رغم أنه ليس من الظواهر الفلكية الكبرى شهد الكسوف العابر الاخير إقبالا جماهيريا كبيرا مما يدل على الانتشار الواسع الذي أصبحت تحظى به الانشطة الفضائية والفلكية عموما. لكن ما هي الظواهر الاخرى التي يمكن للانسان العادي متابعتها ومراقبتها مستعينا بأهل الاختصاص والذكر معا. يؤكد المختصون أن الظواهر الفلكية في الفضاء الخارجي متعددة الاشكالوالمميزات والخصائص بحيث من الهراء رصد تفاصيلها إلا في حالة إعداد دراسات معمقة أو القيام ببحوث في صلب مراكز بحث ورصد ذات مستوى عالمي. لهذه الاسباب وغيرها سنكتفي بمساعدة الاتاذ هشام بن يحيى (من مدينة العلوم) بجولة سريعة نحدد فيها أهم الظواهر الفلكية الكبرى وكيفية التعامل معها وأبرز خصائصها الفيزيائية والفلكية. ** ظواهر وأحداث أول هذه الظواهر ما يسمى بظاهرة اقتراب الكواكب من الارض، ومن ضمنها الكسوف العابر. ويعتبر اقتراب المريخ من كوكبنا في أوت من العام الماضي من أبرز وأهم هذه الحوادث التي شدت الجمهور اليها، وكانت مثالا حيا لظاهرة اقتراب الكواكب. وأضاف الاستاذ هشام بن يحيى أن هذه الظاهرة بالامكان رصدها ومراقبتها سواء بالعين المجردة، أو بواسطة المناظير والتلسكوبات. والى جانب ما ذكر يشهد الكون عدة ظواهر، وحوادث أخرى لا تقل أهمية بل وتنفرد بجاذبيتها وسحرها، وصبغتها الاحتفالية بالنسبة لعشاق الفضاء. ** الانفجارات الشمسية تحدث مجموعة من الانفجارات في الشمس بسبب النشاط المغناطيسي المكثف الذي تنجر عنه آثار قد تطال كوكب الارض في بعض الحالات. وتبرز بعد الانفجارات مباشرة مساحات تشبه البقع السوداء وهي الدليل القاطع على وجود النشاط المغناطيسي المذكور. ويذكر أن أمريكا وكندا كانتا في عدة مناسبات عرضة لآثار هذا النشاط حيث انقطع فيهما التيار الكهربائي وحدثت اضطرابات في إمداداته. ** المذنبات يمكن مشاهدة المذنبات وهي عبارة عن كرات من الغاز بالعين المجردة أو بواسطة التلسكوبات حسب قربها من الارض. وعندما تقترب هذه المذنبات من الشمس تذوب ثم تأخذ مسارا مماثلا لمسار الكواكب (مسار اهيلجي). وهذا ما حدث لمذنب ويست عام 1976 حيث اقترب كثيرا من أحد الكواكب فتأثر بجاذبيته وتغير مساره بالضرورة. كما دخل مذنب «شوماخر ليفي» عام 1995 في المسار الخاص بكوكب المشتري بعد اقترابه الكبير منه. ولا يوجد أي خطر من اقتراب المذنبات من الكواكب لأننا نتحدث أساسا عن مسابقات تحسب بملايين الكيلومترات. ** الشهب إذا كانت المذنبات بطيئة الحركة، وبالامكان مشاهدتها لعدة أشهر فإن الشهب تمر في السماء مثل الومضة وهي عبارة عن أحجار موجودة في أماكن قريبة من كوكب الارض. وعندما تقترب من الكوكب تحتك بغلافه الجوي ثم يتساقط البعض منها على البسيطة. وهناك أحجام مختلفة من هذه الشهب أما الخطر الناجم عنها فهو ضئيل.