الخبير في التنمية يكشف: انقلاب راديكالي في الطقس لم نشهده منذ أكثر من 30 عاما    وزير الخارجية يجري عددا من اللقاءات في افتتاح أشغال القمة الافريقية الأوروبية السابعة بلوندا    جمعية القضاة التونسيين تؤكّد ضرورة تركيز مجلس أعلى للقضاء مستقل طبق المعايير الدولية    السفير الامريكي الجديد: "نتطلع إلى بدء فصل جديد من التعاون في مسيرة العلاقات بين الولايات المتحدة وتونس"    في ندوة «الشروق الفكرية» «الفتوى في التاريخ الإسلامي بين الاجتهاد والتأويل»    الفتاوى الشاذة والهجوم على صحيح البخاري    مخاطر الانحراف بالفتوى    أموال مزورة كشفت المتورّطين في امبراطورية العملة...تجّار الأورو والدولار يعربدون في بومنديل    في اختتام مهرجان فاس لسينما المدينة بالمغرب: تتويج فيلم «ودّ» لحبيب المستيري بالجائزة الكبرى    المهدية: وسط أجواء احتفاليّة .. تسليم 91 رُخصة تاكسي فردي جديدة    بعد تشغيل معصرة جديدة: ارتفاع الطاقة الإجمالية لمركب الشعّال إلى أكثر من 200 طن يوميًا    مع انطلاق محاكمة الشاهد وكورشيد و ر.م.ع السابق للكرامة القابضة .. 1000 مليار... للإفراج عن مروان المبروك    مشروع لإنتاج 75 ميغاواط من الكهرباء من طاقة الرياح في هذه الولاية..    جلسة عمل لمتابعة سير أيام قرطاج المسرحية والاستعدادات للأيام السينمائية    تأجيل محاكمة رجل أعمال ومسؤولين ببنك عمومي مع رفض مطالب الإفراج    عاجل: الشركة الجديدة للنقل بقرقنة تلغي جميع الرحلات المبرمجة لبقية اليوم    الليلة: الحرارة تتراوح بين 4 درجات و13 درجة    نحو افتتاح متجرين جديدين لبيع المشروبات الكحولية في السعودية : تفاصيل    ثلاثة مشاريع رقمية تُعنى بالتعليم والتحفيز على المُطالعة وتثمين التُراث تفوز بجوائز هاكاتون " Meet the Professionals "    الدورة الثانية لملتقى الخط والحروفية بالمركب الثقافي بالمنستير من 28 إلى 30 نوفمبر    محرز الغنوشي يُبشر التوانسة: '' التساقطات الثلجية بالمرتفعات الغربية راجعة'' وهذا موعدها    تحذير عاجل للمتساكنين باجة: مياه العيون هذه غير صالحة!    تونس تشارك في بطولة العالم للتايكواندو ب7 عناصر    اليونسكو تعلن عن إطلاق مشروع جديد لدعم دور الثقافة في التنمية المستدامة في تونس    عاجل : وفاة نجم بوليوود دارمندرا    يوم علمي تكويني حول مرض السكري في القدم يوم الاربعاء 26 نوفمبر بمدرسة علوم التمريض بتونس    خضرة موجودة قدّامك... تنجّم تنقص من خطر الزهايمر!    هام/ بطولة الرابطة المحترفة الثانية: برنامج مباريات الجولة الحادية عشرة..    تنبيه لمستعملي الجسر المتحرك ببنزرت..فتحة استثنائية على هذه الساعة..    عاجل/ "حركة النهضة" تصدر بيان هام للرأي العام وتكشف..    شوف شنوة تاكل وقت البرد باش يقلل ''سيلان الأنف''!    النادي الإفريقي: الوضعية الصحية ل"علي يوسف" قبل التحول إلى قطر    عاجل : تفاصيل صادمة تكشف لاول مرة حول معاناة مايكل جاكسون قبل الوفاة    سينما المغرب العربي تتألق في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعام 2025    تكريمًا لشاعر الخضراء.."البنك التونسي" يحتفي بالرواية العربية ويعلن فوز "كاميليا عبد الفتاح" بجائزة أبو القاسم الشابي لسنة 2025..    عاجل: الترجي يحدد موعد السفر إلى أنغولا    تكليف ديوان الزيت بإعتماد أسعار مشجعة لزيت الزيتون    قصر السعيد: رفع الحجر الصحي عن مركض الخيل مع ضبط جملة من الإجراءات    عاجل/ متابعة: بعد العثور على جثة خمسينية داخل منزلها..تفاصيل ومعطيات جديدة..    غوارديولا يتوقع تألق مانشستر سيتي خلال جدول المباريات المزدحم    كأس الكونفدرالية الإفريقية: النتائج الكاملة لمباريات الجولة الأولى    الإدارة الوطنية للتّحكيم تجتمع اليوم برؤساء أندية الرابطة الأولى    إيطاليا تفوز بكأس ديفيز للمرة الثالثة تواليا بتغلبها على إسبانيا    عاجل: دراسة صادمة ....أزمة القلب والجلطات المفاجئة تهدد الشباب    عاجل: ديوان الزيت يعلن موعد شراء زيت الزيتون من المعاصر    شنيا البرنامج الخصوصي استعدادًا لعيد الأضحى 2026...الي حكا عليه وزير الفلاحة    زيلينسكي يرد على "انتقادات ترامب" بأسلوب يثير التساؤلات    عاجل: تساقطات مهمة متوقعة بعد انخفاض مفاجئ في الطقس    التحقيق مع ابنة رئيس سابق من أجل هذه الشبهة..#خبر_عاجل    وزير الفلاحة: الترفيع في نسق وضع الاسمدة الى حوالي الف و 400 طن في مختلف جهات الجمهورية    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    في حقه مناشير تفتيش وبطاقة جلب... محاصرة بارون ترويج المخدرات في خزندار    عاجل/ مقتل هذا القيادي البارز في حزب الله اثر غارة اسرائيلية على بيروت..    عاجل/ ستشمل هذه الدول ومنها تونس: منخفضات جوية جديدة وطقس بارد بداية من هذا التاريخ..    تقرير أمريكي: ترامب يعتزم تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية والوثائق قيد الإعداد    الشكندالي: الأسر والدولة تستهلك أكثر مما تنتج... والنتيجة ادخار شبه معدوم    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    السبت مفتتح شهر جمادي الثانية 1447 هجري..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : سلاح «حزب الله»... ضمانة ردع... ضرورة بقاء
نشر في الشروق يوم 12 - 08 - 2025

يعيش لبنان الشقيق أياما حرجة على وقع قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله... وهو القرار الذي أحدث جدلا كبيرا في الساحة اللبنانية بين مؤيد لقرار الحكومة بحصر السلاح عند الدولة اللبنانية وبين معترض ومؤيد لموقف حزب الله الرافض لتسليم السلاح طالما استمر الاحتلال الصهيوني لنقاط في الجنوب اللبناني وطالما استمر التهديد الصهيوني للبنان عموما ولبيئة حزب الله خصوصا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت... وطالما استمر كذلك عجز الجيش اللبناني عن ردع التهديد الصهيوني وتأمين الحماية اللازمة والكافية لكامل الجغرافيا اللبنانية...
والواقع أن موقف الدولة اللبنانية الذي يعبّر عنه بالخصوص رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والذي يدفع نحو نزع سلاح حزب الله وحصر حمل السلاح عند أجهزة الدولة من جيش وأمن هو موقف معقول ويمكن الاصغاء إليه والقبول به في ظروف غير الظروف التي يعيشها لبنان ويعيش على وقعها الاقليم برمته... ذلك أن نتنياهو الذي أشعل المنطقة من غزة إلى الضفة ومنهما إلى لبنان وسوريا وصولا لإيران يرفع شعار تغيير خارطة الشرق الأوسط. بما يعنيه ذلك من تدمير دول وتحطيم كيانات وتغيير حدود وإعادة رسم جغرافية المنطقة وفق ما يقتضيه قيام ما يسمى «اسرائيل الكبرى» ووفق ما يقتضيه قيام «شرق أوسط جديد» من ظهور كيانات ودويلات قزمية على أسس عرقية وطائفية تدور في فلك الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي... وكذلك وفق ما تتطلبه هذه المقاولة الكبرى من تهجير للسكان ومن تبادل إجباري للمناطق... وكل هذه التداعيات والمخاطر لا تستثني بلدا في إقليم الشرق الأوسط برمته ولبنان تحديدا يقع في قلب هذه العاصفة ويقع بالكامل في مرمى وفي مجال تدحرج كرة النار التي سترسم بتدحرجها حدود «اسرائيل الكبرى» وملامح «الشرق الأوسط الجديد» كما تريدهما اسرائيل وحليفها الأمريكي... من هنا ألا يكون من قبيل الانتحار قبول لبنان بتسليم سلاح حزب الله وهو السلاح الوحيد القادر على الذود عن لبنان وإيلام الكيان الصهيوني وردعه ووقف اندفاعته نحو الساحة اللبنانية كمجال مشمول ب«اسرائيل الكبرى» وبما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»؟
نعرف أن الضغوط الممارسة صهيونيا وأمريكيا وحتى عربيا على الدولة اللبنانية كبيرة وكبيرة جدا. ونعرف أن كل السبل باتت تضيق أمام الدولة اللبنانية لدفعها دفعا للسير في سكة تجريد حزب الله من سلاحه وهو الشوكة الوحيدة الباقية في حلق الصهاينة وفي قدم الكاوبوي الأمريكي والذي يقضّ راحتهما ويهدّد بتقويض أحلامهما في رؤية علم «اسرائيل الكبرى» يرفرف على المنطقة من النيل إلى الفرات... وكذلك في رؤية شرق أوسط جديد يقوم وفق الخطوط التي رسمها برنارد لويس منذ عقود طويلة وظلت أمريكا تناور وتخاتل وتتصيّد الفرصة التاريخية لتحقيقها على أرض الواقع. لكننا في المقابل ندرك أن قدر لبنان هو أن يصمد في وجه هذه العاصفة مهما بدت عاتية ومهما حملته من مخاطر وتحديات للدولة اللبنانية ولكيان لبنان كدولة مستقلة في هذا الإقليم المضطرب... وسلاح حزب الله يمثل في هذا الإطار إحدى أكبر الضمانات وأهمها في الدفاع عن حاضر لبنان ومستقبله ومهما تصور الصهاينة والأمريكان أنهم أضعفوا الحزب في المواجهة الأخيرة وأربكوه باغتيال زعيمه الخالد الشهيد حسن نصر الله والعديد من قياداته فإن الحزب يبقى قادرا على الوقوف في وجه الهجمة الصهيونية الأمريكية وعلى إفساد الطبخة التي تعد للبنان وللمنطقة... لأنه لن يقاتل وحيدا إذا فرضت عليه المنازلة الكبرى هذه المرة.. بل إن محور المقاومة سيكون معنيا بهذه المواجهة لأنها ستكون معركة بقاء ومعركة مصير ومعركة حاضر ومستقبل وهذه المعركة تكسب بسلاح العزم والتصميم وبقوة الإرادة وبالقدرة على الصبر ومغالبة الصعاب.
من هنا فإن القبول بنزع سلاح حزب الله وتقليم أظافره وهو ما يرفضه الحزب جملة وتفصيلا سيكون أشبه شيء بالانتحار... وأشبه شيء بدسّ الرأس في الرمل في انتظار مرور عاصفة لن تمر إلا وقد اقتلعت في طريقها الكيان اللبناني ومزّقته إربا بين شريط تطلب اسرائيل ضمّه إليها وبين شريط تريد مقايضته مع الجولاني مقابل تخليه عن الجولان وعن الجنوب السوري... فهل يعقل وسط هذا المشهد الصاخب أن تسير الدولة اللبنانية في طريق نزع سلاح حزب الله؟ ألا تكون بذلك قد قدّمت رأس لبنان ورأس المقاومة على طبق من ذهب للصهاينة وللأمريكان؟
وختاما نذكّر من كانت ذاكرتهم ضعيفة أو داهمهم النسيان أن المقاومة الفلسطينية سبق وأن سارت في هذا الطريق وسلمت سلاحها وغادرت بيروت يوم 21 أوت 1982... يوم 16 سبتمبر (بعد أسابيع قليلة من تسليم السلاح) ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا التي قتل فيها حوالي 3500 مواطن فلسطيني... فهل يطلب من حزب الله وحتى بيئته المناضلة ورأس الحربة في مواجهة المخططات والهجمات الصهيونية والأمريكية القبول بتسليم السلاح والقبول بتعريض مئات آلاف اللبنانيين لمصير مشابه لمصير الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا؟
عبد الحميد الرياحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.