلاد في كل القطاعات باعتبار ان دورة الشيكات كانت تشمل كل الحلقات من المنتج الى المستهلك النهائي، ولم يقع إيجاد بدائل واضحة لذلك خصوصا في ظل تواصل صعوبة النفاذ الى قروض الاستهلاك..
ومن الأسباب الأخرى لتراجع الاستهلاك في تونس ضعف المداخيل المتأتية من الأجور وغيرها. فأغلب المداخيل لدى مختلف الطبقات الاجتماعية أصبحت غير مواكبة لغلاء الأسعار بدليل ان أغلب الأجور الشهرية لم تعد تكفي إلا لتغطية نفقات الأسبوعين الاولين من الشهر على أقصى تقدير. وتبعا لذلك يضطر الأجير الى الامتناع عن الإنفاق وعن الاستهلاك طيلة المدة المتبقية وهو ما يؤدي حتما الى ركود اقتصادي يبدأ من المنتج وصولا الى بائع التفصيل ويؤدي الى ركود اقتصادي شامل فضلا عن التداعيات الاجتماعية والصحية التي ستترتب عن ذلك باعتبار ان تراجع الاستهلاك يؤدي الى عدم الاستقرار الاجتماعي والعائلي.
تحتاج تونس اليوم الى حلول وآليات لتنشيط الحركية الاستهلاكية حتى يقع دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق التوازن المالي للمؤسسات وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. ولا يمكن ان يتحقق ذلك إلا بتوجه الدولة بشكل جدي وحازم نحو القضاء على أسباب الركود الاستهلاكي وفي مقدمتها الضغط على الأسعار من خلال تكثيف الرقابة والردع. ويحتاج تنشيط الاستهلاك أيضا إعادة النظر في القانون الجديد للشيكات الذي أثر أيّما تأثير على جل القطاعات مع توقع تفاقم هذه التأثيرات في الفترة القادمة. كما ان مراجعة شبكات الأجور في القطاعين العام والخاص من شأنها أيضا أن تساهم في دفع الدورة الاستهلاكية. أما إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه من انفلات الأسعار وانكماش الاستهلاك فإن النتيجة لن تكون سوى ركود النمو الاقتصادي وعدم الاستقرار الاجتماعي..
فاضل الطياشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.