ارتفعت حصيلة الزلزال المدمّر الذي ضرب عرض المحيط الهندي الأحد الماضي إلى نحو 75 ألف قتيل وأكثر من 30 ألف مفقود وسط تحذيرات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن تتعدى الحصيلة 100 ألف قتيل ومن انتشار الأوبئة بسبب صعوبة وصول فرق الإغاثة إلي بعض المناطق النائية التي طالتها كارثة المد البحري. وحسب حصيلة مؤقتة ارتفعت حصيلة الزلزال إلى نحو 75 ألف قتيل منهم أكثر من 37 ألف في أندونيسيا حيث وصلت فرق الإنقاذ إلى بلدة ميلابو على الساحل الغربي لإقليم اتشه لتكتشف هناك أكثر من 3 آلاف جثة وأنّ الطوفان دمّر قرى بأكملها. وقال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن حصيلة المد البحري في المحيط الهندي قد تتعدّى 100 ألف قتيل إضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى وملايين المشردين. وتسعى فرق من أنحاء العالم في واحدة من أكبر عمليات الإغاثة في التاريخ إلى تقديم المساعدات ومنع انتشار الأوبئة الفتاكة في المناطق المنكوبة. وأعلنت 30 دولة على الأقل إضافة إلى منظمات دولية إرسال طائرات ومواد إغاثة وفرق متخصّصة تعمل على توسيع المساعدات وإعادة مياه الشرب والخدمات الصحية لتفادي كارثة صحية قد يفوق أثرها خسائر زلزال «تسونامي». وتواجه فرق الإغاثة صعوبات جمّة تشمل ضعف الإمكانات المحلية بالدول المنكوبة وتدمير معظم الطرق والجسور في مناطق مثل شرق سريلانكا وجزر نيكوبار الهندية النائية وإقليم آتشه شمال أندونيسيا. ومع تحوّل الكثير من القرى الساحلية والمنتجعات إلى مجرّد أنقاض مغطاة بالطين وانتشار الرائحة الكريهة للجثث المتحلّلة أصبح من العسير على المعدات الخاصة برفع الأنقاض ودفن الجثث التحرك بسهولة. ولجأت فرق الإنقاذ إلى دفن الجثث في مقابر جماعية لتفادي الأوبئة الفتّاكة دون انتظار التعرف على الهويات أحيانا. وقال جيف ديك مدير برنامج الأممالمتحدة للغذاء العالمي في سريلانكا نحن قلقون على وجه الخصوص إزاء سكان المناطق الساحلية النائية التي يصعب الوصول إليها لأن الكثير من الطرق والجسور دمّرت. وأضاف ديك مازالت خطوط الاتصال تمثل مشكلة كبيرة إضافة إلى سدّ الكثير من مسارات نقل الإمدادات اللازمة لإيصال المساعدات. وتابع ديك قوله مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ وتقديم المساعدات الطبية إلى الضحايا فإن المساعدات الغذائية لمن فقدوا منازلهم ومقتنياتهم خلال الدمار ستكون أكثر إلحاحا. وذكرت الأممالمتحدة أنها بصدد إطلاق ما قد يكون أكبر نداء لجمع تبرعات في تاريخها لمواجهة أكبر جهود إغاثة وأكثرها كلفة كما يسعى الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى جمع أكثر من 44 مليون دولار. وتوجّه أسطول دولي من السفن البحرية والعسكرية والطائرات المستأجرة إلى الدول المتضررة من موجات المد لتسليم مئات الأطنان من الأغطية البلاستيكية للتخلص من الجثث والخيام والأغذية والمعدات الصحية. وعلى الساحل الجنوبي لتايلاندا عملت فرق الإنقاذ التايلاندية والألمانية إلى جانب متطوعين محليين على انتشال الجثث بالطرق اليدوية خشية انهيار المباني في المنتجعات. وقال مراسلون صحفيون في سريلانكا إن روائح الجثث المتعفنة تنتشر في محيط القرى المنكوبة في حين تخلو بعض المستشفيات من مبرّدات حفظ الجثث وعجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إلى بعض المناطق النائية. وحذّر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) من أن ملايين الأشخاص قد يصابون بأمراض خطيرة إذا لم تتخذ إجراءات بأسرع وقت ممكن لتوفير مياه الشرب النقية. وأوضحت مديرة الصندوق كارول بيلامي أن المياه الراكدة تمثل خطرا مماثلا لموجات المدّ مشيرة إلى أنّ أكثر من ثلثي ضحايا الزلزال من الأطفال. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من جانبها من أن عدد ضحايا الأوبئة والمجاعات المتوقعة في المناطق المنكوبة قد يفوق عدد ضحايا المد. وأعلن برنامج الغذاء العالمي أنه سيحتاج إلى جمع نحو 30 مليون دولار لمواجهة آثار الكارثة.