ثلاث حالات نفسية وسلوكية نقترحها عليكم من خلال هذا العدد الجديد من العيادة النفسية ويتولى الأستاذ منذر جعفر مختص في العلاج النفسي والسلوكي تحليل هذه الحالات وتقديم الحلول الناجعة لعلاجها. **الحالة الأولى لدي طفلتان أحداهما في التاسعة وتعاني من اعاقة جسدية تمنعها من المشي والأخرى في السابعة من عمرها سليمة العقل والجسد لكنها عدوانية جدا وتكره أختها الكبرى بشكل غير طبيعي واذا طلبت منها أن تقدم خدمة صغيرة لأختها كجلب ماء لها ترفض بشدة قائلة أتمنى أن أراها ميتة! وفي المدرسة لا تعترف الصغيرة بأختها المعاقة وتتهرب منها وكأنها لا تعرفها، أرادت أختها الكبيرة أن تلعب معها وأعطتها لعبة مثلا تأخذها منها باشمئزاز قائلة «ان هذه اللعبة لم تعد نظيفة ويجب التخلص منها ولا تستعمل أي شيء من بعدها سواء منشفة أو أغراض خاصة أخرى وتدعي بأن أشياء أختها متسخة دائما ولا بد من تنظيفها كما تحاول قدر الامكان ابعاد الناس عن اختها وتقريبهم منها أريد أن أعرف لماذا تكرهها الى هذه الدرجة مع أنني لا أفرق بينهما في التعامل؟ * حياة ... (المهدية) * الحل يحدث بين الأطفال الكثير من مظاهر الغيرة رغبة من الطفل في الاستئثار بحب وعطف وحنان الوالدين ويلجأ الطفل الى بعض من السلوكات الخاطئة رغبة منه في الحصول على الاهتمام والرعاية ا لمطلقة من الوالدين وفي هذه الحالة نجد الابنة الصغرى تحاول تعويض عدم اهتمام والديها بها من خلال سلوك عدواني تجاه أختها المعاقة لأنها ترى أن هذه الأخيرة تستحوذ على اهتمام الأم نتيجة لما تعانيه من تبعات الاعاقة وهذا السلوك في حقيقته ما هو إلا محاولة من جانب الابنة الصغرى للفت انتباه الأم اليها والحصول على كل الحنان والعطف والرعاية وترى في أختها منافسة لها في الحصول على ذلك. ومن هنا فالابنة الصغرى بحاجة الى رعاية من نوع خاص يتمثل في الاهتمام بها وعدم الاهتمام المفرط بالابنة المعاقة أمامها كي لا يزيد لدى البنت الصغرى الشعور بالكراهية تجاه أختها المعاقة وأنصح الأم بمراجعة اختصاصي علاج سلوكي يساعدها في تعديل مظاهر السلوك العدواني لدى الابنة ا لصغرى. **الحالة الثانية بلغ طفلي الخامسة من عمره وألاحظ أنه كثير الحركة ويحب اللعب دائما ورغم أنني أشاهد أطفالا من العائلة من نفس عمره تقريبا لكنهم يهدأون بعد فترة بينما أراه يلح عليهم بالاستمرار هل هذه حالة طبيعية وما هي نصيحتكم؟ * رجاء (باجة) * الحل : يمتاز الطفل في هذه السن خاصة الذكور منهم بكثرة الحركة وحب اللعب وهم عادة يفضلون الألعاب الخشنة التي تعتمد على الركض والقفز كما يحبون ايقاع أنفسهم مما يحقق لهم مزيدا من البهجة اعتقد أنها حالة طبيعية اذا لم ترافقها أعراض أخرى كعدم سيطرة الطفل على خطواته مثلا أو حركاته أو كان ضعيف التركيز من الناحية الذهنية. أما فيما عدا ذلك فالطفل يمكنه أن يبقى في حركة دائمة خاصة أثناء اللعب لمدة ساعتين متواصلتين وربما أكثر ولا تنسي أن غذاء طفلك يلعب دورا في هذه المسألة اذا ثبتت الدراسات أن الأطعمة السريعة والحلويات تمنح الأطفال سعرات حرارية هائلة بحيث تزيد من طاقتهم مما يدفعهم لا شعوريا لصرفها، وهذا ينتج لديهم المزيد من الحركة. حاولي أن تعيدي برمجة غذاء طفلك وتخفضي من كميات الحلوى والسكر التي يتناولها أما بالنسبة للأطعمة السريعة المليئة بالدهون فقد أكدت دراسات موثقة أنها تنشط لدى الأطفال بعض الهرمونات التي تشجع بدورها على العنف كما أن بامكانك تشجيع طفلك على ممارسة العاب تتطلب هدوءا وتركيزا ذهنيا حتى يتخلص من التوتر والحركة الزائدة. **الحالة الثالثة أعاني من عدم انسجام حياتي الجنسية مع زوجي فهو يتهمني بالبرود لكن في حقيقة الأمر فإن الخجل يجعلني لا أتفاعل معه كيف يمكنني تجاوز هذا المشكل. * سارة (تونس) * الحل يمكن القول ان الرجل يبحث دائما عن نساء العالم في امرأة واحدة ولذلك وجب عليك أيتها الأخت أن تتبعي اسلوب التجديد في جميع شؤون حياتك فالرجل يسعد لرؤية زوجته بهية جميلة شعرها طويل مرة وقصر مرة أخرى وقد تجذب هذه لأمور الرجل بكل قوة تجاه المرأة لاحساسه دائما بالكفاية في زوجته فهي تتزين وتتهيأ له ويحقق هذا التقارب بالضرورة انسجاما نفسيا وذهنيا ويخلق انسجاما جنسيا وعاطفيا. كما أن ضرورة الابتعاد عن الخجل في العلاقات الزوجية الخاصة يعني التفاهم والانسجام بين الزوجين.