أمام جمهور غفير، تم مساء أمس الاول في قاعة الفن الرابع بالعاصمة، الكشف عن «وصية» أولاد احمد التي «وكّلها» لعدد من المسرحيين الشبان، لتلاوتها بشكل فني مختلف. و»الوصية» في الواقع هي ديوان اعتبره أولاد أحمد كلمة أخيرة قبل الرحيل النهائي... وهي كذلك قصيدة الوداع ربما... وفي العرض، حاول المسرحي الشاب الشاذلي العرفاوي (مخرج المسرحية) رسم هذه المعاني، التي بدت في الاول واضحة نسبيا ومن خلال الموسيقى المختارة، ولو أنها غريبة عن الاطار الشعري لكتابات اولاد احمد، ولكن ما أن بدأ تجسيد المكتوب مع ظهور الممثل جمال المداني، حتى اختفت كل الاشارات، وتحوّل النص الى لغة التواصل الوحيدة بين العرض والجمهور... ورغم محاولات المخرج استحضار اشارات اضافية، بدا العرض موغلا في الرمزية الى درجة استحالة معها فهم العمل... كما أن قواعد المسرح ذاتها اختفت فلا حكاية أو خرافة، ولا شخصيات، ولا صراع، ولا بناء درامي، ولا اطار زماني ومكاني... كل هذه القواعد التي تحدد في الواقع مفهوم المسرح، غابت عن المتفرّج الذي تساءل في مناسبات عدّة: ما هذا؟ وعموما لم يتجاوز العرض والنص الشعري المكتوب الذي ربما فقد وضوحه، ولا ندري إن كان اولاد احمد فهم العرض أم لا، خصوصا وأن الذين توافدوا لاكتشاف العمل، جاؤوا لاجله.