ثلاث حالات نفسية وسلوكية نوردها في هذا العدد الجديد من العيادة النفسية يتولى الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي شرحها وتحليلها وتقديم الحلول المناسبة لها. ** الحالة الاولى : لاحظت منذ مدّة غير قصيرة أن ابني البالغ من العمر 10 سنوات يفضل الجلوس وحيدا وعندما اسأله، يقول انه يشعر براحة. وقد شجعته مرارا ليلعب مع اطفال الجيران او يلاعب اخته الصغيرة (عمرها 4 سنوات) لكنه يفضل الجلوس دائما في غرفته. هل هذه حالة نفسية تتطلب العلاج لانني خائفة جدا عليه، علما بأنه مؤدب ولا يظهر عليه أي سلوك غير طبيعي. * زينة (المحمدية) * الرد : من الواضح ان ابنك يتصف بهدوء الطبع فليس كل الاطفال، كما نعلم متشابهين، فهناك الطفل الهادئ او الحيوي او البطيء الخ... كما من المهم ان تعلم كل أم ان لكل طفل من أطفالها طباعه الخاصة او بالاحرى طبعه الاساسي الخاص ومن خلال معرفتها هذه تنمي لديه جوانب ايجابية. فللمثال لا يمكن في هذه الحالة ان انصحك مثلا بتشجيع طفلك على الالتحاق بفريق رياضي فقد يمكن ان نصل الى ذلك تدريجيا لكن يفضل الآن تشجيع طفلك لاكتشاف هواياته. وشجعيه على ان يحكي لك ما يحبه وما يتمناه وابتعدي تماما عن السؤال المباشر: لماذا تحب ان تجلس وحدك؟ وفي مرحلة ثانية شاركيه اهتماماته من خلال تشجيعه على ان يحدّثك عما قرأه او يسمعه وتبادل النقاش مما سيسعده. تبقى ملاحظة اخيرة وهي انه ربما يعاني من غيرة نفسية من شقيقته الصغيرة فحاولي في هذه الحالة ان تطلبي منه بعض المساعدات على فترات متباعدة. وشجعي ابنتك الصغيرة على اظهار صحبتها وتعلقها به من خلال بعض الهدايا واللعب. ** الحالة الثانية: أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري طيب القلب واحترم الصغير والكبير ومشكلتي تتمثل في شعوري بالخجل الشديد من كل شيء لانني حتى عمري 15 لم اخالط الناس. ونتيجة خجلي اصبحت مصابا بالاغماء المفاجئ ذهبت الي طبيب فاعلمني انني خال من العلل ونصحني بالذهاب الى مختص نفساني وبالفعل زرت الطبيب ووصف لي علاجا وادوية لكن الامر ظل على حاله فماذا أفعل للتخلّص من هذه الحالة. * سمير (سيدي دواد) * الرد : القلق والاكتئاب والخجل ليست من الامراض التي لا يمكن علاجها بل العكس فإنه من الممكن علاجهما وبنجاح كبير ومن الممكن للانسان ان يسترجع راحة باله وهدوءه النفسي متى ما تمكن من علاج هذه الاضطرابات النفسية «القابلة للعلاج». وخيرا فعلت عندما لجأت الى الطبيب النفسي لمعالجتك وارجو أن لا يكون العلاج مقصورا على معالجة الامراض فقط وانما يجب أن يصاحب العلاج الدوائي علاج نفسي لمعرفة مصادر القلق والاكتئاب لديك، وكذلك التعرف الى طريقة تعاملك مع الامور المختلفة في الحياة وطريقة تفكيرك وتحليلك هذه الامور بالتالي تحديد نقاط الضعف والقوّة في ذلك ومساندتك ودعمك لتبني اساليب جديدة لتساعدك على التغلب على قلقك وكآبتك وخجلك. ** الحالة الثالثة : انا شابة متزوجة منذ ثلاثة اعوام مشكلتي تتمثل في حالة الفتور التي اصابت حياتي الزوجية بعد ولادة طفلي الاول حيث هجرني زوجي الى اصدقائه واهمل طفله مما جعلني اعيش حالة من العزلة والانفراد علما وانني ربّة بيت وليس لديّ صديقات فقد كرهت حياتي ولا اعرف كيف أتمكن من استرجاع زوجي. * سارة (رفراف) * الردّ : إذا صدق ظني فان انضمام زوجك الى مجموعة اصدقاء هو هروب من المسؤولية وعليك ان تغوصي في ماضيه لكي تعرفي اذ كان الهروب صفته متأصلة فيه أم أنه يهرب من حياته الزوجية لأن ثمّة اشياء سببت له احساسا بالخذلان؟ وحتى تقاومي احساسك بالعزلة عليك تنظيم حياتك بشكل افضل وتعرفي على صديقة حديثة العهد بالامومة مثلك وشاركيها في مشاوير السوق او في الزيارة تبادل الخبرات. وحاولي التقرب اكثر من زوجك واقترحي عليه أن يمضي بعض الوقت مع اصدقائه في البيت وليس خارجه، حتى يستأنس ببيته ويتراجع تهافته على البقاء في الخارج.