يتوجهون اليوم بالآلاف ضمن "قافلة الصمود" نحو غزة لفك الحصار عن شعبنا المحتل والمحاصر بالجوع والسلاح الصهيوني... مت قلب العاصمة ...بدأ فجر اليوم الاثنين 9 جوان 2025...فجرا غير هادئ...لم تبدأ فيه الحركة بطيئة ولا متباطئة...الشارع الخلفي لشارع بورقيبة ومحمد الخامس ...دبت فيه الحركة منذ الرابعة فجرا...وبدأت معه خطى الغضب...اشد سرعة... أفرادا وجماعات...بدأ المشاركون في القافلة، قافلة الصمود مع مسانديهم... تحدوهم علامات الإصرار على التوجه إلى مهمة الشرف..." نحن انتظرنا هذه اللحظة الفارقة منذ زمن...انا شخصيا ...ارى نفسي في المكان الذي يجب أن تكون فيه...وفي العمل التي يجب أن اتحملها "...هكذا تقول الأستاذة ليلى ..مناضلة منذ أيام الجامعة...ولم تزل على العهد...غير عابئة بكل صنوف المخاوف التي يمكن أن تنتاب راكبي الحافلات والسيارات المتجهة من توتس نحو رأس جدير إلى ليبيا فمصر ومنها نحو غزة " الحبيبة" .. توافدوا شيئا وكهولا وشبانا منذ الرابعة صباحا وكانت هيئة التنظيم التي يقودها شباب متقد...حيث لم تكن حركتهم متباطئة... الحيوية والتنظيم المحكم..مع الشوق والتشوق إلى غزة... الفرح والإصرار على المواصلة والتحدي مع الصمود كلها عناوين وليست شعارات.. عناوين المرحلة : " يكفي من الخنوع...يكفي من السكون...كفانا يكونا...كفانا سلبية...يجب أن نفعل شيئا..يكسر الحصار..." هكذا لسان حال الشباب المتمرد...يقول... شباب وشابات ...هم عماد وقوائم القافلة...يهبون لنصرة فلسطين كما فعل أجداده آبائهم في 1948...حين اتجهوا للمشاركة في صد العدوان والاحتلال في فلسطين...القضية هي نفسها...والجغرافيا هي نفسها ...والشعب هو نفسه ...مع اختلاف التاريخ...لكن نصرة فلسطين وكأنها مغروسة في ثنايا الجينات ...جينات تونس العربية... المساندون والمرافقون...جاؤوا بالمئات...يقفون على مظاهر الصمود والإنتصار لفلسطين .... بدأت عملية التسجيل الأخيرة قبل صعود الحافلات والسيارات ... وقد امتشقوا سيف الصبر والنضال ...ونصرة الحق ...هكذا بدأ المسافرون ...ضمن القافلة ...وزادهم...مبدأ وفكرة...ونضالية... القافلة قافلة الصمود تتجه نحو الساحل بالجنوب لتتوقف في محطات ومواعيد محددة...فاصل الأراضي الليبية ليلا ومنها إلى الأراضي المصرية ...محفوفة بدعاء كثير ...من الشعب هنا وهناك... الجميع هنا يصنع الحياة ...ويصنعون واقعا جديدا ...لا خوف بعد اليوم ...وقضية فلسطين أولى بها أبناء شعبها العربي... قافلة الصمود تعدل البوصلة من خلال رسالة شعبية قوية : إرفعوا الحصار عن غزة..واكسروا الاحتلال ...فإن لنا في الخيال حياة ..على قول محمود درويش.../ الأولى