أمام البرلمان .. مقترح قانون أساسي يتعلق بحماية المعطيات الشخصية    عاجل/ مفاجأة جديدة بفضيحة "كولدبلاي"..    انفانتينو رئيس الفيفا يقدم دعمه بعد تعرض كارتر لاعب إنقلترا لإساءة عنصرية    حريق هائل في معمل "فريب" جبل الوسط: الحماية المدنية تواصل مجهوداتها لإخماد النيران    عاجل/ إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في حق منتظري المساعدات بغزة..وهذه حصيلة الشهداء..    عاجل/ العثور على مذيعة جثة هامدة داخل شقتها..وهذه التفاصيل..    عاجل/ في نشرة خاصة: الرصد الجوي يكشف تفاصيل جديدة عن موجة الحر ،درجات الحرارة..وموعد انتهائها..    عاجل/ مع تغير الطقس: وزارة الصحة تحذر المواطنين من امكانية الاصابة بأمراض فيروسية وتنصح..    تسوية أملاك الأجانب في تونس: الحكاية وين وصلت؟    قراية نهار كامل تولّي نص نهار؟ التفاصيل في مشروع قانون جديد    تحذير من خطر حرائق مرتفع جدًا    عاجل: ما ينتظر التونسيين هذا الأسبوع..حرارة مرتفعة أجور تنتظر وعطلة قادمة    عاجل: أسعار والمواعيد لشراء اشتراكات النادي الافريقي لموسم 2025-2026    مع إرتفاع درجات الحرارة: وزارة الصحة تحذّر من انتشار الفيروسات    موجة حرّ: وزارة الصحة توجّه نصائح هامّة للتونسيين    برشا يغلطوا في استعمال الشامبو: تعرّف على الطرق الصحيحة    عاجل/ 19 شهيدا خلال 24 ساعة: الجوع يفتك بأهل غزة..    دورة تورونتو للتنس : انسحاب يانيك سينر ونوفاك ديوكوفيتش وكارلوس الكاراز    ماذا يتضمن المقترح المحدّث لوقف إطلاق النار في غزة؟    بريطانيا.. احتجاجات مناهضة للهجرة ومواجهات عنيفة مع الشرطة    محرز الغنوشي: ''اسخن نهار مللي بدا الصيف بالمختصر المفيد''    عاجل: دليل التوجيه الجامعي يتوفر اليوم.. تعرف على الرابط الخاص وموعد التسجيل    طقس اليوم..الحرارة تصل الى 48 درجة..!    توقّف عن تكرارها... 9 أخطاء مالية قد تُسقطك في الديون    بنزرت : المترشح عدنان العلوش يفوز بمقعد في مجلس نواب الشعب    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    تونس تنهي مشاركتها في البطولة الإفريقية لألعاب القوى للشبان ب11 ميدالية بينها ثلاث ذهبيات    الخارجية الإيرانية: محادثات نووية مع قوى أوروبية هذا الأسبوع    الشمندر السكري : زراعة استراتيجية يجب إحياؤها... النموذج المصري مثال بليغ    وزير السياحة يفتتح الصالون الوطني للصناعات التقليدية بمعرض سوسة    أخبار الملعب التونسي : اختبار ثقيل ضدّ الأهلي والفريق يحتاج إلى مهاجم فعّال    كشفت عنهم وزارة المالية وتهمّ سنتي 2025-2026 .. 23 ألف معلّم وأستاذ نائب معنيون بالتسوية    في ثورة المفاهيم: هل بالإمكان أن نتغيّر بالقرآن ونغيّر بعضا من نكوص وردّة هذا العالم؟    الله    وزارة الصحة تدعو إلى أخذ الاحتياطات اللازمة تبعا لتغير الطقس    تقديرات بإنتاج 8ر19 مليون قنطار حبوب في الموسم الحالي مقابل 5ر11 مليون قنطار عام 2024    الكهرباء : تونس تعتمد بنسبة 11% على الجزائر لتغطية استهلاكها    مقترح قانون يهدف إلى حوكمة الزمن المدرسي والعمل بنظام الحصة الواحدة    معدلات إنتاج النفط الخام    فجر الإثنين... مثلث سماوي ساحر يُرى بالعين المجردة من الوطن العربي    النادي الرياضي الصفاقسي يتعادل وديا مع النادي المصري 1-1    استراحة شعرية: قصيدة «أنت لست سوى أنا» للشّاعر نصر سامي    قصيدة ضمير مستتر للشّاعر هشام الدمرجي    حوار أب وإبنه .. نصّ للشاعر عمران التفاحي    تاريخ الخيانات السياسية (21) بين الرشيد وأحفاد علي بن أبي طالب    الاثنين.. الحرارة تصل إلى 47 درجة    وزارة الرياضة: متابعة مستمرة لوضعية الرياضيين المصابين في نيجيريا وتنسيق على أعلى مستوى    المرصد التونسي للاقتصاد يدعو إلى نموذج طاقي جديد يرتكز على الاستقلال والسيادة    عزيز دوغاز يتوج بدورة المنستير للتنس    مرصد شاهد: جاهزية هيئة الانتخابات.. اقبال ضعيف على التصويت صباحا .. وغياب ملاحظين عن بقية الجمعيات    الخزينة العامة رفعت مبلغ 5ر8 مليار دينار من السوق المالية مع موفى جوان 2025 - وسيط بالبورصة    الكشف عن فقرات برنامج مهرجان عيد البحر بقابس    عاجل : دعوى تطالب بإلغاء حفل فنان مشهور في الأهرامات    تونس ورّدت 11 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء من الجزائر    طقس الأحد : الحرارة في ارتفاع مع ظهور الشهيلي    صفاقس : الدورة الثلاثون لمهرجان عروس البحر بجزيرة قرقنة من 25 جويلية إلى 7 أوت القادم    افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج: محمد القرفي يُحيي الذاكرة الموسيقية التونسية والحضور الجماهيري دون المأمول    من الأكشن إلى الكوميديا: أحدث الأفلام الجديدة على "نتفليكس"..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقّف عن تكرارها... 9 أخطاء مالية قد تُسقطك في الديون
نشر في الشروق يوم 21 - 07 - 2025

في عالم تتزايد فيه التحديات المالية وتتسارع فيه وتيرة الاستهلاك، لم يعد امتلاك دخل جيد، كافياً لضمان الاستقرار المالي، فالكثير من الأفراد ورغم رواتبهم المنتظمة، يجدون أنفسهم في نهاية كل شهر على حافة الإفلاس.
والمفارقة اللافتة تكمن في أن عدداً كبيراً من هؤلاء الأفراد لا يعانون من قلّة الموارد المالية، ومع ذلك يحمّلون الظروف أو ارتفاع الأسعار مسؤولية ما يواجهونه من أزمات، متجاهلين أن الخلل الحقيقي غالباً ما يكون نابعاً من معتقدات مالية مغلوطة يكررونها لأنفسهم مراراً وتكراراً.
فالإنسان بطبيعته يميل إلى نسج "روايات داخلية"، تُساعده على التهرّب من مواجهة الحقائق القاسية، فيُسرع إلى تبرير سلوكه المالي غير المنضبط من خلال أكاذيب يختلقها لنفسه، بعضها مغلّف بالنوايا الحسنة، وبعضها الآخر نابع من موروثات اجتماعية راسخة، ولكن في النهاية يؤدي تراكم هذه الأكاذيب إلى قرارات مالية غير رشيدة، تليها ضغوط نفسية متزايدة، ثم إلى عجز مزمن عن الادخار، وربما الوقوع في مديونية طويلة الأمد.
والأسوأ من ذلك، أن معظم الأفراد لا يُدركون حجم تأثير هذه القناعات المضللة على سلوكهم المالي إلا بعد فوات الأوان.
وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، تم تسليط الضوء على خمس من أكثر الأكاذيب المالية شيوعاً، والتي غالباً ما يتكرر استخدامها كمبررات للتقصير أو كواجهة لإنكار الواقع المالي، والتي هي كالآتي:
"لا أفهم لماذا أكون مفلساً دائماً"1--
هذه العبارة التي يقولها كثيرون تعكس إنكاراً للمشكلة الحقيقية، فغالباً ما يكون سبب تآكل الراتب بسرعة والشعور الدائم بالإفلاس واضحاً، وهو أن الإنفاق يفوق الدخل، ولذلك فإن معرفة الفرد لحجم دخله ومقدار مصاريفه لا يحتاج لشهادة مالية، بل فقط إلى مراجعة بسيطة للحسابات، ليتبيّن فوراً ما إذا كان سبب الإفلاس الدائم هو الإفراط في الشراء أو الغياب التام للتخطيط.
"لا أتناول الطعام في الخارج كثيراً"2-
تُعتبر هذه العبارة مثالاً على ما يُعرف في علم الاقتصاد السلوكي ب"التقليل من حجم النفقات الصغيرة المتكررة"، فشراء كوب قهوة يومياً أو وجبة سريعة مرتين في الأسبوع قد يبدو غير مكلف عند كل عملية شراء، لكن على مدى شهر كامل، يمكن أن يستنزف هذا النمط مئات الدولارات.
والحقيقة هي أن عبارة "لا أتناول الطعام في الخارج كثيراً" التي يستخدمها كثيرون هي تقدير ذاتي ومضلل، ولا يمكن الاعتماد عليها دون الرجوع إلى الفواتير، فهذه النفقات التي قد تبدو "تافهة" في ظاهرها وتمرّ دون رقابة، قد تكون السبب الأول لتآكل الميزانيات الشخصية.
"أُدير إنفاقي بشكل أفضل باستخدام بطاقة الائتمان"3-
بطاقة الائتمان ليست أداة للانضباط، بل هي اختبار يومي للقدرة على ضبط النفس، والادعاء بأن استخدامها يُحسّن إدارة الإنفاق يتعارض مع معظم الدراسات التي تُظهر أن الدفع باستخدام البطاقات يجعل الناس ينفقون أكثر من الدفع نقداً، لأنهم لا يشعرون بالعبء الفوري. والأسوأ أن بعض الأشخاص يُسددون الحد الأدنى من فاتورة مصاريفهم الشهرية في البطاقة، ما يؤدي إلى تراكم الفوائد والدخول في دوامة مديونية خطيرة.
"لدي ميزانية"4-
الميزانية لا تكون فعالة بمجرد كتابتها أو التفكير فيها، فكثيرون يقولون إن لديهم ميزانية، لكنهم لا يلتزمون بها، أو قد تكون مجرد إطار نظري لا يعكس واقع حياتهم اليومية. ومن هنا فإن الميزانية الفعالة تحتاج إلى أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بما يُصرف فعلياً، حيث أن ادّعاء وجود ميزانية من دون تطبيق عملي يشبه تماماً عدم وجود ميزانية أساساً.
"لدي صندوق طوارئ"5-
صندوق الطوارئ هو أداة أساسية لحماية الاستقرار المالي، لكنه غالباً ما يكون غير موجود، إذ يخلط البعض بين المدخرات قصيرة الأجل وبين صندوق الطوارئ الحقيقي، الذي يجب أن يغطي 3 إلى 6 أشهر من نفقات المعيشة الأساسية على الأقل. كما أن استخدام هذا الصندوق لمصاريف غير طارئة مثل السفر أو الترفيه يُفرغه من معناه.
تزييف الواقع المالي
ويقول خبير الإدارة المالية حسان حاطوم، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الأمان المالي لا يبدأ بالدخل بل بالسلوك، ولا يتطور بالإرادة فقط بل بالممارسة والانضباط، وكلما أسرع الشخص في كشف "أكاذيبه المالية الذاتية"، كلما أسرع في بناء مستقبل مالي مستقر، فتزييف الواقع المالي عبر اختلاق روايات مريحة بدل مواجهة الأرقام لا يُجنّب الخسارة بل يؤجلها ويُفاقمها، مشيراً إلى أن الأكاذيب المالية ليست مجرد تبريرات عابرة، بل هي آليات دفاعية نفسية تغذي قرارات مالية غير رشيدة وتُعيد إنتاج العجز المالي شهراً بعد آخر.
ويرى حاطوم أن الكثير من الأفراد اليوم يعرفون تماماً أنهم ينفقون أكثر مما يجب، لكنهم يطوّرون مع الوقت مهارات عالية في إنكار الحقائق عبر عبارات مثل "أنا لست مبذّراً" أو "الظروف أقوى مني"، وهذا الإنكار ليس بريئاً، معتبراً أنه في ظل هيمنة ثقافة "الإشباع الفوري" و"المقارنة الاجتماعية" بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب على الكثيرين القول "لا" لنمط معيشي يفوق قدرتهم.
ويشير حاطوم إلى وجود العديد من الأكاذيب المالية الشائعة التي لم يتطرّق إليها تقرير "واشنطن بوست"، من أبرزها:"
6- "سأبدأ التوفير عندما يزيد راتبي"
وهذه الكذبة خطيرة لأنها تفترض أن السلوك المالي سيتغير تلقائياً مع زيادة الدخل، وهذا غير صحيح، فالإنفاق غالباً ما يرتفع بمستوى أسرع من ارتفاع الدخل، فالأشخاص الذين لم يتعلّموا الادخار من راتب محدود، لن يكونوا قادرين على فعل ذلك عندما يتضاعف دخلهم.
7- "الاستثمار فقط للأغنياء"
الكثير من الناس يعتقدون أن الاستثمار يتطلب ثروة أولية كبيرة، فيؤجلونه لسنوات، ولكن الواقع أن أدوات الاستثمار الصغيرة متاحة حتى بمبالغ شهرية بسيطة.
8- "أحتاج إلى مكافأة نفسي بعد التعب"
وهذه كذبة مُحبّبة نفسياً، لكنها خطيرة مالياً، فمن المهم أن نرتاح ونكافئ أنفسنا، ولكن استخدام هذه الفكرة كمبرر دائم للشراء العاطفي، يخلق دورة استهلاك غير منضبطة يصعب كسرها.
9- "إذا اضطررت، سأقترض"
الاعتماد النفسي المسبق على القروض كخطة احتياطية، هو بوابة لدائرة مفرغة من الدين، ويؤدي لتراخي التخطيط أو تجاهل بناء صندوق طوارئ، فالحل ليس في توسيع طوق النجاة بل في تقوية الأساس المالي.
المشكلة ليست في الدخل
بدوره تقول الكاتبة والصحفية رلى راشد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الكثير من الناس يعتقدون أن الحل لكل مشكلاتهم المالية، هو ببساطة "ربح المزيد من المال"، ولكن هذه الفكرة مضلّلة وخطيرة، ففي الواقع أول خطوة نحو التحرر المالي ليست في رفع الدخل، بل في إسكات الأكاذيب المالية التي نهمس بها لأنفسنا يومياً، حيث أن التحسن المالي الحقيقي يبدأ حين يعيد الإنسان صياغة تعامله مع المال، على أسس تشمل الشفافية، التخطيط الواقعي، والانضباط السلوكي.
وتؤكد راشد أن الخطوة الثانية تتمثل ببدء علاقة أكثر وعياً مع المال تقوم على الصدق والتخطيط والانضباط، فالحل ليس سحرياً، بل ينطلق من ميزانية بسيطة وواضحة تعكس الواقع الفعلي للإنفاق، وصندوق طوارئ صغير يوفّر الأمان عند الأزمات، مشددةً على أن المشكلة ليست في المال فقط، بل في طريقة التفكير به، في حين أنه من دون شجاعة لمراجعة السلوك المالي وتصحيحه، سيبقى أي دخل مهما كبر، غير كافٍ لتحقيق الاستقرار.
الأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.