تزور المدينة العتيقة تلاحظ انها أصبحت مزيجا بين منتوجات تقليدية تونسية وأخرى افريقية اذ تحضر التماثيل والأقنعة والطبول الافريقية... فهل شكلت هذه المنتوجات عنصر اثراء أم ساهمت في القضاء على خصوصية فضاء المدينة العتيقة؟ «الشروق» زارت تجار «المدينة» ورصدت آرائهم حول الموضوع: السيد بكار جعيلان يعمل في تجارة المصنوعات التقليدية منذ ما يزيد عن 38 سنة أكد ان هذه السلع الوافدة والتي يأتي بها التلاميذ والطلبة الافارقة وبعض العائلات الافريقية المقيمة في تونس تزاحم المنتوج التونسي ولكن تظل منافسة غير متكافئة على اعتبار ان منتوجنا التقليدي له تميزه وجودته الخاصة، ويضيف: «المشكل لا يكمن في المنافسة بقدر ما يكمن في طبيعة المكان وحرمته وخصوصيته فمن شأن هذه السلع الوافدة من البلدان الافريقية ان تقضي على هذه الخصوصية». على خلاف ذلك لا يجد السيد كمال (تاجر) في وجود منتوجات افريقية كالطبول والاقنعة والتماثيل تهديدا لخصوصية السوق فمثل هذه المنتوجات كما يقول تلقى رواجا لدى السائح الاجنبي وهي بوجودها تضفي على المكان طابعا خاصا وتجعله غنيا بالمنتوجات زاخرا بمختلف انواع السلع التي يطلبها الحرفاء. وهذا التكامل بين منتوجات تقليدية وأخرى وافدة من البلدان الافريقية وخاصة من السينغال وكينيا والكوت دي فوار يعتبره السيد عبد الفتاح بركاتي وهو تاجر يعمل بالاسواق منذ حوالي 9 سنوات ضروريا على اعتبار ان لكل منتوج حرفاءه الخاصين به فالتماثيل الافريقية يقتنيها السائح في الغالب للديكور او قصد تقديمها هدية لاحد اصدقائه عند عودته لبده. أما الحريف التونسي فانه لا يجد لذّة في شراء مثل هذه المنتوجات لانه يتشاءم منها لكنه يستمتع بشراء الزربية والصناديق القديمة «العربي» والشيشة والفخار وغيرها من المنتوجات التقيدية. أكثر من ذلك بعض التجار يعتبرون المنتوجات الوافدة من الادغال الافريقية عنصر اثراء فالسيد محمد (تاجر) يرى ان من شأن هذه المنتوجات ان تخلق «ديكورا» جديدا وتبعث روحا جديدة وهو أمر قد يُسهم بدوره في تنشيط الحركة خاصة في فصل الشتاء حيث يقل عدد السواح الاجانب ونجد صعوبة في جلب الحرفاء. وبهذه المنتوجات الافريقية جلبنا حرفاء جددا هم في الغالب من فئة الطلبة والتلاميذ. * رضا بركة