يتمكن سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذه الأيام وحتى بداية شهر فيفري المقبل من مشاهدة مذنب «مكهولز» على شكل جرم سماوي لامع، يميل إلى الإخضرار، ويقترب لمعانه من لمعان كوكب المشتري. ويشاهد التونسيون هذا المذنب بالنظر الى اتجاه عنقود «الثريا»، وهو مجموعة من النجوم تشبه الكتلة تتكون من 6 الى 7 نجوم يراها الإنسان بالعين المجردة. ويوجد هذا العنقود أو الكوكبة في برج الثور نحو الشرق. أما المذنب فيمكن رؤيته نحو الجانب الغربي من الكوكبة. **في الليل وذكر الأستاذ هشام بن يحيى (من مدينة العلوم بتونس) أن أفضل توقيت لمشاهدة المذنب بين السابعة ماء والحادية عشرة ليلا، وهو مثل سائر المذنبات كرة من الغاز المجمد كلما اقتربت من الشمس وتحت مفعول الرياح الشمسية يتكون منها مذنب أو أكثر حسب النوع. ومن أشهر المذنبات امعروفة عالميا مذنب «هالي» الذي كان آخر ظهور له عام 1987 وسوف يعود بعد 76 عاما من وقت ظهوره الأخير أي عام 2063 تحديدا. ويعد هذا المذنب مثلا للمذنبات التي تعطي فكرة واضحة عن حركة الكواكب والظواهر الفلكية الأخرى. ويستطيع الانسان رؤية مذنب «مكهولز» بشكل أوضح إذا استخدم المكبرات والتليسكوبات. كما أن المذنب نفسه يعكس ضوء الشمس مما يسهل عملية الرؤية. **كواكب جديدة وأضاف الأستاذ هشام بن يحيى يقول: «سيمتد مذنب مكهولز على 15 درجة في فضاء السماء، ويمكن مشاهدته بطريقة أفضل بالتركيز على النواة (غاز صلب) التي يتبعها مذنب يحتوي على غاز خفيف». وذكرت المصادر الفلكية أن أول من رصد هذا المذنب هو العالم «دون مكهولز» في أوت 2004، ويدور المذنب حول الشمس، وكلما دنا منها ازداد وضوحا للمشاهد من كوكب الأرض، حيث تبعد الأرض عن الشمس نحو 150 مليون كيلومتر. ويقع المذنب في المنتصف خلال دورانه حول الشمس أي بمسافة تقدر بنحو 52 مليون كيلومتر مما يجعل مشاهدته تتم بوضوح في الليل فحسب. وبينت المصادر أن المذنب يبلغ طوله مئات الكيلومترات، ويظهر بالجنوب الشرقي من الأرض، على أن يختلف مكان وجوده في نفس الاتجاه، حيث سيأخذ الاتجاه الرأسي نحو القطب الشمالي للأرض حتى يختفي عن الانظار. من جهة أخرى، أكد الأستاذ هشام بن يحيى أن الكواكب المكتشفة أخيرا موجودة خارج المنظومة الشمسية، وهي ليست كواكب بأتمّ معنى الكلمة لكنها أقرب إلى النجوم والكوكيبات. وتعتبر هذه الظاهرة عادية باعتبار أن العلماء يضيفون كل يوم مجموعة جديدة من النجوم والكواكب إلى المشهد الفضائي عموما.