أحلى ما في بطولتنا الوطنية لكرة القدم انها تعيش على ايقاع أكبر البطولات العالمية... وآخر دليل على ذلك توقّفها عن الحركة تماما كما تفعل البطولات العالمية... وكأن هذا البلد يعيش ازمة ثلج او كارثة مناخية لا قدّر الله لتمدّ بطولتنا «الاربعة» او كأن لاعبينا «الكبار» تعبوا جراء ماراطون المباريات والمشاركات على اكثر من صعيد لنضمن لهم عطلة شتوية كما نفعل مع التلاميذ والطلبة فتستلقي بطولتنا على ظهرها طلبا للراحة مع «جُملة» البطولات العالمية... وقد يذهب بكم الأمر الى الشك بأن هذه الراحة مردّها العناية بالمنتخب... لا... حاشى وكلاّ... فالمنتخب بريء مما تظنّون والامر لا يتعلق به المسكين والدليل ان المدرب الاول (لومار) بطّال برتبة خمسة نجوم... والمدرب الثاني (معلول) كره البطالة واختار ان «يحلّل» ما يقبضه فاختار النادي الافريقي... ليكبر السؤال بداخلنا (والغريب ان لا شيء يكبر فينا غير السؤال وارقام الكريدي) الى أين تحملنا هذه البطالة الكروية ومن المستفيد منها... ولماذا نفرضها على الاندية في زمن لا تريدها ونرفض لها مطالب اخرى للراحة والاستعداد عندما تكون حقّا في مهمّة وطنية للدفاع عن شرف الكرة التونسية والى متى ستظل الامور على هذه الحال التعيسة؟ أول سؤال يتبادر الى الذهن يخص المشاركة التونسية في الكأس العربية، فبعد انطلاقة النادي البنزرتي امس في قلب الجزائر يأتي اليوم الدور على فارس العرب النادي الصفاقسي الذي قد تكون جميع سهامه موجهة الى هذا اللقب الذي سبق ان جلبه من اذنيه منذ اقل من عام وعاد به من ارض لبنان رغم انف اكثر من طرف... وحواره اليوم مع الزمالك لن يكون عملية قيصرية لاستئصال الحلم الصفاقسي او خدش كرامة هذا الفريق الذي دوّخ العرب من المحيط الى الخليج بقدر ما هو عملية لتقويم الاعضاء قبل استفحال الداء... فالنادي الصفاقسي فارس أصيل وثابت على حلمه ونوعية الدروس الكروية التي يقدمها لكنه في كل مرّة يخرج عن السطر ويحيلنا على الخوف على مصيره رغم ان منافسه اليوم يمرّ بفترة «عبث» وازمة نتائج وجاء الى صفاقس باحثا عن قشة أمل يتمسك بها قبل ان يغرق ويأخذه التيار بين المحيط والخليج. النادي الصفاقسي قادر على طمس الحلم الزملكاري في اي وقت ليضمن لنفسه مقعدا مريحا في الدور القادم وهو نفس الحلم الذي يتقاسمه مع النادي الافريقي خاصة أنه تجمعهما اكثر من نقطة التقاء اولها ان المنافس مصري... وثانيها مطاردة الحلم العربي... ورغم ان الجميع يستشهدون بغياب خبرة الافارقة بمثل هذه التجارب العربية الا ان التاريخ لا ينسى ايام العز عندما كان الافريقي يصول ويجول مع الكأس المغاربية (أو ليست عربية؟) يوم كانت الفرق تقاس بعرق رجالها لا بمناصبهم... يومها كان لنا النادي الافريقي يمشي ذهابا وايابا ولا يردّ له طلب ولا يقدر اي كان على «تكسير» الكلمة البيضاء والحمراء... وبالتالي ليس جديدا على هذه القلعة الكروية ان تحشر أنفها هذا العام في بطولة العرب ما دامت تتمتع ب «تاريخ كبير» وحاضر حالم بقيادة مدرب يملك ادوات الاقناع والامتاع اسمه نبيل معلول يقود مجموعة من اللاعبين مسنودين الى جمهور من ذهب أمنيته الاولى هذا العام القبض على عروس العرب... الافريقي سيخرج على الاسماعيلي عشية اليوم بملعب المنزه وكأنه لم يأكل أبدا من صحن الانتصارات... فانتظروا الاعصار الاحمر والابيض... انه قادم حسب تقديرت «الرصد الكروي»... * سليم الربعاوي ---------------------------------------------------------------- الأرقام تشهد: الإفريقي والصفاقسي بملاحظة «كويّس جدا» أمام المصريّين * في الخزانة العربية للفرق التونسية 8 ألقاب عربية وهي كأس الأبطال (4) وكأس الكؤوس (3) والكأس الممتازة التي رفعها الترجي الرياضي مرة واحدة ومثل هذه المعدلات الجيدة ترشح فرسان تونس للتراهن دوما على الألقاب ولغة التاريخ تؤكد نجاح الافريقي والصفاقسي عربيا. * ففريق باب الجديد هو أول من تحصل على كأس الأبطال وكأس الكؤوس العربية في تونس حيث رفع سنة 1995 بسوسة كأس الكؤوس بعد فوزه على النصر الاماراتي 1/2 والاتحاد السوري 0/1 وفي النهائي أزاح شقيقه النجم الساحلي بفضل الهدف الذهبي لنبيل معلول مدربه الحالي. وفي دورة 1997 لكأس الأندية البطلة تحصل الأفارقة على التاج بعد مسيرة بطولية فرض خلالها أبناء باب الجديد لونهم أمام أندية من الحجم الثقيل مثل الهلال السعودي والأهلي المصري والنادي الصفاقسي وتلمسان الجزائري وكان التتويج مجددا بفضل الهدف الذهبي للمهاجم جمال ليمام أمام الأهلي المصري. **الصفاقسي فوق الجميع * النادي الصفاقسي شكل علامة متلألئة ومضيئة في سماء الكرة العربية فهو أول فريق تونسي يرفع كأس الأبطال في مناسبتين (2000 و2004) كما نال شرف الحصول على أول لقب للأندية البطلة في نسخته الجديدة بعد مسيرة بطولية في العام الفارط حيث لعب 17 مقابلة حقّق خلالها 9 انتصارات و6 تعادلات مع هزيمتين وسجل هجومه 30 هدفا وهذه المسيرة الكاملة لصاحب التاج الأخير: النادي الصفاقسي أهلي بن غازي 1/3 ثم 2/2 النادي الصفاقسي الترجي الرياضي 1/0 ثم 1/3 النادي الصفاقسي اتحاد البليدة 2/2 ثم 0/1 النادي الصفاقسي الزمالك 3/1 ثم 0/2 النادي الصفاقسي اتحاد جدة 1/1 ثم 1/2 النادي الصفاقسي أهلي جدة 1/1 ثم 1/1 النادي الصفاقسي الاسماعيلي 0/4 ثم 0/3 النادي الصفاقسي الزمالك 0/2 ثم 1/2 النادي الصفاقسي الاسماعيلي 0/0 ثم 3/4 ض. ج. **سيطرة واضحة على الفراعنة * في الدورة الفارطة فرض النادي الصفاقسي سيطرة مطلقة على الأندية المصرية حيث فاز على منافسه الحالي الزمالك 3 مرات وانهزم معه مرة واحدة وألحق بالاسماعيلي المصري هزيمتين لم يسبق له أن تكبّد مثلها في تاريخه إذ فاز عليه ذهابا وإيابا 0/4 و0/3 وتعادل معه في النهائي 0/0 وفاز عليه بضربات الجزاء وقبل فوزه بأول كأس عربية للأندية سنة 1995 فاز النادي الافريقي على الأهلي المصري 1/4 والمحلة في نصف النهائي 0/1 كما انتصر على الأهلي المصري في نهائي 1997 بفضل الهدف الذهبي لجمال ليمام. الصفاقسي للتأكيد والإفريقي للتدارك * سيعمل النادي الصفاقسي على الانفراد بكرسي الطليعة من خلال فوزه على الزمالك المصري حيث سبق للزمالك الفوز على مولدية الجزائر 0/5 كما انتصر النادي الصفاقسي في الجولة الافتتاحية على الكويت الكويتي 0/1، أما النادي الافريقي فإنه انهزم في الجولة الأولى بالمملكة العربية السعودية أمام الهلال السعودي 1/3، وسيعمل على التدارك أمام الاسماعيلي المصري الفائز في الجولة الفارطة على الفيصلي الأردني 1/2.