تمّ مؤخرا في باجة احالة عامل بمحطة بنزين على أنظار احدى المحاكم المختصة بعد اتهامه بالاستيلاء على بعض مداخيل المحطة. وحسب محضر الباحث الابتدائي فإن الشاب المتهم تجاوز عقده الثالث بقليل ويعمل بإحدى محطات بيع البنزين انتدبه صاحب المحطة منذ سنوات وأعجب بنشاطه وحسن تعامله مع الحرفاء. كان الشاب يعيل إخوته الذين يزاولون تعليمهم بالمرحلة الابتدائية والثانوية فهو أخ لستة أطفال، انقطع عن التعليم منذ سن مبكرة وتكفل بتوفير لقمة العيش لأمه واخوته بعد موت أبيه وقد صار لاحقا مشرفا على المحطة يجمع الأموال ثم يحاسب رئيسه ويعود الى منزله قرير العين راضيا عن تفانيه في عمله، تواصل على هذه الحال سنوات ولكن في المدة الأخيرة تغير حاله وأصبحت تصرفاته محل شبهة، فقد أصبح يغادر المحطة في أوقات العمل دون تحديد وجهته، وتراجعت تبعا لذلك مداخيل المحطة بشكل ملحوظ مما جعل رئيسه في العمل ينشغل بالأمر دون اشعاره حتى ضبطه في احدى السيارات المعدّة للكراء وإلى جانبه حسناء، تساءل المؤجر عن مصدر الأموال فساورته الشكوك وهو الذي يعلم علم اليقين أن مرتب الشاب لا يغطي مصاريف عائلة كبيرة العدد ثم عاد مسرعا الى المحطة ومكث هناك يراجع حسابات بيع البنزين فتفطن الى وجود وصولات بيع غير مسجلة بدفتر الحسابات اليومية. وبعودة الشاب الى مكان عمله فوجئ بوجود مؤجره فبدت عليه علامات الاضطراب والارتباك ولم يقو على الإجابة وعند تفتيشه حجز بجيبه مبالغ مالية تتجاوز المداخيل اليومية للمحطة المصرّح بها، عندئذ تحوّل صاحب المحطة الى مركز الأمن الوطني وقدم شكوى في الغرض مصحوبة بالوصولات المحجوزة فوقع إيقاف الشاب الذي لم يجد أملا في الانكار فأحيل على سجن الإيقاف قبل تقديمه الى العدالة من أجل خيانة الأمانة وتحويل أموال لحسابه الخاص.