أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الإثنين، أنّ 114 شخصا بينهم 63 طفلا، قُتلوا في ضربات "عبثية" على مستشفى في جنوب كردفان في السودان الخميس الماضي، داعيا إلى وقف لإطلاق النار. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور على منصة إكس، نقلا عن نظام المنظمة لمراقبة الهجمات على الرعاية الصحية، إنّ "الضربات المتكرّرة في ولاية جنوب كردفان السودانية أصابت روضة أطفال، وثلاث مرات على الأقل مستشفى كلوقي الريفي القريب، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا، بينهم 63 طفلا، وإصابة 35 شخصا". في واحدة من أكثر الهجمات دمويةً ووحشيةً منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل/نيسان 2023، ارتكبت قواتُ الدعم السريع مجزرةً جديدة بحق السودانيين، حيث استهدفت مُسيّراتٌ تابعة لها روضةَ الأطفال بمنطقة كالوقي بولاية جنوب كردفان، مما أدى إلى مقتل 114 شخصًا، بينهم 43 طفلًا، و4 نساءٍ وعشرات المصابين، بحسب ما أفاد مسؤولٌ محلي لوكالة فرانس برس. وقال الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية، عصام الدين السيد، لفرانس برس في اتصال عبر ستارلينك، إن المسيّرة قصفت ثلاث مرات: «الأولى في روضة الأطفال ثم المستشفى، وعادت للمرة الثالثة فقَصفت والناسُ يحاولون إنقاذ الأطفال». وحمل قواتِ الدعم السريع وحليفتَها الحركةَ الشعبية لتحرير السودان – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو التي تسيطر على معظم كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق، مسؤوليةَ الهجوم. ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلبٍ من وكالة فرانس برس للتعليق. ومن الصعب التحقق من المعلومات الواردة من منطقة كردفان بشكل مستقل، بسبب القيود المفروضة على الوصول إليها واستمرار انعدام الأمن. وأفاد المسؤول المحلي بمقتل 80 شخصًا على الأقل، بينهم 40 طفلًا، فيما قدّرت وزارة الخارجية في الحكومة الموالية للجيش السوداني عدد القتلى بنحو 79 شخصًا، بينهم 43 طفلًا. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسف» إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أطفالٍ تراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات. وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان، إن «قتل أطفال في مدرستهم انتهاكٌ مروّع لحقوق الطفل»، وحثّ جميع الأطراف على وقف الهجمات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. من جهته، قال الاتحاد الإفريقي إن عدد القتلى تجاوز 100. وفي بيان نشره الأحد على منصة «إكس»، دان رئيسُ مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف «بأشدّ العبارات الممكنة الهجمات المروعة المبلّغ عنها» في كلوقي. وأعرب عن «صدمته إزاء الفظائع المتكررة والمتصاعدة المرتكبة ضد المدنيين في المنطقة». منذ أبريل/نيسان 2023، تسبّب النزاع في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليونًا، وب «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم، وفق الأممالمتحدة. وبعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور غرب السودان، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، نقلت قوات الدعم السريع هجومها شرقًا إلى إقليم كردفان الغني بالنفط والذي يضم ثلاث ولايات. وشهدت عملية الاستيلاء على الفاشر قتلًا جماعيًا واغتصابًا ونهبًا، وفقًا لمنظمات غير حكومية وشهادات ناجين. والخميس، أعرب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن مخاوف من «موجة جديدة من الفظائع». ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان في أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 269 مدنيًا على الأقل في غارات جوية وقصف مدفعي وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفقًا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان. ويرى محللون أن هجوم الدعم السريع في كردفان يهدف إلى كسر الطوق الدفاعي للجيش حول وسط السودان والتمهيد لمحاولة السيطرة مجددًا على المدن الكبرى، ومنها الخرطوم التي استعادها الجيش في الربيع. وعلى بعد مئات الكيلومترات غربًا، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تعرض إحدى شاحناته لهجوم الخميس قرب بلدة حمرة الشيخ في شمال دارفور. وقال البرنامج إن مقصورة الشاحنة دُمّرت وأصيب السائق بجروح خطيرة، مشيرًا إلى أنها كانت جزءًا من قافلة مكونة من 39 مركبة لإيصال الغذاء إلى أسرٍ نازحة من الفاشر إلى مدينة طويلة على بعد نحو 70 كيلومترًا غربًا. ودان المبعوث الأميركي إلى إفريقيا، مسعد بولس، الهجوم يوم السبت، وحثّ الجانبين على «وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق». واتهمت قوات الدعم السريع الجيش، يوم الجمعة، بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، لمنع مرور المساعدات. ولم يصدر أي تعليق عن الجيش بهذا الشأن. وأفادت مصادر محلية لوكالة فرانس برس، مشترطة عدم الكشف عن هويتها، بوقوع انفجار في أدري الجمعة، عازيةً ذلك إلى انفجار مستوعب بنزين أدّى إلى اشتعال النيران في مركبات. وفشلت حتى الآن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في السودان. والشهر الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيعمل على إنهاء النزاع بعد محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن تصريحاته لم تترجم حتى الآن في مبادرات ناجحة. الأخبار