بقلم: محمد علي الجامعي (مدنين) السؤال المطروح اليوم سواء على الرئيس الامريكي بوش، او على غيره هو: ماذا يعني بوش بدولة فلسطينية؟ كل ما يعنيه بوش من بعد دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل لا يعني شيئا، وهو هراء في هراء ما لم يوضح ويحدّد ملامح وزمن انبعاث هذه الدولة، او الخلية اذ نرى في تصريحاته واشاراته تضاربا وفي اقواله تراجعا. ففي ولايته الاولى حدّد بعث هذه الدولة ب 2005 ورسم لها ملامح وحدودا تضمنتها خريطة الطريق، وفي بداية ولايته الثانية والاخيرة سكت عن خريطة الطريق، ومدّد في اجل بعث هذه الدولة ب 2009 . والمتتبع للأحداث والمحلل لما يجري داخل إدارة بوش وخارجها وللتحولات، والتغيرات يلمح لا محالة نوعا من الجدية في كلام بوش، حتى وان كانت تصرفات اسرائيل في مواصلتها للقمع والقصف والاغتيالات والمداهمات وعمليات تجريف المزارع وهدم المنازل لا تطمئن. ولا شك ان هذه المرحلة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني بعد وفاة ياسر عرفات دقيقة، وخطيرة ومعها كذلك الادارة الامريكية المنشغلة بحرب العراق، وانتخابات العراق، التي لم يحن وقتها لأن بوش يرغب في اجرائها على اساس (اعطني قرطلتي ما عيني في عنب) وعلاوي حصل في الفخ كالمنجل في القلة والمقاومة زادت في تنظيم صفوفها، والارهاب الذي تمارسه اسرائيل محسوب على العرب، اضف الى ذلك النوايا الاسرائيلية واصدقاؤها العرب الذين يحاولون ايجاد حكومة فلسطينية ذوق (9) بدلا من ذوق 18 وكلها عوامل جعلت بوش يفكر هذه المرة في الاصغاء الى بعض الذين يشيرون عليه بانجاز بعث الدولة الفلسطينية التي يريدها البعض اي الحكومة الشبه القرضائية، العلاوية، ال /ال / الخ. ومن هنا فإن المطلوب من الفلسطينيين ان يختاروا الافضل والأسلم، اي توحيد صفوفهم واعتمادهم على انفسهم والابتعاد عن الفوضى والانزلاق، لأنهم جربوا العرب اكثر من نصف قرن، وان نجاحهم يكمن في تماسكهم باعتبارهم ادرى بشعابهم. وحتى وان بقي بوش في حيص، بيص، فالمستقبل في صالح الشعب الفلسطيني الذي اعطى المثل الرائع في التضحية والفداء، والصبر، وان بوش اخذ من الدروس ما يكفي سواء في العراق او في الفيتنام قبلها، وفي افغانستان وامريكا التي تسيطر على ادارتها الصهيونية، سيأتي اليوم الذي تجد نفسها فيه مضطرة لمد الايدي الى اصدقائها، وحلفائها وان غدا لناظره قريب حتى وان كان حاليا كل شيء مجهول.