مع حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ تبدد العلاقة بين المدربين والفرق وتبدأ التقلبات والعواصف وتنهمر الانتقادات والاتهامات المتبادلة بغزارة والتي تؤدي الى طوفان من الاقالات وفيضانات من التغييرات ومثل هذه الاجواء تعودنا عليها خاصة في المواسم الاخيرة ومع نهاية بطولة الخريف سنقوم كالعادة برصد لخارطة المدربين لمعرفة الاجواء بين الاندية والمدربين. قبل نهاية مرحلة الذهاب قامت 8 أندية في بطولة النخبة بتغيير طاقمها الفني وهي فعلا ظاهرة مفزعة ولا تخدم الكرة التونسية بما ينطوي عليها من خسائر لجميع الاطراف وهذا الجرد الكامل للفرق التي شملها التغيير. * الترجي الرياضي: كلود اندري يعوّض اوسكار فولون * النجم الساحلي: رحيل محجوب وقدوم الشتالي ومليك ثم عمار السويح. * النادي الافريقي: معلول يخلف الفرنسي سطامبولي * الملعب التونسي: لويس ميغال يخلف العرفاوي * حمام الانف: خالد حسني ثم نزار خنفير * نجم حلق الوادي والكرم: الكعبي يعوّض الشرقي. * قوافل قفصة: بن بلقاسم يخلف عمر مزيان * النادي البنزرتي: باولو روبيم يعوّض الورتاني * النجم الخلادي: رحيل بن ساسي وقدوم الحبيب الماجري ومن خلال هذه القائمة نلاحظ ان الفرق الكبرى قامت بتعديل طاقمها الفني مبكرا. ظاهرة المدرب اليومي أما في الفرق المنتمية لبقية الاقسام فإن الظاهرة مستفحلة بشكل غريب الى درجة اننا اصبحنا نعيش في عصر «المدرب اليومي» ففي بطولة الوطني ب قامت 9 أندية بتغيير طاقمها الفني مرة واحدة على الاقل ويتعلق الامر بشبيبة القيروان والاولمبي للنقل وستير جرزونة والملعب القابسي والنادي القربي ومستقبل القصرين ومستقبل قابس واولمبيك الكاف وجمعية جربة فمتى ستقلع انديتنا على هذه الظاهرة من خلال الاختيار الواقعي والمدروس وعدم التسرّع والتشبث بالنتائج العاجلة؟ «الملعب» مدمن تغيير منذ مطلع العشرية الفارطة أدمن الملعب التونسي تغيير طاقمه الفني اثناء كل موسم ولم يحافظ على منصبه طيلة موسم كامل سوى المدرب علي السلمي في موسم 99/200 وهذا الجرد يؤكد هذه الحقيقة. موسم 90/91: توفيق بن عثمان ثم احمد المغيربي موسم 91/92: المغيربي ثم بزداح ثم ماريان. موسم 92/93: ماريان ثم الحيدوسي موسم 93/94: مالدوفان ثم بن عثمان موسم 94/95: عمر الذيب ثم عبد الوهاب عمر موسم 95/96: المغيربي ثم السخيري موسم 96/97: تيسان ثم سالم كريم ثم بيالاس موسم 97/98: زوبا ثم بيالاس ثم الحبيب الماجري موسم 98/99: الفرقاني ثم اماريلدو ثم الحيدوسي موسم 99/2000: علي السلمي موسم 2000/2001: السلمي ثم لطفي البنزرتي ثم خالد بن يحيى موسم 2001/2002: بن يحيى ثم يوسف الزواوي موسم 2002/2003: السلمي ثم فوزي البنزرتي ثم كازوني ثم المغيربي موسم 2003/2004: فوزي البنزرتي ثم روبيم ثم العرفاوي موسم 2004/2005: العرفاوي ثم لويس ميغال **انهيار المدرسة الفرنسية المتأمل في القائمة الحالية لمدربي النخبة يلاحظ الغياب الكامل للطاقم الفرنسي رغم وجود الفرنسي لومار على رأس المنتخب الوطني ففي بداية السباق كان في القائمة فرنسي واحد وهو سطمبولي لكنه غادر مبكرا النادي الافريقي رغم نجاح فريق باب الجديد سابقا مع الاجانب ولعل هذا الغياب الكلي يعود الى فشل بعض الاسماء في المرحلة الاخيرة مثل كازوني مع النجم الساحلي والملعب التونسي والفرنسي اليوغسلافي في سلفستر مع النادي الصفاقسي واموروس مع نفس الفريق. **نهاية المدرسة الجزائرية الفرق التونسية كانت تتعامل بشكل واضح مع المدرسة الجزائرية حيث جلب النجم الساحلي سابقا رابح سعدان ومحي الدين خلف وتعامل مستقبل المرسى أيضا مع عبد الحميد الكرمالي ورشيد المخلوفي ودرب حميد زوبا اتحاد المنستير والملعب التونسي وكانت ايضا لبوزيد الشنيتي حيث درّب بالخصوص الاولمبي الباجي والملعب التونسي واتحاد المنستير والترجي الرياضي والنادي البنزرتي وبرحيل رشيد مواسة في اعقاب الموسم الفارط من باجة انتهت المدرسة الجزائرية بعد تجارب عديدة ومتنوعة مع الفرق التونسية. **الاقربون اولى بالمعروف العلاقات داخل عائلاتنا الرياضية مازالت حميمة وهذا ما يفسّر تعامل العديد من الفرق مع ابناء الجمعية وعلى اساس القرابة فالممرن علي السلمي تربطه بمستقبل المرسى روابط تاريخية متينة وهو يبقى دوما مبجلا وهذا العامل ساهم في نجاحه واستقراره بهذا الفريق. كما تعوّد اتحاد المنستير على منح الاولوية لابناء الجمعية مثل عامر حيزم وفوزي البنزرتي ولطفي البنزرتي وصالح قديش وهذا ما شجعه على التعامل مع لطفي رحيم الذي يعتبر حاليا من خيرة الجيل الجديد للمدربين بحكم ثقافته العالية وتجاربه الثرية رغم صغر سنه. كما يعرف خالد حسني نادي حمام الانف جيدا باعتباره احد افراد عائلة بوقرنين وعلى هذا الاساس تعامل ترجي جرجيس مع الممرن الشاب لسعد معمّر وكلّما احتاج النجم الساحلي «للنجدة» الا ووجد عبد المجيد الشتالي على ذمته بمخزونه التكتيكي العالي ومعرفته الشاملة بأسرار الجلد المدوّر وكل هذه الاسماء ساهمت بسبب متفاوتة في الاقلاع بأنديتها في حين غادر محمود الورتاني فريقه النادي البنزرتي بكيفية غير منتظرة وحل مكانه البرازيلي روبيم. **الصفاقسي ناجح مع الاجانب النادي الصفاقسي من اكثر الفرق التونسية تعاملا مع الاجانب بحكم تألقه مع الطاقم المستورد حيث عرف الامجاد بالخصوص مع كريستيك وبوبوف والالماني بفايفرو ومواطنه كراوتزن والبرازيلي باولو روبيم ودعّم السويسري دي كاستيل هذه الانجازات بحصوله على كأس تونس بامتياز وتألقه في بطولة العرب الحالية والبطولة التونسية وهذه المعدلات جعلته يترسم في خطته. **الحنين الى الماضي الحنين الى الماضي جعل الاولمبي الباجي يعيد التجربة مع الروماني مالدوفان ورغم تواضع نتائجه فإن العشرة جعلت العلاقة تتواصل تماما مثل خالد حسني الذي تجمعه علاقات وجدانية وروابط تاريخية مع نادي حمام الانف ورجع لطفي رحيم الى فريقه اتحاد المنستير بعد تجربة طويلة الخليج العربي وهذا المبدأ توخاه النجم الساحلي من خلال تعامله مع الشتالي والشاذلي مليك ثم العودة الى السويح تماما مثل الملعب التونسي مع العرفاوي والنادي البنزرتي مع الورتاني لكن هذا الثنائي رحل مبكرا ليعود البرازيلي روبيم الى النادي البنزرتي من نفس الطريق وهذا يؤكد التواصل الشديد بين الماضي والحاضر من اجل المستقبل.