تواجه الصناعات التقليدية بعض الصعوبات تتلخص أساسا في تراجع الاقبال على المنتوج التقليدي وعدم مسايرته للعصر والمنافسة «الشرسة» من طرف أسواق شرق آسيا. «الشروق» اتصلت بعدد من الحرفيين للحديث عن ملامح الأزمة وأسبابها. يُحدّد السيد البشير الغرياني أحد الحرفيين المختصّين في صناعة الشاشية وهو يعمل في القطاع منذ أكثر من 40 سنة أهم الصعوبات قائلا: «المهنة تحتضر واضطر البعض من الحرفيين الى اغلاق محلاتهم في «سوق الشواشين» بسبب تراجع الاقبال على المنتوج وانخفاض نسبة المبيعات بالاضافة الى ارتفاع أسعار «الصوف» الذي يتم استيراده من فرنسا كما أن الأزمة المالية ألقت بظلالها ولو بشكل غير مباشر وساهمت في تدعيم أزمة الصناعات التقليدية بصفة عامة». السيد عبد الرزّاق كاهية، أمين صناعة الشاشية، بسوق الشواشين أفاد قائلا «تعود أزمة صناعة الشاشية الى عدم استقرار الطلب من طرف الأسواق الخارجية وخاصة أسواق الدول الافريقية والمنافسة غير النزيهة من قبل الدخلاء الذين يسعون الى ترويج «الموكات» على حساب الشاشية. كما أن الأزمة هي نتاج غلاء المواد الاولية وخاصة «الصوف» وارتباطها باستقرار العملة. أحد الحرفيين المختصين في صناعة الفخّار أكد بدوره قائلا: «نواجه منافسة كبيرة من السلع الوافدة من أسواق شرق آسيا، كما أن الحريف التونسي لا يحرص على شراء المنتوج التقليدي فثقافة الاقبال على المصنوعات التقليدية غير متأصّلة لديه هذا اضافة الى تعمد بعض الوسطاء الى خطف السائح وحرصهم على تغيير وجهته الى أسواق أخرى بالتعاون مع بعض الأدلاء. وباحساسه بالاستياء يبرز السيد عبد الوهاب بوخريص وهو حرفي في مصنوعات النحاس حجم أزمة المنتوجات التقليدية قائلا: «في ظرف سنوات قليلة ارتفعت أسعار الكيلوغرام الواحد من مادة معدن النحاس وهي من المواد الاولية من 6800 مي الى أكثر من 16800 مي وهذا الارتفاع المذهل ضاعف من تكلفة الانتاج وأثر سلبا على قيمة الارباح خاصة في ظل محدودية القدرة الشرائية للسائح الذي أصبح أكثر تقشفا خاصة بعد تأثير الأزمة المالية. كما أن بعض الأدلاء في السياحة يعمدون الى اختطاف السائح وتحويل وجهته نحو فضاءات تجارية أخرى بتعلّة ارتفاع اسعار المنتوج التقليدي داخل أسواق المدينة العتيقة. وللنهوض بالصناعات التقليدية وهي القطاع الذي يُشغل حوالي 350000 حرفي أي حوالي 12٪ من اليد النشيطة ويُساهم ب 4.2٪ في الناتج الداخلي الاجمالي وب 2.7٪ من قيمة الصادرات الجملية للبلاد تم ضبط عدّة برامج وحوافز. وتتمثل أهم انجازات هذا القطاع سنة 2009 في احداث حوالي 6470 مؤسسة حرفية باستثمارات تقدّر ب 16.5 مليون دينار ساهمت في احداث 7830 موطن شغل. كما شهد القطاع خلال نفس السنة إحداث عدد من القرى الحرفية الجديدة بكل من باجة وفرنانة فضلا عن الشروع في اعداد الدراسات الفنية الخاصة ب 7 قرى بولاية قفصة و5 قرى بولايات زغوان وقبلي والقصرين وقابس والقيروان الى جانب استكمال الجزء الاول من مشروع «سجنان» قرية حرفية واصدار دليل شراء الزربية ومواصلة انجاز محاور استراتيجية للنهوض بقطاع الصناعات التقليدية في أفق 2016.