بعد المباراة الساخنة مع المنتخب الفرنسي سيكون المنتخب الوطني لكرة اليد هذا المساء على موعد مع مباراة لا تقل سخونة وإثارة باعتبارها تضعه في مواجهة المنتخب الدنماركي الذي تمكن من تجاوز المباريات الثلاث الماضية بسلام وحصد أقصى ما يمكن من النقاط (6). تونس الدنمارك حوار استثنائي بكل المقاييس مداره التأكيد والترشح فالمنتخب الدنماركي الذي تجاوز بصعوبة كبيرة جدا عقبة اليونان وخاض مباراتين سهلتين مع أنغولا وكندا سيدخل اللقاء من أجل مواصلة سلسلة نتائجه الوردية وإضافة انتصار رابع الى رصيده يمكنه من الاطمئنان نهائيا على الترشح أما المنتخب الوطني فسيسعى بدوره الى تأكيد الوجه الممتاز الذي ظهر به في المباراة الأخيرة والخروج بانتصار يعني اقتطاع ورقة العبور الى الدور الثاني. ما قدمه منتخبنا الوطني أمام زملاء ريتشاردسون أبهر كل الملاحظين والمتابعين لهذا المونديال إذ ليس من السهل الصمود أمام منتخب يملك تقاليد كبيرة جدا.. منتخب فاز باللقب العالمي في مناسبتين ودخل دورة تونس في البداية كمرشح بارز للفوز باللقب خصوصا بعد أن استرجع عناصر الخبرة لديه وتحديدا انكتيل وكارفاداك. **التركيز... التركيز مردود منتخبنا كان رائعا دفاعا وهجوما خلال الشوط الثاني وكل المؤشرات توحي بتواصل سمفونيةالفرح مساء اليوم.. الأصداء الواردة إلينا من كواليس المنتخب تؤكد ذلك بل إن الرغبة أصبحت أقوى الآن وأكبر من أي وقت مضى في تحقيق انجاز كبير يتمثل في الفوز على الدنمارك.قطعا لن تكون المهمة سهلة أمام منتخب أنهى بطولة أوروبا في المرتبة الثالثة وراء ألمانيا وسلوفينيا.. منتخب متعوّد على الحضور في بطولة العالم لكن تلك الروح الانتصارية التي لمسناها لدى عناصرنا الوطنية يمكن أن تقهر إرادة أي منتخب مهما كانت قوته وتجربته. الميساوي، مقايز، حمام، بوسنينة، عياد، الجرو، وغيرهم لهم القدرة حتما على تحويل الحلم الى حقيقة شرط تجنب أخطاء المباراة الماضية أي «النرفزة» والتسرّع وفقدان التركيز وهي أخطاء كادت تكلفنا غاليا حيث عمّق الفرنسيون الفارق تدريجيا ولولا تلك الروح التي أشرنا إليها لكانت نهاية المباراة على غير ما نحب ونشتهي.. تكتيكيا لا نتمنى صراحة المجازفة باختيارات قد يكون لها مفعول عكسي.. لا نريد تغيرات غير مدروسة في مراكز اللاعبين.. لا بدّ من منح الفرصة لمادي وعياد منذ البداية وترك بن عزيزة في مكانه.. لا بدّ من تشجيع اللاعبين على المسك بزمام المبادرة واعتماد الحل الفردي إذ فقدنا الحل الجماعي. **لقاء الحراس مردود حمام.. الاستفاقة الرائعة لبوسنينة.. اختراقات الجناحين أتت أكلها أمام الديك الفرنسي وهذه الاضافة مطلوبة اليوم بقوة أمام منتخب دنماركي يلعب بدفاع مغلق تماما وحارس عملاق في قيمة كاسبر هفيدت تمكن لوحده من وأد المفاجأة اليونانية الأولى في المهد وتمهيد الطريق لزملائه حتى يفوزوا ويتخطوا بنجاح المباراة «الفخ». تحدثنا عن حراسة المرمى ولا بأس من التأكيد على دور حراسنا في هذه المعمعة الكروية.. مقايز.. الميساوي أو الزهاني أيا كان الإسم الذي سيحرس الشباك.. فإن مجهودا خاصا ينتظره عنوانه الأول والأخير تقوية الاحساس بالثقة لدى زملائه وإشعارهم بأن لهم حارسا قادرا على مساعدتهم في الأوقات الحرجة.. أكد الميساوي ذلك في بعض فترات الشوط الأول أمام فرنسا وترجم مقايز بامتياز كبير هذه الاضافة في نهاية المباراة لكن اضافة اليوم سيكون لها قطعا طعم خاص إذا اقترنت بانتصار يؤسس رسميا للترشح ودخول «دور الكبار». **اللاعب رقم 8 تحدثنا عن اللاعبين، عن الاطار العام لمباراة اليوم وشروط النجاح خلالها ودعونا نقول أن اطار المباراة سيهيمن عليه مرة أخرى الحضور المكثف للجمهور التونسي. في حوار الأربعاء كانوا 10 آلاف على الأقل تقاسموا مع المنتخب اللحظات المثيرة للمباراة.. ساهموا في شحذ عزيمة اللاعبين ونريدهم اليوم بهذا العدد أو أكثر من أجل الفرح. بوسنينة وبن عزيزة واللّبس الحاصل البعض اختلطت عليه الأمور وظنّ أن قوانين كرة اليد مشابهة لقوانين القدم أي أن بوسنينة وبن عزيزة سيعاقبان بعد مباراة فرنسا لخروجهما بالورقة الحمراء.. الحقيقة أن العقوبة تتوقف على مباراة فرنسا لا أكثر ولا أقل.