حوار : ممدوح محمد علي حول أبرز القضايا الخاصة بالسينما العربية في أكثر من مجال حاورت «الشروق» الناقد المخضرم علي أبو شادي رئيس المركز القومي للسينما، ورئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر وفيما شارك في فعاليات مهرجان القاهرةودبي وتابع عن قرب أحداث مهرجان مراكش دعا إلى تأسيس لجنة تابعة لجامعة الدول العربية لفض اشتباكات «التوقيت» بين المهرجانات العربية، وأكد أبو شادي ل»الشروق» أن إسرائيل تنتهك كافة الاتفاقات الدولية وتعرض الأفلام العربية في القنوات التلفزيونية بها بعد أن رفضنا بيع ذاكرة وتاريخ الأمة لها كما أكد أن جهاز الرقابة على المصنفات يتابع أي تمويل أو عمل مشبوه يهدف إلى التطبيع مع إسرائيل واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدّه وأشاد أبو شادي بالسينما التونسية وقدم تحليلا «وافيا» للأفلام التي شاركت في مهرجان القاهرة الأخير وقال إن السينما التونسية لها بصمة متميزة في تاريخ السينما العربية وفيما يلي نص الحوار: * هناك اتهام موجه إلى الرقابة على المصنفات الفنية في مصر بأنها توافق على أفلام سينمائية مشبوهة الأهداف وذات تمويل صهيوني.. كيف ترد على ذلك؟ وظيفة الرقابة الأساسية هي مراعاة المعايير والقيم الأخلاقية الموجودة في المجتمع فإذا ظهر أن هناك أفلام لا تتفق مع ذلك يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أما ما تقول عنه من إنتاج الأفلام المشبوهة التي تدعو إلى التطبيع والترويج لإسرائيل فيكون لنا تحفظات عليها من جانبنا تظهر في حينها حال ثبوت أي توجه في ذلك الاتجاه. * بمناسبة إسرائيل.. ما هو موقفكم من عرض بعض الأفلام المصرية في قنوات التليفيزيون الإسرائيلي؟ بالقطع هذه الأفلام مسروقة ويتم إذاعتها عنوة وتتجاهل القوانين الدولية الخاصة بالمصنفات الفنية وليس لنا أي دخل في تسويق هذه الأعمال بهذه القنوات فنحن لا نبيع تاريخنا السينمائي الكبير والذي لا تعوضه أي أموال، فالسينما هي ذاكرة الأمة فكيف يمكن أن نفرط في تاريخنا. * لقد حضرت فعاليات مهرجان القاهرة السينماڈڈئي الدولي ثم مهرجان دبي... ماهو تقييمك لإقامة ا لمهرجانات السينمائية في توقيت متزامن «القاهرة.. دبي... مراكش» وهل ولت أيام «القاهرة» السينمائية؟ المهرجان الذي يهدد مهرجان القاهرة هو مهرجان مراكش بالتحديد وليس دبي رغم أن تمويل الأول ضخم ويصل إلى 6 ملايين يورو والثاني 6 ملايين دولار، وسواء كان الغالب اللغة الفرنسية في مراكش أو الانقليزية في دبي إلا أنهما لا يستطيعا تقديم مهرجان سينمائي دولي ناجح، ويبقى مهرجان القاهرة السينمائي رغم قلّة إمكانياته هو المهرجان الحقيقي ويكفي أنه يعد واحدا من المهرجانات القليلة المعترف بها في العالم وأضف إلى ما سبق أن مهرجان دبي بتمويله الضخم ليس سوى مهرجان تجاري للدعاية والتسويق. وأتمنّى في كل الأحوال أن يكون هناك مهرجان للسينما في كل بلد عربي حتى نستطيع مجاراة السينما الغربية والعمل بما يتفق مع قيمنا وحضارتنا وأقترح في هذا الصدد تشكيل لجنة عربية لتنظيم وإقامة المهرجانات تكون تابعة لجامعة الدول العربية حتى لا يحدث تشابك في توقيت المهرجانات. * من خلال خبراتكم كناقد مخضرم ومسؤول عن جهاز مهم في الحقل السينمائي كيف تنظرون إلى السينما في تونس وما هو تقييمكم لها؟ السينما التونسية لها خطوات مهمة في السينما العربية، وهي بلا شك سينما متميزة وقد لفت انتباهي فيلم «الأمير» الذي شاركت به تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الأخير، وهو كوميديا واقعية وشاعرية راقية ترسم لوحة فنية للعلاقات الاجتماعية في تونس المعاصرة وأنا أرى أن امتلاك تونس للعديد من مواقع التصوير أهلها لتقديم نوعية من الأفلام العربية المتميزة والدليل على ذلك اشتراك تونس في أربعة أفلام في قسم السينما العربية الجديدة الذي أقيم على هامش مهرجان القاهرة وكانت أكثر الدول العربية مشاركة مقارنة بالجزائر «فيلمين» والبحرين «فيلم» ولبنان «فيلمين» والمغرب ثلاثة «أفلام»... ونظرا لاهتمامي بالسينما التونسية فأستطيع أن أذكر لك الأفلام السينمائية التي شاركت في ذلك القسم وهي «رقصة ا لريح» من إخراج الطيب الوحيشي وهو فنان قدم للسينما العربية مجموعة من الأفلام المهمة مثل «ظل الأرض» و»مجنون ليلى» و»عرس القمر» أما الفيلم الثاني فكان «باب العرش» من إخراج مختار العجيمي وقد تابعت من قبل أفلامه التسجيلية في مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتليفزيون ويعد ذلك الفيلم أول أفلامه الروائية. أما الفيلم الثالث فهو «أوديسة» من إخراج ابراهيم باباي وهو فنان له تاريخ، والرابع والأخير «دار الناس» من إخراج الفنان محمد دمق وهو فنان ومخرج بارع ودراس ولاشكّ أن مجموع هذه الأعمال لاقى نجاحا «جماهيريا» في مصر وكذلك من جانب النقاد ويمكنني أن أقول أن هناك خطوات ناجحة للسينما التونسية وإضافات قدمتها للسينما العربية لا يمكن إلا التسليم بما قدمته والإشادة بما حققته.