اعتبر السينمائي الفلسطيني محمد بكري مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية موفقة حيث حظي فيلمه القصير "قطرة" من بطولة ابنيه صالح وزياد بإقبال جيد من الجمهور التونسي ورغم عدم تتويج عمله أكد محدثنا أنه راض بما قدمه كما يرى أن الفيلم المتوج "حياة قصيرة" يستحق التانيت وكشف محمد بكري أنه يقيّم أعماله ذاتيا ويعترف بأن الجانب التقني ينقص انتاجاته بسبب ضعف الإمكانيات المالية وافتقاره لجهة ممّولة. وللتذكير فإن محمد بكري من أكثر السينمائيين تتويجا في أيام قرطاج السينمائية حيث سبق أن حصد جوائز عن شريطه الوثائقي "جنين جنين" وفيلمه التسجيلي كذلك "من يوم ما رحت" إضافة إلى شريط رشيد مشهراوي "عيد ميلاد ليلى" الذي قدم فيه دور البطولة. وعن مستوى تنظيم المهرجان التونسي وتقييمه لأعمال المشاركة بيّن محمد بكري أنه على عكس البعض لا يمكنه التهجم على أيام قرطاج السينمائية ووصفها بالفوضى من منطلق أنه ضيف مبجل في أغلب دوراتها ولم يجد فرقا كبيرا بين مستوى تنظيمها في السابق واليوم مشيرا إلى أن انعقادها بعد الثورة في حد ذاته انجاز كبير. وصرّح السينمائي الفلسطيني أن انتقاد البعض لرسائله الفنية والسياسية ضمن شريطه "قطرة" من منطلق تأويلها بأنّها تدعو للتعايش السلمي مع الاسرائليين لا يعنيه إيمانا منه بأنه يقاوم على طريقته ويحترم طرق مقاومة غيره من الفلسطينيين والعرب. وأضاف محدثنا في هذا السياق أنه يحارب الفكر والثقافة الصهيونية من داخل أراضي 48 ويتعرض لكل أنواع الضغوط ومع ذلك لم يتنازل عن مبادئه التي عبر عنها في أفلامه ومسرحياته. وشدد محمد بكري على أن الفن والفكر قادران على خدمة ايا الشعب الفلسطيني لكنه من الفنانين الذين يفضلون طرح أفكاره بصور ومشاهد تقترب من الواقع المعاش بعيدا عن المباشرتية والطرح الممزوج بالسياسي أكثر من الفني وفي هذا الإطار أوضح محدثنا أنه لم ينتقد فيلم "مملكة النمل" لشوقي الماجري على مستوى الإخراج وإنما لم يستسغ السيناريو واعتبره لا يخدم القضية رغم أن كاتبه فلسطيني. وعن المطلوب من السينما الفلسطينية اليوم حتى تكون مرآة لشعبها لفت محمد بكري الانتباه إلى أن العالمية هي غايتنا حتى نقدم الصورة الحقيقية لفلسطين مبينا أن ضعف التمويل والحصار الاسرائلي من العوائق الكبيرة أمام الفن السابع في فلسطين مشيرا إلى أن الإمكانيات البشرية من ممثلين وتقنيين وكتاب سيناريو متوفرة دون الحديث عن الواقع الحامل لمواضيع الساعة. على صعيد آخر، انتقد السينمائي الفلسطيني محمد بكري ما يحدث في غزة في أيام العدوان وحمّل حماس مسؤولياتها التاريخية معلقا على هذه الأحداث بأن "الدين لله والوطن للجميع" معبرا عن عدم ثقته في كل سياسي عربي يتخذ من الدين تعلة للحكم. وعن موقفه من الثورة التونسية، قال بكري أنه استقبلها بدهشة وفرح وزيارته لبلادنا خلال أيام قرطاج السينمائية أكدت له أن الشعب التونسي مرتاح لقرراه بإسقاط النظام السابق حيث لاحظ البشاشة على الوجوه على عكس زيارته السابقة التي أوحت له بتعب وألم التونسيين لكنه استدرك قوله بأن النخبة التونسية عليها إدراك ضرورة وقوفها لكل من يحاول السيطرة على مكاسبها وحرياتها وضد فرض الرقابة على الإبداع والفكر بعد ثورة طالبت بالحرية. وأثنى المخرج والممثل الفلسطيني على أداء ابنه صالح في فيلمه "قطرة" في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة بأيام قرطاج السينمائية وفي شريط "لما شفتك" لان ماري جاسر في مسابقة الأفلام الطويلة في التظاهرة نفسها وأكد أنه يفتخر بموهبته كفنان فلسطيني محترف لا لأنه ابنه خاصة وأنه لم يفرض الفن على أبنائه الأربعة وإنما اختاروا طريقهم بإرادتهم.. مضيفا:"لقد تفوق علي يكفيه أنه شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي أربعة مرات في مقابل ذلك لم أدخل منافسات هذا المهرجان العالمي سوى مرة واحدة." تجدر الإشارة إلى أن الفنان محمد بكري درس المسرح والأدب العربي واشتهر خاصة على الركح بعمله "المتشائل" الذي قدم من خلاله أكثر من ألف عرض مسرحي كما شارك في عدد من الأفلام العالمية منها شريط "The lark farm ".