كشف تقرير صحفي أمريكي النقاب عن سعي وزارة الدفاع الأمريكية إلى تشكيل فرق اغتيالات من القوات الخاصة لاستهداف قادة المقاومة العراقية في استراتيجية جديدة تقوم على أساليب استخدمت ضد المقاتلين اليساريين في أمريكا الوسطى قبل 20 عاما. وذكرت مجلّة «نيوزويك» الأمريكية في عددها الصادر أمس أن مسؤولين في البنتاغون باتوا يدرسون إمكانية تدريب العراقيين على شنّ عمليات على أهداف محدّدة ضد قادة المقاومة في العراق. وأوضحت المجلّة أن هذه الاستراتيجية أطلق عليها اسم خيار سلفادور في إشارة إلى العمليات شبه العسكرية التي استهدفت في السلفادور (أمريكا الوسطى) المتمردين اليساريين في الثمانينات في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن. ونقلت الصحيفة عن عسكري أمريكي قوله إن الجميع متفقون على أنه لا يمكن الاستمرار على هذا الوضع في العراق. وأضاف العسكري الذي لم يكشف هويته علينا أن نجد وسيلة لمهاجمة المتمردين فنحن في وضع دفاعي حاليا ونواجه خسائر. وأوضحت المجلة نقلا عن عسكريين مطلعين على هذا الشأن أن من بين المقترحات إرسال فرق من القوات الأمريكية الخاصة للمشورة والدعم وربما لتدريب فرق عراقية من مقاتلي البشمركة الأكراد وعناصر الميليشيات الشيعية لاستهداف المقاومين السنة. وأضافت المجلّة أن هذه الفرق ربما تعمل عبر الحدود مع سوريا مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت التوجيهات ستشمل اغتيالات وعمليات خطف وإرسال الأشخاص المستهدفين إلى أماكن سرية لاستجوابهم. وأشارت المجلّة إلى أنّ مصادر البنتاغون شدّدت على أنه لم يتم اتخاذ قرار بإطلاق تلك الفرق الخاصة. وقالت المجلّة كذلك إن السفير الأمريكي الحالي في العراق جون نيغروبونتي كان يشغل المنصب نفسه في هندوراس في أمريكا الوسطى في الثمانينات حيث كان يشرف على تكوين وحدات خاصة للقضاء على المتمردين. وكانت مجموعات شبه عسكرية تدعمها الولاياتالمتحدة استهدفت في السلفادور المتمردين على النظام في الثمانينات من القرن الماضي وكذلك أنصار ومؤيدي اليسار. وحسب المجلة الأمريكية فإنّ عددا كبيرا من المحافظين في الإدارة الأمريكية اعتبروا هذه الاستراتيجية ناجحة رغم الخسائر البشرية الكبيرة. ويعدّ اللجوء إلى مثل هذه الخيارات إقرارا صريحا بقوة المقاومة وبعجز جيش الاحتلال الأمريكي عن تحمّل ضرباتها الموجعة. وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن المؤسسة العسكرية الأمريكية فكرت في إنشاء ما أسمتها ب»فرق الموت» لملاحقة رجال المقاومة في العراق. وتوفّر مثل هذه الخطة على الجيش الأمريكي الالتحام المباشر برجال المقاومة كما تؤكد وجود نوايا حقيقية في إشعال حرب أهلية في العراق عبر تحريض الشيعة والأكراد على ضرب السنة.