في تطور مفاجئ للعلاقات السودانية البريطانية، وصل إلى لندن علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، في زيارة غير معلنة إلى بريطانيا حيث التقى، أمس، جاك سترو وزير الخارجية البريطاني وكلير شورت وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلاً على حدة. وتناولت محادثات النائب الأول للرئيس السوداني مع المسؤولين البريطانيين، تقدير السودان للدور البريطاني في عملية السلام في جنوب السودان، وأهمية استمرار هذا الدعم البريطاني في دفع جلسات التفاوض الدائر حاليا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق إلى الأمام. وأكد لهما المسؤول السوداني حرص الحكومة السودانية على التوصل لاتفاق سلام في جنوب السودان بنهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل. وجدد المسؤولان البريطانيان موقف بلادهما الداعم لعملية السلام في جنوب السودان وإرساء الاستقرار والأمن في هذه المنطقة المهمة في أفريقيا. وقد بحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك الإقليمية والدولية، وسبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي تطور آخر التقى علي عثمان محمد طه والتر كانستنير مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية في لندن، حيث ثمن النائب الأول للرئيس السوداني التطورت الإيجابية التي شهدتها العلاقات السودانية الأميركية في المرحلة الحالية، وأثرها الإيجابي على عملية السلام في السودان. واطلع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية النائب الأول على بدء الخطوات العملية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية سنويا. وقال الدكتور حسن عابدين سفير السودان لدى بريطانيا ل«الشرق الأوسط»: إن اللقاءات البريطانية التي أجراها النائب الأول لرئيس الجمهورية كانت لقاءات إيجابية، حيث جدد خلالها وزير الخارجية البريطاني ووزيرة التنمية الدولية البريطانية مواصلة بريطانيا جهودها لدعم عملية السلام والحفاظ على قوة الدفع الحالية للتوصل إلى اتفاق سلام في نهاية يونيو من العام الحالي. وأضاف الدكتور عابدين أن الوزيرة شورت جددت التزام بريطانيا بتقديم دعم للسودان في مرحلة ما بعد السلام، يساعد في عملية إعادة الإعمار في جنوب السودان، واعدة أن بريطانيا ستساهم من خلال رئاستها للمجموعة الخاصة بمساعدة السودان في إعفاء ديونه الخارجية كشكل من أشكال دعم مرحلة ما بعد السلام في جنوب السودان. وأشار السفير السوداني إلى أن هذه اللقاءات ركزت على ضرورة بذل المزيد من الجهود في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين