مازالت التجربة التونسية في مجال تثبيت حقوق المرأة وتطوير مكاسبها تستأثر باهتمام متزايد من قبل الملاحظين في العالم وتقدم نموذجا لإصلاح أوضاع المرأة في عديد البلدان. فقد نشرت مجلة «الهديل» اللبنانية في عددها الأخير تغطية شاملة للندوة التي أقامتها مؤخرا ببيروت تحت عنوان «المرأة والحياة السياسية في تونس» وذلك بمشاركة عدد من الفعاليات اللبنانية والمؤسسات المهتمة بحقوق المرأة وحضرتها نخبة من وسائل الإعلام المحلية والعربية كما دعي لحضورها من تونس السيد محمد الحبيب الشريف المنسق العام لحقوق الإنسان. وكانت الندوة مناسبة لاستعراض مختلف المكاسب التي تحققت للمرأة التونسية حيث أوردت المجلة في هذا الشأن ان الرئيس زين العابدين بن علي أوجد سلسلة من الإصلاحات التشريعية انطلاقا من إيمانه الشديد بأهمية دور المرأة في تنمية المجتمع وتطوره. كما أبرزت «الهديل» أن رئيس الدولة أولى كل الدعم لحقوق المرأة بهدف إزالة رواسب التمييز إزاءها من ذلك الإذن بإحداث الآليات المؤسساتية الملائمة بهدف تمكينها من ممارسة كل حقوقها وتفعيل دورها بوصفها شريكا فاعلا في تحقيق أهداف التنمية الشاملة إلى جانب المصادقة على كل الآليات الأممية المتصلة بحقوق الإنسان. وثمنت المجلة تشريك المرأة في العمل الإنساني بوجهيه الاقتصادي والاجتماعي بما عزز حضورها في مواقع القرار وطور مشاركتها في الحياة امدنية والسياسية في إطار استراتيجية تؤسس لمساهمتها الفعلية في الحياة العامة مشيرة إلى ارتفاع نسبة حضور المرأة بمجلس النواب إلى حدود 11 فاصل 7 و10 في احكومة في حين فاقت هذه النسبة بالمجالس البلدية العشرين بالمائة إضافة إلى اقتحام المرأة التونسية مجال الاستثمار وبعث المشاريع الاقتصادية. كما وقفت المجلة عند الحصيلة الهائلة من الإنجازات التشريعية الرامية إلى دعم حقوق المرأة وحماية الأسرة لا سيما من خلال الإصلاحات التي أدخلت على مجلة الأحوال الشخصية والمجلة الجنائية ومجلة الشغل. «إن تونس اليوم تعيش ثورة إصدار تشريعات وقوانين تفيد في دفع مسيرة تحرير المرأة من قيود استبعادها سياسيا وإنتاجيا وإنسانيا» هكذا عبرت السيدة فاديا شاتيلا حيدر المدير العام المفوض في مجلة «الهديل» لدى افتتاحها أشغال الندوة عن إعجابها بالمنزلة التي بلغتها المرأة التونسية بفضل التشريعات والمكاسب التي تحققت في عهد الرئيس زين العابدين بن علي. وفي معرض حديثه عن الإصلاحات الدستورية والسياسية في تونس والتي كان للمرأة فيها نصيب مميز وهام هيأها لأن تكون شريكا كاملا للرجل أكد السيد الحبيب الشريف ان ما تحقق للمرأة التونسية هو نتيجة «اهتمام الدولة بشؤونها وبعملية تطورها برعاية مباشرة من الرئيس زين العابدين بن علي». ومن جانبها أشادت السيدة لندا مطر رئيسة لجنة حقوق المرأة في لبنان بالتجربة التونسية قائلة إن الرئيس بن علي يقود ثورة إصلاحية في صالح المرأة التونسية سيكون لها أثار إيجابية على مسيرة المرأة العربية ككل». كما نوهت المحامية صوفيا ابراهيم عطية عضو لجنة نقابة المحامين اللبنانية بإقرار نظام الملكية المشتركة للأملاك بين الزوجين في تونس معربة على الأمل أن يتم تطبيق هذا النظام في لبنان. أما السيدة غانم شريمط رئيسة رابطة انماء وتوعية الأسرة في لبنان فقد اختتمت مداخلتها بتوجيه «التحية إلى الرئيس زين العابدين بن علي وإلى تونس ومن خلالها المرأة التي اضطلعت بمعظم المهام مثلها مثل الرجل بما في ذلك المرأة الريفية التي أتيح لها مجال التعليم لتدحر سيف الأمية».