أول أمس لم يكن عاديا في حياة أكثر من ألف عائلة تونسية أحلامها بسيطة وأمانيها لا تتعدى فرصة تشغيل لواحد من أفرادها ولا تتجاوز تثبيته في موطن رزق! وعندما كان اتحاد الشغل يمضي اتفاقية مع شركة تونس الجوية تقضي بترسيم وادماج كل المتعاقدين السنويين والموسميين كانت أكثر من عائلة تونسية تمضي اتفاقية مماثلة مع فرح وسرور بلا حد وتلغي اتفاقية مع قلق وهواجس حول مستقبل غير مضمون! وهذا انجاز وأي انجاز هو أضلعه ثلاثة : الرئيس زين العابدين بن علي الذي جعل من التشغيل أولويته المطلقة والذي خصه بعناية يومية متواصلة منذ الندوة الوطنية الاولى حول التشغيل في سعي منه لمحاصرة غول البطالة وما يعنيه. الطرف النقابي الذي بلا شك تناول الملف بجدية وواقعية وبهدوء خصوصا حتى تحقق الطلب العسير وجاء الحل. إدارة تونس الجوية التي لم تسلّم للصعاب رغم كثرتها والتي استطاعت ان تجد الخيط، خيط الحل داخل مفارقة صعبة، الحفاظ على التوازن المالي للمؤسسة من جهة وعلى التوازن الاجتماعي داخلها. وهكذا عادت البسمة الى شفاه أكثر من ألف عائلة وهكذا تحقق الانجاز الصعب داخل الصعاب وبعد لقاءات كثيرة جمعت رئيس الدولة بالمسؤولين الاول عن ادارة تونس الجوية. فكانت تلك المتابعة سببا للذي تبع.