بيلباو الشروق من مبعوثنا الخاص نور الدين بالطيب في قاعة تتسع لستمائة متفرج قدم الفنان جمال قلة في الساعة السادسة والنصف من مساء الاربعاء 19 نوفمبر في قصر المؤتمرات بمدينة بيلباو الاسبانية عرضا موسيقيا أثار اعجاب الجمهور الاسباني الذي قاطعه بالتصفيق أكثر من مرة رغم عائق اللغة... جمال قلة الذي انقطع منذ سنوات عن الحفلات الفنية واستطاع أن يقدم عرضا فنيا ناجحا جمع فيه بين الارتجالات على آلة العود وأداء مجموعة من القصائد التي لحنها شعراء تونسيون وعرب كما لم ينس أن يغني للشيخ إمام وشقيقه الهادي قلة. قدم جمال قلة قصيدة «الحجر» لأولاد أحمد وإن يجيء قبل صياح الديك موتي لمحمد الغزي وغنى من شعر محمود درويش وقدم تحية للفنان الشيخ إمام بأدائه لأغنية : الخط دا خطي وتحية للهادي قلة بأداء أغنية «إلى طغاة العالم» لأبي القاسم الشابي. العرض الموسيقي الذي قدمه قلة نال الكثير من اعجاب الجمهور الإسباني الذي حضر بكثافة لهذا العرض في قصر المؤتمرات بوسط مدينة بيلباو عاصمة مقاطعة الباسك وأكد أن هذا الفنان له الكثير من الامكانيات في العزف على آلة العود والتلحين من خلال تعامله مع الشعر أساسا. أما العرض الثاني لمساء أول أمس الاربعاء فكان في مسرح كاليا اذ قدم محمد بكري من فلسطين مسرحية «المتشائل» وهي موندراما عن رواية «المتشائل» لأميل حبيبي وهذا العرض يقدمه البكري دون انقطاع منذ سنة 1976 وهو يعكس المأساة الفلسطينية وخاصة لفلسطينيي المناطق المحتلة في 1948 اذ يعانون التمزق الحاد بين هويتهم الفلسطينية ووضعهم الاداري كمواطنين اسرائيليين يعانون من العنصرية والعدوان على كيانهم الروحي والوجداني. بعد هذه المسرحية عرض البكري فيلم «جنين جنين» الذي فضح فيه المذبحة التي ارتكبها جنود شارون في مخيم «جنين» وهي المذبحة التي لا تريد اسرائيل أن يراها العالم بل لا تريد حتى للإسرائيليين أن يرونها وعلى اثر العرض المسرحي والشريط الوثائقي تحدث عدد من الجمهور الإسباني مع محمد البكري الذي استطاع أن يصل بهذا الشريط الى اختراق الدعاية الاسرائيلية في أوروبا التي تصور العرب كارهابيين وتنزه اسرائيل عن الجريمة رغم ارتكابها منذ سنة 1948 للجريمة المنظمة وارهاب الدولة. هذه العروض العربية تابعتها القناة الأولى للتلفزيون الاسباني التي أجرت حوارات مع البكري والجعايبي حول المسرح العربي وقضاياه ورؤيتهم للعلاقة مع أوروبا واسبانيا تحديدا.