لمحادثة المربي صغاره فائدة عظمى، لتعليمهم آداب الحديث، فبذلك ينمو عقل الصغير، وتتوسع مداركه، ويزداد رغبة في الكشف عن حقائق الأمور، ومجريات الأحداث. كما ان ذلك يكسبه الثقة في نفسه، ويورثه الجرأة والشجاعة الأدبية ويشعره بالسعادة والطمأنينة، والقوة والاعتبار، مما يعده للبناء والعطاء، ويؤهله لأن يعيش كريما شجاعا، صريحا في حديثه، جريئا في طرح آرائه. ومع أهمية هذا الامر وعظم فائدته إلا ان هناك تقصيرا كبيرا فيه، فكثير من الناس لا يأبه بمحادثة صغاره ولا يلقي بالا لتعليمهم عن أسئلتهم اذا هم سألوا، بل ربما كذبهم اذا أخبروا، ونهرهم ،أسكتهم اذا تكلموا وهذا من الخلل والتقصير، فهذا الصنيع مما يولد الخوف في نفس الصغير، كما يورثه التردد والذلة، والمهانة، والخجل الشديد، وفقدان الثقة بالنفس. بل قد يعجز عن الكلام وقد يصاب بعيوب النطق من فأفأة وتمتمة، ونحوها. فيحسن بالمربين والآباء اذا خاطبهم الصغار ان يقبلوا عليهم، وأن يصغوا الى حديثهم، وأن يجيبوا عن أسئلتهم وان ينأوا عن كل ما يشعر باحتقار الصغار وازدرائهم. تخفيف حدة الشهوة وقد جعل النبي ص الصوم للشباب وجاء أي مخففا من حدة الشهوة في قوله ص »يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء» متفق عليه ذلك ان الصوم يكسر حدة شهوة النكاح. وكثير من الناس الآن يصومون لكنهم لا يجدون لهذا الصيام أثر لتخفيف حدة الشهوة وذلك أنهم لم يذوقوا الم الجوع والعطش والتعب، بل ظلت نفوسهم متعبة بالشهوات وأنّى لهم أن يتركوها.