قرار الجامعة التونسية بإمهال النوادي التي لم تقم بتسوية وضعياتها المالية إزاء هذا الهيكل الى غاية الجمعة 7 جانفي 2005 للايفاء بتعهداتها قبل اتخاذ قرار التجميد أعادنا الى أرشيف شروق الرابطات لنكتشف معلومة مفزعة مفادها أن عشرات النوادي انحلت واندثرت. ولو أن عددا منها حافظ على أنشطة الاصناف الصغرى التي في ظل غياب الطموحات لم يعد لنشاطها أي معنى. منذ مواسم قليلة كان عدد الفرق الصغرى التي كانت تنشط بالشرفي والقسمين الاول والثاني سابقا والتي جمّعت بالقسم الشرفي في 8 رابطات وبقسم أول وحيد برابطة تونس 2005. هذا العدد تقلص وأصبح 118 فريقا والعدد مهدد بالنقصان. وإذ لم يتمكن مسيرو النوادي التي لم تتمكن من الايفاء بالالتزامات المالية من الاستجابة لنداء الجامعة، ولم تتراجع هذه الاخيرة في قرارها، سيصبح عدد الفرق وقتها مائة فحسب وليكون نصف الفرق قد اندثر. لكن في انتظار «آخر قرار» يمكن التأكيد على أن 82 فريقا أصبح في خبر كان. وهاكم البرهان والدليل من خلال هذه القائمة الاسمية في فرق الاكابر التي غابت عن الوجود بحكم غياب الدعم والموارد وعدم مراعاة إمكانياتها وظروفها. 1 رابطة تونس والوطن القبلي: جمعية بن خلدون نادي البلديين جمعية حي هلال نادي حي التحرير شبيبة الحرايرية نادي الوردية نادي الراسينغ الخليدية الرياضية جمعية جعفر جمعية الانطلاقة نادي سيدي ثابت جمعية المنيهلة نادي رواد نادي سيام الملعب الزغواني اتحاد السيجومي اتحاد العمران الاعلى. 2 رابطة الشمال الشرقي ببنزرت: جمعية وادي مليز جمعية فرنانة جمعية نفزة أمل بلاط جمعية البطان جمعية عمدون مرجان طبرقة جمعية بن بشير. 3 رابطة الشمال الغربي بالكاف: كسرى الرياضية جمعية بورويس جمعية نبر ترجي حيدرة اتحاد قلعة سنان. 4 رابطة الوسط بسوسة: الثريات الرياضية نادي المسعدين منصورة الكنايس مستقبل عين جلولة النجم السعيدي هدف عين الرحمة بعث بوحجلة اتحاد فندق الجديد نصر الله الرياضية أمل كندار اتحاد الشبيكة نادي هرلة مستقبل السبيخة أمل تازركة شبيبة المعمورة اتحاد منزل تميم. 5 رابطة الوسط الشرقي بالمنستير: بنبلة مشعل الساحلين كوكب منزل النور فتح منزل كامل نادي برق بني حسان بعث بنان أهلي بوحجر نادي منزل حمزة جمعية سيدي نعيجة شبيبة معتمر نادي هيبون بعث عميرة التوازرة نادي شراحيل اتحاد سيدي عامر جمعية البرادعة نصر طوزة أمل منزل حرب نادي الهدادرة نجم زاوية قنطش. 6 رابطة الجنوب بصفاقس: جمعية قرقنة أمل شربان أولمبيك منزل شاكر نهوض المزونة جمعية بئر علي بن خليفة نجم السلطنية نادي الشعال جمعية الكتاتنة. 7 رابطة الجنوب الشرقي بقابس: جمعية مطماطة اتحاد آجيم نادي بئر لحمر أولمبيك غنوش مستقبل حاسي عمر. 8 رابطة الجنوب الغربي بقفصة: برق حامة الجريد اتحاد منزل بوزيان سد تمغزة شبيبة ماجل بلعباس. 82 ناديا لو أحصينا عدد المجازين بها لوجدنا أكثر من 10 آلاف مجاز لا يمكن بأية حال من الاحوال أن لا يكون من بينهم نجوم لو أحطنا بهم واحتضناهم ولم نقم بوأدهم كرويا وهم في عمر الزهور. ومن لا يعترف بهذا التمشي يكون قد تجنى وأنكر عن تربتنا العزيزة قدرتها على إنجاب الابطال والنجوم في مختلف ربوعها وأعماقها. وللذين يشككون في ذلك عليهم بنبش الغبار عن الذاكرة واستعراض أسماء اللاعبين من نجوم تونس الذين ولدوا ونشأوا بهذه الفرق الصغرى. وحتى لا نطيل الكلام أسأل من أين أتى طارق ذياب وحاتم الطرابلسي وزبير بية وغيرهم كثير. أليسوا من إنتاج النهر الذي يوجد فيه ما لا يوجد بالبحر؟ إذن فلماذا تسكت جامعتنا عن اندثار 82 فريقا؟ ولماذا تصرّ على التعامل بلغة العصا الغليظة في تعاملها مع الفرق الضعيفة التي لا حول ولا قوة لها وتهددها بالحكم بالاعدام إن هي لم تدفع ما عليها وحتى خطايا التأخير وكأن جامعتنا الموقرة أصبحت قباضات مالية. «الشروق الرياضي» وفي اطار حرصها الشديد على خدمة القطاع الرياضي ولايمانها العميق بحق شباب تونس الاعماق في النشاط وحتى تبقى البسمة على شفاه مئات الالاف من أحباء هذه الفرق المغمورة التي يرون ذاتهم وذاكرتهم وذكريات طفولتهم وصباهم في ذاك الشعار الذي تجسمه الفرق الصغيرة والضعيفة والتي يتصفحون الجرائد علهم يعثرون على أثر يؤكد ذاتهم بين كبار النوادي التي تعيش في الترف وتستقطب اهتمام الجميع دون ان تلتفت الى صغار القوم الا للانقضاض على لاعب تحصل عليه بلا مقابل. وبعد صدور تهديد الجامعة اتصلنا بعدد من رؤساء هذه الجمعيات في العديد من الرابطات لنجدهم جميعا في حالة طوارئ وكأنهم ينتظرون تنفيذ الحكم. فكان «الروبرتاج» التالي : * السيد جلال القرواشي (رئيس البرق التستوري) : في الوقت الذي تهددنا فيه الجامعة بالدفع او الحل أقيم كرئيس جمعية بمصحة استشفائية بجبل الوسط بعد تعرضي لحادث مرور يوم أكتوبر الماضي وأنا بصدد النشاط الرياضي. والأكيد ان اقامتي بالمصحة لا تساعد حتى زملائي رغم ما يبذلونه من جهد على جمع الموارد، وكنت انتظر موقفا من أعضاء الجامعة خاصة واننا دفعنا قسطا من الديون، وأطالب بجدولة الديون واعادة النظر في طريقة التعامل والعمل على ايجاد حل يخفف عنا هذه المصاريف التي لا قبل بنا بها. * السيد محمود عبود (رئيس الملعب القفصي) : انها معاناة وقرار الجامعة لم يراع مطلقا ما نعانيه من مشاكل وما نواجهه من صعوبات. فحتى المؤسسات بالجهة توجه مساعداتها كليا الى القوافل بينما تبقى بقية الفرق بلا دعم، نحن نقوم بتأطير مئات الشبان في اطار العمل الجمعياتي. واذا واصلت الجامعة تعاملها بهذا الشكل فالأجدى ان تتحول النوادي الى خلايا للمؤسسات ويصبح التعامل بمفهوم تجاري. * السيد المنصف السديري (رئيس جمعية مستقبل لالة) : من المؤسف جدا ان تقرر الجامعة تجميد نشاطنا، فقد علمت انه حتى ولو سوينا وضعيتنا المالية فلا يمكن لنا ان نعود للنشاط على اعتبار ان الديون المتخلدة من الموسم الماضي، نحن ننتمي الى مدينة تعد 20 ألف ساكن وليست بها مؤسسات صناعية. وبما ان الجامعة تنظر الا بالمنظار المادي فعليها ان تعلم أنها حرمت مئات الشباب من النشاط والاحباء من حقهم في امتلاك جمعية رياضية، لقد راسلنا الجامعة ونرجو ان تتراجع في قرارها. * السيد وحيد دبش (رئيس جمعية أمل حفوز) : القرار فاجأنا والجامعة مدعوة لمراجعته وامهالنا الى نهاية مارس فنحن نعول على منحة البلدية لا غير. والبلدية لا يمكنها تنزيل المنحة الا خلال شهر مارس، فما نرجوه هو ان تراعي الجامعة ظروفنا وتعفينا من جانب من هذه الديون وتمكننا من دفع الباقي بالتقسيط.* السيد فتحي مصدق (رئيس اتحاد جرجيس) : القرار لا يخدم القطاع الرياضي، فنحن مازلنا ننتظر منحة البلدية ودعم الولاية. كاتبنا الجامعة وطالبناها الاعفاء او الامهال، ونرجو ان يكون القرار الجديد يهدف الى مساعدة النوادي. الجامعة طالبتنا بمبلغ 2310د ولو تدري جامعتنا ما نصرفه لأعفتنا. * السيد حمادي شنيور (رئيس وداد المحرس) : نحن كناد صغير نعاني من انعدام الموارد وكثرة المصاريف وزادت الجامعة الطين بلة حيث أقرت عدم صلوحية ملعبنا وأجبرتنا على اللعب بصفاقس، وهو ما يكلفنا مصاريف اضافية لا قبل لنا بها، فما كان علينا الا ان جمّدنا نشاط فريق الاكابر. هذا الفريق الذي وقف في الموسم الماضي طيلة شوط كامل في تصفيات الكأس الند للند مع النجم الساحلي ولم تكتف الجامعة بهذا القرار فها هي تهددنا بالتجميد بما يعني اندثار نادينا وحرمان شباب المدينة من النشاط. * السيد توفيق بن عبد الله (رئيس نادي جبنيانة) القرار صارم جدا ولم يراع ظروف النوادي الضعيفة. امكانياتنا محدودة. ارجو التمديد في مدة الامهال الى ما بعد شهر مارس واعتماد التقسيط واعضائنا من الخطايا. * السيد الحبيب بوروبة (رئيس كوكب سوق الاحد) هذا القرار قاس حيث لم يكن رحيما بنا فنحن جمعيات صغرى نعيش من المنح التي تأتينا من المؤسسات الادارية والجامعة تعلم ان الميزانية مغلقة. ولا يمكن لأي جهة ان تسعفنا فإما ان ننتظر الجامعة حتى حلول مرحلة الاياب واما اننا نحرم 130 شابا من النشاط. * السيد احمد زيان (رئيس النادي الحزقي) من الغريب ان تقع معاملة جمعيات صغرى بهذا الشكل. فنحن في بلدة صغيرة عدد سكانها 5 آلاف، لا توجد بها بلدية ولا مؤسسات، نعيش على تبرعات الأهالي ونسعد بتأطير مجموعة من الشباب. الجامعة تطالبنا بمبلغ 3320د والحال اننا لم نقتن التجهيزات الى حد الآن وننشط بالقديم المتهري. * السيد الحبيب القصير (رئيس اتحاد قصور الساف) الحمد لله اننا سوّينا وضعنا في الايام الماضية ولم تعد تؤرقنا هواجس التجميد لكن رغم ذلك فإننا نواجه صعوبات مالية لأن الوثائق مؤجلة وقد لا نتمكن من الايفاء بالتزاماتنا في الموعد المحدد، وعلى الجامعة ان تعيد النظر وتساعد النوادي الصغرى. * الاستاذ منير العيوني (رئيس وداد الحامة) قرار الجامعة قرار مجحف، فهي تراعي الجمع بنفس المقاييس وكأنها لا تعلم ان عديد النوادي توجد بمناطق لا توجد مؤسسات تدعمها فمداخيل الوداد الى حد الآن لم تتجاوز مبلغ 4750د من بينها 2000د مقابل تفريطنا في لاعب للاتحاد الرياضي بتطاوين. وهل يعلم اعضاء الجامعة ما يلزمنا من مصاريف أسبوعية؟ فمثلا دفعنا في الاسبوع الماضي اكثر من الف دينار مقابل تحول اصنافنا الى دوز للعب هناك والأكل دون اعتبار المستلزمات الاخرى من اجور المدربين والتجهيزات الرياضية. ونحن امام اختيارين، فإما خلاص الجامعة او ايقاف نشاطنا. لقد دفعنا من جيوبنا الكثير ليتواصل نشاطنا، والجامعة لم ترحمنا رغم ان لديها عديد الحلول. * السيد عبد الواحد قدور (رئيس السهم الرياضي بزرمدين) بالرغم من ان جمعيتنا ليست معنية بهذا القرار فإن الجامعة مدعوة الى مراجعة مواقفها من التعامل حاليا مع الفرق الصغرى. فهي تفرض علينا دفع مبلغ 200د عن كل لقاء نجريه بقواعدنا بحجة مقابل استغلال الملعب وهي تدرك ان لا مداخيل لنا من اللقاءات فلترسل الجامعة او الرابطة من ينوبها لقطع التذاكر وستحتفظ بما تجنيه ولا نطالبها بشيء. بل نحن على استعداد بتكريم من ترسله. نحن نعيش معاناة يومية واسبوعية فالى جانب توفير اعتماد التجهيزات من ازياء وأدوية واجور المدربين والتنقلات واقتناء الاجازات واوراق التحكيم نبقى تحت طائلة عقوبات خطايا عدم الحضور في الاجتماعات الاخبارية والمسيرين الذين تقع الاشارة اليهم وعقوبات التأخير. فالوضع خطير ان لم تقع اعادة النظر في هذه المعاملات. هذه آراء عدد من المهددين وغيرهم والاكيد ان كل مسيري النوادي الصغرى يقاسمونهم نفس الرؤى فلماذا لا يقع تنظيم ندوة وطنية تتناول الموضوع بعمق، لعلها تجد بعض الحلول.
